تعاون مفضوح بين الإخوان وتنظيم داعش.. أشرطة فيديو من إنتاج الإرهابيين للحصول على تمويل لعمليات التخريب

289

كتب خالد عبدالراضى:
ضربات عدة للإرهاب فى سيناء، يبدو أنها أصابت مقتلهم. وأكاذيب تفضحها مشاهدهم المكررة، وتكشف عن مدى الضعف الذي أصابهم وإنهيارهم أمام ضربات الجيش المتلاحقة خلال الأشهر الماضية. فيديو جديد للدواعش، أرادوا به كيدا فجعلهم الأسفلين، وفضح زيف إدعائهم مشاهد قديمة أدرجوها من قبل فى لقطاتهم المصورة التي مر عليها عدة أشهر أو ربما سنوات، ومشاهد أخرى لقتل مدنيين أبرياء وجنود عزل من السلاح، ليعلن الدواعش عن نفاد رصيدهم من العمليات.
لم ينته ما كشفه التسجيل المصور للدواعش بسيناء عند الحدود الفاضحة لضعفهم وحسب، بل كشف أيضا عن زيف إدعاءات جماعة الإخوان الإرهابية، حول إختفاء عناصرهم قسريا من قبل قوات الأمن، وكذلك عن تعاونهم مع الدواعش والجماعات الإرهابية بمصر والدول العربية، فظهور عمر إبراهيم الديب، أحد شباب الجماعة الإرهابية، ونجل أحد قيادتها، بالتسجيل المصور، فضح كذب الإدعاءات التي روجتها الجماعة عبر منابرها الإعلامية، تارة بإختفائه قسريا، وأخرى بتصفيته وهو من الإرهاب براء.
وعلى الرغم من أن واقعة “الديب” لم تكن الأولى من نوعها إلا أنها جاءت لتؤكد على العلاقة الوثيقة بين الإخوان وتنظيم الدولة الإرهابي، فقد سبقه من قبل عبدالرحمن الغرابيلي، أحد شباب الجماعة الذي ظهر فى صفوف التنظيم عام 2016، ومن قبلهم أيضا يحيى سعد المنجي، نجل القيادي الإخواني المنجي سعد الزواوي، الذي انضم إلى تنظيم “بيت المقدس” فى سيناء، عام فى 2014، وكون خلية للتنظيم فى مدينة المنصورة.
حسب تحليل خبراء للمادة الفيلمية التي بثها تنظيم ولاية سيناء، أكد العديد منهم على فقدان التنظيم للقدرة على المواجهة، حيث أن أغلب العمليات التي تضمنها الفيديو فى مواجهة الجيش لم تكن إلا عن طريق الألغام الأرضية والعبوات الناسفة أو عن طريق القنص عن بعد، وهو ما يشير الى عدم مقدرة التنظيم على المواجهة المباشرة مع عناصر الجيش والشرطة، واكتفى التنظيم بمهاجمة المدنيين العزل أو الجنود أثناء عودتهم من الإجازات، مؤكدين أن الضربات الأمنية المتلاحقة خلال الفترة الأخيرة كان لها أثر كبير على تراجع الجماعات الإرهابية فى سيناء.
وقال نبيل نعيم، القيادي السابق بتنظيم الجهاد، إن العلاقة بين تنظيم الإخوان والجماعات الإرهابية باتت واضحة للجميع، حيث أعلن الظواهري قبل أيام أن عناصر الجماعة بعد ثورة الثلاثين من يونيو أنقسمت بين تنظيمي القاعدة وأنصار بيت المقدس، كما ذهب بعضهم لتشكيل مجموعات منفردة لمواجهة النظام مطالبا عناصر الجماعة بالتوحد تحت رايته ليتمكنوا من تحقيق أهدافهم، مؤكدا أن تفرقهم لن يزيدهم إلا ضعفا وانسحاقا أمام النظام.. وأشار “نعيم” الى أن الهدف الرئيسي من وراء بث تنظيم ولاية سيناء للتسجيلات المصورة هو الحصول على التمويل من الدول التي تدعم هذه الجماعات، مؤكدا أن الممولين يريديون رؤية ما يتم من عمليات لضخ المزيد من الأموال، وهو ما يدفع العناصر الإرهابية كل حين لعمل بعض الفيديوهات وبثها على الانترنت. مضيفا أن ولاية سيناء لم تجد ما تبثه فى الفيديو الأخير فقررت اللجوء الى الفبركة وضم فيديوهات قديمة مر عليها عدة سنوات.
ومن ناحية أخرى يرى “نعيم” أن مواجهة الجماعات الإرهابية يجب أن يكون على قدر حجمهم، مؤكدا أن الجيش أكبر من أن يتحرك بكل هذا السلاح والعتاد أمام جماعات لا يتجاوز عددها العشرات موزعين بمناطق مختلفة بسيناء، مطالبا الجيش بالتعامل مع هذه الجماعات على قدر حجمهم الضئيل، وإدراك مخططاتهم التي تعتمد على طريقة حرب العصابات، والتكثيف من الجهود الاستخباراتية والمعلوماتية لكشف خلاياهم، وكذلك قطع طرق إمدادهم بالأموال والسلاح.
فيما يرى أحمد بان، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، أن التسجيل المصور الذي بثه تنظيم ولاية سيناء، تحت عنوان “حماة الشريعة” ماهو إلا محاولة بائسة من التنظيم لتجنيد مزيد من العناصر الجديدة بصفوفه، وتوجيه دعايته لشباب الإخوان، لتصور التنظيم أن الجماعة تشهد حالة من الإرتباك الفكري والتنظيمي الذي يسمح بجذب عناصر لساحته، مؤكدا أن هناك تنافسا الآن بين تنظيمي القاعدة وداعش على جذب العناصر الإخوانية لصفوفهم.
وأكد “بان” أن نسبة الشباب التي على شاكلة عمر الديب، لا تتجاوز واحد فى الألف من نسبة 15% من شباب الإخوان، وذلك لأن 70% من كوادر الجماعة خرجت من مشهد الصراع مع الدولة أو الانتظام فى الجماعة، و30% توزعت بين جبهتي محمود عزت الذي انضم اليه قرابة 20% منهم و الـ 10% الباقية ذهبت لصفوف محمد كمال، وهي النسبة التي تؤمن بالعنف فى الجماعة وتستهدفها التنظيمات الإرهابية منذ وفاة الأخير.
وأشار الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، إلى محاولة التنظيم لدغدغة مشاعر الإخوان وشبابهم عبر التسجيل الأخير لهم، حيث حرص على توحيد الهدف مع الجماعة بإعلانه استهداف المقار الانتخابية ومطالبته المباشرة للمواطنين بعدم النزول للمشاركة فى الانتخابات، وهو مايتفق مع أهداف جماعة الإخوان لإخراج انتخابات بلا ناخبين لإحراج النظام أمام العالم فى إطار مساعيهم لإسقاطه.

التعليقات متوقفه