عاجل للأهمية: الأقوال والأفعال فى السياسة الأمريكية

175

خلال المؤتمر الصحفى المشترك لوزير الخارجية سامح شكري ووزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، قال الأخير إن الولايات المتحدة « تدعم مصر فى الحرب ضد الإرهاب «، وأكد « التزام بلاده بمساعدة مصر فى مكافحة الإرهاب»!.
والحقيقة أن الوزير الأمريكي أثبت أن الأقوال تناقض الأفعال فى سياسة الولايات المتحدة.
ذلك أن الولايات المتحدة هي التي صنعت وخلقت وشجعت الإرهاب فى المنطقة، وقامت بتدريب وتمويل وتسليح المنظمات الإرهابية واتخذت منها أداة لقلب أنظمة الحكم وتغيير الأنظمة التي لا ترضى عنها.
وآخر المستجدات فى هذا الشأن هو إصرار الولايات المتحدة على احتلال مساحات من الأراضي السورية إلى أجل غير مسمى، وإقامة قواعد عسكرية هناك، دون موافقة السلطة الحاكمة فى دمشق، كذلك تدريب فلول الإرهابيين لتشكيل « جيش جديد» لإسقاط نظام الحكم فى سوريا، وتقسيم البلاد.
وتحرص واشنطن على عرقلة تحرير القوات السورية لما تبقى من أراضي سوريا من الإرهابيين، بل وتشن هجمات عسكرية متتالية ضد الجيش السوري الذي يحارب هؤلاء الإرهابيين مما يؤدي إلى تخفيف الضغط على مواقع بقايا المنظمات الإرهابية.
وتساند الولايات المتحدة الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة على مواقع داخل سوريا، لأن هذه المواقع هي التي تنطلق منها العمليات ضد الإرهابيين.
وتعلن الإدارة الأمريكية أن إسرائيل « يجب أن تتمتع بحرية شن هذه الهجمات الإسرائيلية « ضد المواقع السورية وتعتبر أن إسرائيل تمارس «حق الدفاع عن نفسها «!!.
وزعم وزير الخارجية الأمريكي، فى نفس المؤتمر الصحفي، بأن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «ملتزمة بعملية السلام وبحل سلمي بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
والصحيح أن إدارة ترامب ملتزمة بدعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وللقدس وملتزمة بدعم التوسع الإسرائيلي والاستيطان والتهويد للأراضي الفلسطينية.
بل إن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أعلن أنه يجري حواراً مع الإدارة الأمريكية حول مشروع قانون إسرائيلي بضم المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وهو ما وصفه صائب عريقات، أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، بأنه يشكل «سرقة منظمة بتواطؤ من الإدارة الأمريكية».
غير أن ريكس تيلرسون يعلم أن مقاومة الشعب الفلسطيني، التي تتصاعد منذ إعلان ترامب أن « القدس عاصمة لإسرائيل»، لن تتوقف ولن تهدأ، كما يجب على تيلرسون أن يعلم أنه رغم حرب التدخل الأمريكية الغربية ضد سوريا طوال سبع سنوات، والتي أنهكت سوريا.. إلا أن إسقاط الطائرة الإسرائيلية « أف 16» بواسطة صاروخ سوري لأول مرة منذ عام 1982 يعني أن دمشق ستظل صامدة أمام العدوان الأمريكي الإسرائيلي التركي وسوف تهزم الإرهاب فى النهاية.
أما عن دعوة تيلرسون لمصر لإجراء انتخابات «حرة وشفافة» وعن قلقه بشأن الديمقراطية وحقوق الإنسان « و» الدور الحيوي المطلوب للمجتمع المدني فى مصر» الذي ينتظره الأمريكيون.. فهو تدخل سافر وفج ومرفوض فى شئون مصر الداخلية من جانب دولة لا تعرف المعنى الحقيقي للديمقراطية وتناهض حقوق الإنسان فى كل مكان من العالم، وقتلت الملايين من البشر دون وجه حق منذ عام 1945 حتى الآن.

التعليقات متوقفه