كل يوم حكاية..(2)… “الأزهر” أقدم جامعة إسلامية في مصر

171

كتب : محمد صفاء الدين
في ظل عدم انتشار الوعي الأثري والتاريخي، ومع امتلاء مصرنا الحبيبة بالتاريخ والحضارة وكثير من الأماكن والتراث والحكايات التي تدور حولها القصص قررت جريدة الأهالي، التابعة لحزب التجمع الوطني التقدمي الوحدوي، أن تنشر كل يوم حكاية عن تاريخ مصر المشرف وقصص الأماكن التي يزورها الكثير من المواطنين دون أن يكون لديهم معرفه بقصتها.
“الجامع الأزهر” هو أول جامع أنشئ بمدينة القاهرة، انتهى جوهر الصقلي من بنائه سنة 361هـ-972م، بعد ثلاث أعوام من فتح الفاطميين لمصر سنة 969م، وأقيمت صلاة الجمعة فيه لأول مرة في 6 رمضان سنة 361هـ – 21 يوليو سنة 972، وهو أقدم جامعة إسلامية في مصر.
جوهر الصقلي اختار للجامع موقعًا في شرق المدينة باتجاه الجنوب بالقرب من القصر الشرقي الكبير، وعُرف الجامع باسم جامع القاهرة لعدة سنين، ثم تحول اسمه إلى الجامع الأزهر نسبة إلى فاطمة الزهراء، أو نسبة إلى القصور الفاطمية الزاهرة، وقد بنى الجامع ليكون مسجداً جامعاً لقاهرة المعز، وليقوم مقام الجامع الطولوني في القطائع وجامع عمرو بالفسطاط، وأصبح مدرسة يتلقى فيها الطلاب أصول المذهب الشيعي، ولكن صلاح الدين الأيوبي أبطل ذلك في سنة 1171م.
جامع الأزهر له ثمانية أبواب، في الجانب الغربي الخارج إلى ميدان الأزهر بابان، باب المزينين، والباب العباسي الذي أنشأته وزارة الأوقاف في عهد الخديوِ عباس حلمي الثاني، وفي الجانب الجنوبي باب المغاربة، وباب الصعايدة، وباب الشوام، وفي الجانب الشمالي باب الجوهرية، وفي الجانب الشرقي باب الحرمين، وباب الشوربة.
الأزهر به أكثر من 380 عموداً، وهي من الرخام، وفي شهر صفر عام 365هـ جلس ابن النعمان القاضي يدرس الفقه الفاطمي على مذهب الشيعة على جمع من الطلبة، ويملي مختصر أبيه في الفقه عن أهل البيت، ويعرف هذا المختصر بالاقتصار، حتى جاء صلاح الدين الأيوبي إلى مصر، وأبطل التدريس بالأزهر.
الخليفة الحاكم بأمر الله جدد الأزهر سنة 1010م، وبقى من أعمال التجديد باب ضخم من الخشب ذو مصراعين ارتفاعه 3.20م عليه اسم الحاكم، والباب معروض حاليًّا بمتحف الفن الإسلامي، وفي سنة 1125م أمر الخليفة الآمر بأحكام الله بعمل محراب متنقل من الخشب يوضع في جامع الأزهر، والمحراب تعلوه لوحة من الخشب عليها كتابة بالخط الكوفي المزهر يسجل اسم الآمر وسنة 519 هـ، والمحراب معروض حاليًّا بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة.
الأمير عبد الرحمن كتخدا قام بأعمال إصلاح وتجديد وزيادة شاملة في الأزهر سنة 1753، فزاد في سعة الجامع بمقدار النصف تقريباً، وأنشأ في الزيادة منبراً ومحراباً، وأنشأ بابًا كبيراً هو باب الصعايدة، وأعلاه كتاب لتعليم الأيتام، كما أنشأ الباب المعروف باسم باب الشوربة، وجدد المدرسة الطيبرسية، وأدخلها في المدرسة الأقبغارية المقابلة لها، وأنشأ بخارجها باب المزينين الكبير في الوجهة الغربية، وهو مؤلف من بابين عظيمين.

التعليقات متوقفه