التصعيد الغربى ضد روسيا.. نجاح روسيا فى سوريا والانقسامات فى حزب المحافظين وراء الحملة على موسكو

159

أكد السفير السيد آمين شلبي أن الأزمة اخذت أبعادا طويلة وأعتقد ان «تريزا ماي» لها دور كبير فى تصعيدها عندما اتهمت روسيا بناء على خلفيات سابقة، ولابد ان نضع فى الاعتبار المطلب الذي تقدمت به روسيا منذ بدء الأزمة إلى بريطانيا و»تريزا ماي» بتقديم وكشف ما لديها من أدلة على اتهامها. وأظهرت موسكو استعدادها للتعاون فى التحقيق فى هذه الأدلة، لكن حاليا الوضع أخذ أبعادًا أكبركثيرا وخصوصا بعدما حصلت «تريزا ماي» على تأييد أوروبي و أمريكي، وبالتالي روسيا نفذت تهديداتها وأتخذت عددًا من الإجراءات مثل طرد عدد مماثل من الدبلوماسيين البريطانيين، وإلغاء تصريح حصلت عليه بريطانيا بفتح قنصلية في»سان بطرسبرج»كما اغلقت مكتبها فى المجلس البريطاني، كل هذه الاجراءات تزيد الازمة تعقيدا وتضيف أزمة جديدة إلى الأزمات الدولية الموجودة، ولن اتحدث عن سوريا ولكنني اتحدث عن كوريا الشمالية والموقف الغربي منها، فالوضع الدولي كل يوم يأخذ أبعادًا معقدة.
«شعبية بوتين»
واستطرد شلبي قائلا البعض يفسر هذا الوضع والمدي الذي ذهبت إليه «تريزا ماي» بإنها تحاول استغلال هذه الأزمة لتغطي بها على ضعف الوضع الداخلي والانقسامات فى حزب المحافظين، وفى نفس الوقت يتردد ان هذه الازمة اعطت مزيدا من الشعبية لبوتين فى روسيا. وأضاف شلبي قائلا الوضع الحالي أكثر تعقيدا، فالأزمة الجديدة بين روسيا وبريطانيا تضيف تعقيدات إلى ازمات قائمة بالفعل.
وفى نفس السياق اكد السفير عادل العدوي أن ما تقوم به بريطانيا ليس له جدوي، فهم يعلمون جيدا إنه لن يؤثر على الإنتخابات الروسية بل على العكس تماما سيزيد من شعبية»بوتين» ولهذا لا اعرف لماذا قامت بريطانيا بإثارة هذه الأزمة اعلاميا فى هذا التوقيت ولذلك اعتقد ان السبب وراء تصعيد هذه الازمة فى الوقت الراهن يكتنفه الغموض إلى حد ما، ومع ذلك قد يكون الامر متعلقا بدور روسيا فى سوريا وما تحققه سوريا من تقدم برعاية روسيا، و هناك كثير من الامور المتداخلة التي لم تنضج بعد، خاصة ان الجاسوس مشترك وهذه عملية معقدة للغاية لا نستطيع الحكم عليها فى الوقت الراهن.
وأضاف العدوي قائلا:اي مشكلة بين روسيا وأي دولة أوروبية على الفور تدعمها باقي الدول الأوروبية كدولة حليفة ورغم خروج انجلترا من الإتحاد الاوروبي لكن تربطها مصالح بمعظم دول الإتحاد.
«التطلعات الغربية»
وقال بهاء محمود الباحث فى الشئون الأوروبية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بريطانيا تربطها مصالح مع أمريكا وباقي دول أوروبا، وكل هذه الدول غير راضية عن موقف روسيا فى سوريا، ويرغبون فى إسقاط نظام الأسد، ويتطلعون إلى دور أكبر فى الشرق الأوسط عن طريق بوابة سوريا.. وأكد محمود أن سوريا تعد سببا رئيسيا لغضب الغرب على روسيا، وتوقيت التوتر الحالي له أبعاده كونه يأتي وفق محددات أولها توقيت انتخابات روسيا ورغبة الغرب فى التشويش عليها، ومن جانب أخر رسم دور دولي جديد لبريطانيا، بعدما أتضح التراجع الشعبي للحكومة البريطانية الحالية، بعد الانتخابات المبكرة التي أجريت فى منتصف العام الماضي، ومحاولتها الوصول لمكانة جديدة.. واحد الأسباب الأخرى فى هذا السياق عودة شبه جزيرة القرم إلى روسيا، و رغم فرض الغرب عقوبات اقتصادية على روسيا، لم تخضع روسيا، وعند الأخذ فى الاعتبار التحالف الإيراني الروسي من جانب والتوتر الأمريكى الايراني من جانب أخر، فأننا امام مشهد حرب باردة بين الغرب الاوروبي الامريكى ضد روسيا وحلفائها ايران والصين وفى الشرق الأوسط سوريا، التي تحقق روسيا فيها نجاحات كبيرة، وهنا يجد الغرب نفسه مهزوما امام روسيا فى كل مناطق نفوذه، ولا يخفى دور»ترامب» المحرك لبريطانيا والذى يريد رد اعتباره بعد اتهام الديمقراطيين له بالتعاون مع روسيا فى الانتخابات الأمريكية!

التعليقات متوقفه