عاجل للأهمية: عداء أمريكي سافر للفلسطينيين والعرب

168

الصفعة المدوية التي تلقتها واشنطن مؤخرًا فى مجلس الأمن هي الرفض الإجماعي من جانب أعضاء المجلس لمشروع قرار أمريكي مضاد لمشروع قرار كويتي يدعو إلى حماية المدنيين الفلسطينيين فى الأراضي المحتلة من المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد متظاهرين سلميين.
وقد تقدمت الكويت بمشروع قرار دولي، باسم الدول العربية، بعد استشهاد 120 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 13 ألف آخرين بجراح مختلفة بينهم 330 فى حالة خطيرة. وكان بين الضحايا عدد غير قليل من الأطفال والنساء.
وطالب مشروع القرار الكويتي باتخاذ إجراءات لضمان أمن وسلامة السكان المدنيين وحمايتهم عن طريق الاستعانة بقوة حماية دوليَّة بقيادة الأمم المتحدة.
واعتبرت مندوبة أمريكا وإسرائيل المدعوة نيكي هايلي، أن المشروع الكويتي ((أحادي الجانب ومنحاز ومفلس أخلاقيًا ويضع كل اللوم على إسرائيل، ويقوض الجهود الجارية من أجل التوصل إلى سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين ))!! ولم تشرح لنا المندوبة الأمريكية.. أين هي هذه «الجهود الجارية» من أجل السلام!.
لقد مارست المندوبة المعادية للفلسطينيين والعرب حق الفيتو لإسقاط المشروع الكويتي المعتدل الذي يطالب باحترام القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ويدعو كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، ويطالب بتهيئة الشروط الضرورية لإعادة إطلاق عملية مفاوضات لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي والتوصل إلى حل سلمي عادل ودائم وشامل قائم على رؤية لمنطقة تقوم فيها دولتان ديمقراطيتان:
«إسرائيل» و»فلسطين» تعيشان جنبًا إلى جنب فى سلام وضمن حدود آمنة ومعترف بها.
وكان مجلس الأمن قد أرجأ التصويت على مشروع القرار الكويتي عدة مرات بسبب تدخل واشنطن فى اللحظات الأخيرة لإعداد مشروع أمريكي مضاد، وعندما حصل مشروع القرار الكويتي على تأييد 10 دول وا متناع 4 دول فقط عن التصويت.. لم تجد المندوبة الأمريكية الإسرائيلية أمامها سوى طريقة واحدة لإسقاط المشروع هى استخدام حق الفيتو.
وجاء وقت الصفعة المدوية لأمريكا عندما طرحت نيكي هايلي مشروعها للتصويت.. فلم تحصل على موافقة أي دولة عدا الولايات المتحدة نفسها، ورأينا المندوبة الأمريكية الصهيونية ترفع يدها وحدها بينما بقية الأعضاء يرقبونها فى رثاء.
إنها سقطة أخلاقيَّة أخرى لأمريكا، على حد تعبير وزير الخارجية الفلسطينية رياض المالكي، وعزلة كاملة وغير مسبوقة فى الساحة الدوليَّة، وعمى سياسي، وغربة عن الواقع، وتجاهل للإجماع الدولي الرافض للجرائم الإسرائيليَّة، وتنكر للمواثيق والقرارات الدوليَّة كافة.
وكانت نيكي هايلي قد عارضت فى إبريل الماضي صدور قرار لمجلس الأمن يدين إطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين فى غزة، وقالت «إنه لا توجد دولة فى هذه القاعة يمكن أن تتحلى بضبط النفس أكثر مما تفعل إسرائيل» !! ومن المعلوم أنه لم يُصب إسرائيلي واحد طوال الفترة التي جرت فيها مظاهرات مواطني غزة. ولم يزعم أي معلق أو مراقب فى العالم أن إسرائيل تعرضت خلال تلك المظاهرات لأي تهديد أو خطر.
أمريكا تستخدم الفيتو فى مجلس الأمن لتجديد الحصانة التي توفرها لإسرائيل حتى تظل دولة فوق القانون الدولي وتتمتع بالحرية المطلقة فى ممارسة سياسات القتل بدم بارد والقمع والإذلال للفلسطينيين ولتشجيع مجرمي الحرب الإسرائيليين على مواصلة إهدار حقوق الفلسطينيين وإلغاء هويتهم وتجريدهم مما تبقى من أراضيهم وممتلكاتهم.
جلسات مجلس الأمن الأخيرة تكشف إلى أي مدى أصبحت الإدارة الأمريكية تجاهر بالعداء السافر للفلسطينيين والعرب.

التعليقات متوقفه