شكشكة: حوار ما قبل الانتخابات الرئاسية

224

• لو لم يفز الرئيس عبد الفتاح السيسى بالرئاسة فمن يحكم مصر ؟
بمصر شخصيات جديرة بقيادتها واستعادة ريادتها وتألقها العالمى ومصر ثرية بكفاءات لا حصر لها يمكن أن تقوم بهذا الدور بنجاح كبير.
• إذن لماذا لم يترشح أحد من هذه الكفاءات ؟
لا يمكن لمواطن فرد أن يفوز فى الانتخابات إلا إذا كان يمتلك قاعدة عريضة من المؤيدين. والأحزاب المصرية على كثرتها لم تحفل بخلق زعامات يمكن أن ترجح كفتها فى الانتخابات الرئاسية من الشيوخ، كما لم تهتم ببناء كوادر من الشباب الذين يؤمنون بأفكارها ويتحمسون لتنفيذها ويبدعون أفكارا جديدة لكسر الجمود السياسى وتخطى العقبات التى ارتفع هرمها فى السنوات الماضية.
• هل السبب فى ذلك تضييق النظام لمساحة الحرية والحركة لتلك الأحزاب ؟
حتى لوحدث هذا فقد كان بإمكان الأحزاب أن تتحرك فى الشارع بالطرق القانونية لتعلن رفضها للقانون أو لسياسات النظام وتكسب تعاطف الحالمين بديمقراطية حقيقية وتشكل منهم قاعدة عريضة كما يحدث فى الديمقراطيات العريقة.
• ولكن قانون المظاهرات يعوق التحركات الشعبية ويشترط إذن السلطة الحاكمة قبل الخروج فى مظاهرات أو مسيرات.
• لو أخلصت الأحزاب لنفذت من “ خرم إبرة “ لتحقق أهدافها والتغلب على ثغرات قانون المظاهرات عن طريق نوابها فى البرلمان.بل كان يمكنها أن تكتسب مساحة عريضة من المؤيدين وتلفت الأنظار الى ما تقوم به من جهود لتصحيح مسار الديمقراطية والتغلب على كل ما يعوق تنفيذها.
• بعض لأحزاب فعلت ذلك ولم تستسلم.
• ربما، ولكن أغلب الأحزاب المصرية فوقية وليست شعبية، بدأت بالمنابر التى دعا اليها الرئيس الأسبق أنور السادات فى السبعينات وترأستها شخصيات ذات تاريخ معروف ثم تداعت وتقلصت برحيل الزعيم. ولم تهتم أغلب الأحزاب ببناء قواعد شعبية لأحزابها فهى أحزاب هشة يمكن أن تتحطم مع أول صدمة.
• إذن فلا حل سوى الحكم الشمولى؟
لقد أثبت الشعب المصرى بثورتين مجيدتين رفضه التام للحكم الشمولى سواء كان دينيا أو عسكريا أو مدنيا وأى عودة للوراء ستكون محفوفة بمخاطر لا يعلم مداها الا الله.
كيف إذن نبنى ديمقراطية صحيحة ؟
• لابد أن تحل كل الأحزاب الحالية نفسها ثم تتفاوض على التوحد فى حزبين أو ثلاثة، وأن يبدأ كل حزب بعرض استراتيجية قابلة للتنفيذ ورؤية واضحة للوضع السياسى وحلول لكل القضايا المطروحة. ولا بديل لأن يكون الحزب الجديد ديمقراطيا مبنيا على التعددية واحترام الآراء، ففاقد الشىء لا يعطيه وأحزاب الزعامات الوهمية تضييع للوقت وتبديد لفرصة الشعب المصرى فى تحقيق أحلامه. بعد البناء على أساس قوى سليم تبدأ مرحلة قبول الأعضاء ثم انتخابات رئيس الحزب واللجنة التنفيذية.. الخ. بهذا تُبنى أحزاب قوية، وزعامات قادرة على مخاطبة الجماهير وقيادتها والاستماع لرغباتها وتحقيق أحلامها، وتبدأ رحلتها نحو الانتخابات الرئاسية منذ لحظة انتخاب الرئيس مباشرة، أما التلكيك والحجج الفاضية والدعوة لمقاطعة الانتخابات، والترشح قبل الانتخابات بعدة أيام فكلها مهازل وألاعيب لن تنطلى على الشعب المصرى، الذى أثبت دائما حصافة شهد بها العالم كله !!!.

التعليقات متوقفه