عاجل للأهمية: هل يلتقى ترامب وكيم؟

127

خلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، أعلن المرشح دونالد ترامب أنه يتعهد لمؤيديه بأنه على استعداد تام لإجراء محادثات مع زعيم كوريا الشمالية « كيم جونج اون» حتى لو كانت فرص نجاح المحادثات لا تتجاوز عشرة أو عشرين فى المائة.
وتساءل ترامب قائلا: «أين الخطأ فى إجراء مثل هذه المحادثات ؟… علينا أن نأكل الهامبورجر على مائدة مفاوضات» !
وقبل أيام.. وافق الرئيس الزئبقي ترامب على عرض مفاجئ من جانب زعيم كوريا الشمالية لعقد لقاء بينهما وجهاً لوجه خلال شهرين من أجل تحقيق السلام فى شبه الجزيرة الكورية.
وهذا اللقاء فى حالة انعقاده ـ.. سيكون الأول من نوعه بين رئيسي الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.. وهما دولتان فى حالة حرب من الناحية التقنية.
وسواء اتفق الرجلان على تناول الهامبورجر أو الطعام الكوري «كيمشي».. فإن الأمريكيين بل العالم كله ينبغي أن يساند تلك الرغبة فى التفاوض بدلا من الحرب والتهديد بأن تكون حرباً نووية.. والتلويح بالتدمير الكامل لكوريا الشمالية والحديث المتبادل عن حجم « الأزرار» النووية للطرفين.
ورغم ما كشفت عنه كوريا الجنوبية من أن جارتها الشمالية مستعدة للتخلي عن سلاحها النووي، وأنه ليس لديها سبب لامتلاك السلاح النووي إذا حصلت على ضمانات لحماية أمنها بعيداً عن التهديدات، كما أوضح رئيس كوريا الشمالية أن بلاده ستوقف التجارب الصاروخية أثناء المحادثات مع الرئيس الأمريكي، وأعرب عن «رغبته القوية» فى التوقيع على معاهدة سلام مع الولايات المتحدة وإقامة علاقات طبيعية معها.
.. ورغم أن ذلك كله يعد تحولاً كبيراً فى سياسة زعيم كوريا الشمالية..
فإن المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض الأمريكي سارة ساندرز أعلنت أن الولايات المتحدة «ستواصل اتباع سياسة الضغط القصوى» «ولن تقدم أي تنازلات طالما لم تجد إجراءات ملموسة ومؤكدة من جانب كوريا الشمالية».
وقالت المتحدثة «الرسمية» إن اللقاء بين ترامب وكيم جونج أون «لن يتم قبل أن تتخذ كوريا الشمالية خطوات ملموسة، وأن واشنطن» مستمرة فى العمل من موقع القوة».
وأضافت أن الكوريين الشماليين «يعرفون أننا سنستمر فى مناوراتنا العسكرية» ! وهي تقصد تلك المناورات العسكرية الأمريكية الاستفزازية قرب شواطئ كوريا الشمالية.
ومعنى ذلك أن المطلوب أن تتخلى كوريا الشمالية عن قدراتها العسكرية وتجرد نفسها من أسلحتها مجانًا قبل عقد أي لقاء مع الرئيس الأمريكي ! كما لو كان الرئيس الكوري الشمالي لابد أن يرفع راية الاستسلام قبل عقد اللقاء ! .
الغريب أن هذه التصريحات جاءت عقب إعلان ترامب أنه قبل عرض كيم جونج أون، وأن هناك عملًا جاريًا لإتمام اتفاق مع كوريا الشمالية «.. وأنه « إذا أمكن تحقيقه سيكون أمراً جيداً للعالم وسيتم الإعلان عن مكان وزمان اللقاء فى وقت لاحق».
الأكثر غرابة أن اليمين الأمريكي المتطرف والدولة العميقة فى الولايات المتحدة تطالبان الآن بشن هجوم على كوريا الشمالية !!.
وقد ردد مثل هذا الطلب كل من «جون بولتون» و»لندساي جراهام « من الشخصيات الأمريكية اليمينية البارزة.
وهناك من يعربون عن الغضب لمجرد أن لقاء ترامب وكيم يضع الثاني «فى مرتبة الند» لرئيس الولايات المتحدة مما يعتبرونه «كارثة»! ويذهب غلاة المتطرفين الأمريكيين إلى حد القول بأن هذا اللقاء سوف يمنح «شرعية» للرئيس الكوري الشمالي !!.
وهكذا أصبح مجرد لقاء بين ترامب وأحد الحكام كافيًا لمنح هذا الحاكم شرعية (!) وفى حالة عدم إتمام اللقاء.. تسقط هذه الشرعية!!.
إن «حزب الحرب» فى واشنطن يعارض توحيد شبه الجزيرة الكورية سلمياً منذ نهاية الحرب الكورية فى مطلع الخمسينيات حتى الآن.
ويأمل كاتب هذه السطور أن تقدم كوريا الجنوبية، التي لعبت الدور الرئيسي فى التوصل إلى اتفاق مع الزعيم الكوري الشمالي حول السلام فى شبه الجزيرة واللقاء مع ترامب والتخلي عن الأسلحة النووية.. على إعلان استقلالها عن السياسة الأمريكية العدوانية وتطالب بإنهاء الاحتلال الأمريكي لأراضيها.
فهذا هو الطريق الوحيد لإخلاء شبه الجزيرة من الأسلحة النووية وفرض الأمن والسلام فى ربوعها، والتحرر من سيطرة احتكارات الأسلحة الأمريكية التي تريد استمرار الحروب وسباق التسلح حتى تجني المزيد من الأرباح على حساب أرواح الملايين من البشر.
فهل سيتحدى ترامب الدولة العميقة ويحقق إنجازاً، لأول مرة منذ حوالي سبعة عقود، ليفوز بجائزة نوبل للسلام.. أم سوف يتراجع ويذعن لتجار الحروب؟.

التعليقات متوقفه