اندماجات حزبية.. بدعوى من الرئيس.. سياسيون: تمسك بعض رؤساء الأحزاب بالكراسى وراء فشل الاندماج

184

تمسك قادة الاحزاب السياسية حتى الان بمواقعهم فى الاحزاب السياسية ورفض جميعهم، فكرة الاندماج مع احزاب اخري دون الافصاح عن ذلك بشكل علني، وهو الامر الذي جعل بعض قيادات ونواب هذه الاحزاب ان يضطر للانتقال لحزب مستقبل وطن.وتشكك البعض ان يكون حزب مستقبل وطن ممثل تيار الاغلبية فى البرلمان وينافسه بعض احزاب المعارضة وبعد ان انتقل اليه عدد من من نواب حزب المصريين الاحرار حسب المصادر وقيادات بحزب الوفد على راسهم حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد السابق وامين عام حزب مستقبل وطن الحالي.كما انضم لحزب مستقبل وطن عدد من نواب ائتلاف دعم مصر ونواب مستقلين ابرزهم طارق الخولي القيادي بلجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الى جانب انضمام قيادات ونواب حملة كلنا معاك من اجل مصر لحزب مستقبل وطن وهو الامر الذي جعل هذا الحزب صاحب اكبر تمثيل نيابي فى البرلمان.وكان قد دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه مع ممثلي عدد من وسائل الإعلام الأجنبية والمصرية، على هامش منتدى شباب العالم، الأحزاب للدمج فى نوفمبر الماضي، قائلًا: «الأحزاب كثيرة ويجب أن تدعوهم للدمج من أجل زيادة قدراتهم».
كما أرجع عدد من أساتذة العلوم السياسية والخبراء فشل فكرة اندماج الأحزاب ذات الأيديولوجية المتشابهة فى مصر لغياب ثقافة فريق العمل، والتخطيط الاستراتيجي لها، وعدم تفرغ الكوادر الحزبية للعمل الحزبي، إضافة إلى مشاكل التمويل الطاحنة التي تعصف بأوضاع الأحزاب فى مصر..فما التفاصيل ؟
فشل
وحددت الدكتورة نهى بكر أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية سببين رئيسيين لفشل الاندماجات الحزبية، الأول أن هناك أشخاصا مهتمين بأن يصبحوا رؤساء للأحزاب، وليسوا على استعداد أن يكون هناك منافسون أقوياء لهم، والثاني، هو عدم القدرة على العمل ضمن فريق.وأوضحت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، لـ»الاهالي»، أن الاندماجات الحزبية ليست نابعة من توحد أيدولوجي، كما أن الأحزاب ليس لديها سياسات أو استراتيجيات واضحة، ما أدى لوجود ما يفوق عن 100 حزب سياسي.ولفتت بكر، إلى أنه حال عدم وجود استراتيجيات واضحة، أو ثقافة فريق العمل فى الاندماجات الحزبية التي يجري العمل عليها حاليا، سيكون مصيرها الفشل.
أما الدكتور عبدالمنعم سعيد، المفكر السياسي، فيرى أن قانون الأحزاب القائم حاليا هو السبب وراء حالة تفكك الأحزاب والاندماجات الحزبية التي حدثت، ولا يلزمها بالحصول على مقاعد فى البرلمان، مناديا بتعديل القانون، حتى يجعلها أكثر جدية.وأوضح سعيد، أن أحد أسباب فشل الاندماجات، شخصي، فقانون الأحزاب يتيح الزعامة على مجموعة من الناس لمن يستطيع تمويلهم، وهناك نزعة دائمة للانشقاق.وتابع: «الانشقاقات يمكن إرجاعها إلى ثقافة العمل الجماعي الغائبة، والزعامات، والفردية والرغبة فى ترأس الحزب للأبد، فيمكن أن تجد رئيس الحزب ينادي باستمرار رئيس الجمهورية لفترة واحدة أو فترتين، وتجده يترأس الحزب فترة طويلة للغاية».وأضاف: «فى الأحزاب المصرية لا يوجد احتكام للديموقراطية، وحال وجود خلاف داخلي مع أحد الأعضاء، ينشق العضو ويكون حزبًا جديدًا، ويمكن أن يسرق الاسم معه».وتابع: «توجد مشاكل أخرى داخل الأحزاب بعضها هيكلي، مثل مشكلة التمويل، والتي تعتبر خطيرة لأنها يمكن أن تفتح الأبواب أمام التمويل الخارجي، كذلك غياب الكوادر المتفرغة للفكرة الأيدولوجية، وقيام الحزب على الأساس التطوعي».
قاعدة جماهيرية !
ويلفت الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، النظر إلى أن عدد الأحزاب قبل ثورة 25 يناير 2011، كان لا يزيد عن 25 حزبًا، فاق عددها الـ 100 حزب الآن، متسائلًا: «الانضمام والدمج على أساس إيه، الأحزاب فى مصر لا تبني عملها على أساس قاعدة جماهيرية بالأساس».وتابع: «فشلت الاندماجات التي حدثت بين الأحزاب، نتيجة الزعامات»، وزاد قائلا «من ضمن ثقافة الشعوب العربية ليه تبقى أنت الزعيم وأنا مبقاش الزعيم؟».وأكمل أستاذ علم الاجتماع السياسي: «إن لم يكن هناك قاعدة شعبية للحزب، فيصبح هلاميًا لا وجود حقيقي له»، موضحًا أن جزءًا كبيرًا منها مبني على أساس «الوجاهة» الاجتماعية.
قال النائب محمد زين الدين عضو الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، ووكيل لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن هناك صراعات فى الحياة السياسية والحزبية بمصر، مشيرًا إلى أن الأحزاب السياسية الحالية مشتتة بشكل كبير وضعيفة رغم إن عددها كبير جدًا، مشددا على ضرورة حدوث بعض الاندماجات.وأشار «زين الدين» إلى أنه لابد من وجود كيان حزبي قوي فى مصر يساعد الحكومة فى أداء مهامها ووضع برامج للحكومة للنهوض بالدولة، وليس فقط أحزاب تسعى إلى الحفاظ أو الوصول إلى كراسي.وأضاف عضو الهيئة البرلمانية لحزب مستقبل وطن، أن أغلب الأحزاب الصغيرة لا تريد الاندماج مع أحزاب أخرى بسبب أن كل رئيس لحزب يحاول الحفاظ على استقلالية الحزب للحفاظ على كرسيه كرئيس لحزب، وليس من أجل مصلحة الوطن.
حوار وتحالف
ويقول عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع إن الحزب لم يعرض عليه فكرة الاندماج مع اي حزب اخر، لافتا الى ان الاندماج لابد وان يسبقه الحوار والتحالف والائتلاف بين ابناء البرنامج والتيار الواحد قبل الاندماج، مؤكدا ان ازمة فكرة الاندماج او فشلها ليست بسبب تمسك رؤساء الاحزاب بمقاعدهم فقط ولكن هناك اسباب اخري فبعض رؤساء الاحزاب من الممكن ان يتنازلوا عن مقاعدهم من اجل مصر، ولكن الطريقة التى تم تسويق فكرة الاندماج لها يشوبها بعض المشاكل.وأضاف ان فكرة الاندماج كلمة حق يراد بها باطل، موضحا ان مصر لا يضيرها ان يكون فيها 100 حزب، مؤكدا ان الحل بناء حياة حزبية حقيقية، وتابع: «غير منطقي وجود نظام حزبي واحد فى قالب عددي مثلما كان فى عصر الحزب الوطن وارفض الحملة التي تُشن ضد الاحزاب لاجبارها على الاندماج فيما بينها».

التعليقات متوقفه