«البحث عن الزعامة» وراء فشل تشكيل تنسيقية تجمع أحزاب البرلمان.. عمرو الشوبكى: العمل الفردى يسيطر على المشهد السياسى ويجب تأسيس 3 تنسيقيات فكرية

139

تسيطر فكرة الزعامة والعمل الفردي على المشهد السياسي وبين قادة الاحزاب وظهر ذلك جليا عندما قاطع قادة بعض الأحزاب، اجتماع حزب الوفد الثاني الذي عقد الثلاثاء قبل الماضي لتشكيل تنسيقية الهدف منها التواصل بين قادة الاحزاب والسلطة التنفيذية حسبما دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي لذلك فى مؤتمر الشباب.
وكانت البداية عندما غاب رئيس حزب المصريين الاحرار وعدد من قادة الاحزاب، عن اجتماع حزب الوفد الاول الذي عقد فى بداية شهر رمضان والذي كان يناقش تشكيل هذه التنسيقية، لرفضهم ان يتزعم حزب بعينه تنسيقية الاحزاب السياسية، ولم يشارك عصام خليل رئيس حزب المصريين الاحرار فى اجتماع حزب الوفد بحجة ان الدعوة وصلت له متاخرة وانه كان مشغولا، وفى المقابل لم يشارك رئيس حزب الوفد بهاء ابوشقة فى إفطار المصريين الاحرار الذي ناقش ما جاء فى مؤتمر الرئيس من توصيات ورؤية الحزب حول بناء الشخصية المصرية، كما لم يحضر رؤساء الوفد والمصريين الاحرار افطار الحزب الدستوري الحر فى احد فنادق القاهرة الكبري والذي ناقش فى ذات الوقت فكرة تنسيقية الاحزاب السياسية.
ويبقي السؤال كيف سينجح قادة الاحزاب فى الاندماج فيما بينهم بالرغم من عدم قدرتهم على الاجتماع فى تنسيقية واحدة؟
الفردية !
وحول هذا الموضوع قال الدكتور عمرو الشبكي استاذ العلوم السياسية إن الفردية تسيطرعلى الاحزاب ويحاول كل قائد حزب او تيار سياسي ان يقود التنسيقية بدافع الزعامة، لافتا الى ان مثل هذه التنسيقيات يجب ان تتشكل على ضوء معيارين الاول أن تشارك فى تشكيل هذه التنسيقيات الاحزاب التي لها تمثيل برلماني.
وأضاف الشبكي لـ”الأهالي” ان المعيار الثاني الذي يجب ان نحرص عليه هو تشكيل تنسيقيات فكرية، مطالبا الاحزاب بتشكيل تنسيقية لليبرالية الاجتماعية واخري لليسار وثالثة لليمين”، وتابع: “ علينا ان نعترف بان مصر يوجد بها 8 احزاب فاعلة فقط ولا يوجد بها 104 أحزاب مثلما يدعي البعض” مطالبا الدولة بالتعامل بجدية مع الثمانية أحزاب حتى تنجح فكرة تشكيل التنسيقيات.
وسيط
وفى ذات السياق قال إكرام بدر الدين استاذ العلوم السياسية إن اللجنة التنسيقية التي يرغب الاحزاب فى تشكيلها اشبه بوسيط بين الاحزاب والحكم، موضحا ان هذه اللجنة ستنقل سياسات الحكومة للاحزاب وفى نفس الوقت ستنقل افكار الاحزاب للحكومة، منوها الى ان مصر لا يوجد بها حزب حاكم وجملة الاحزاب ومقاعدها فى البرلمان لم تتمكن من الحصول على الاغلبية البرلمانية ومن الممكن ان تساهم اللجنة التنسيقية فى ترتيب الوضع السياسي فى مصر.. وأضاف بدر الدين أن الدولة عليها مسئولية دعوة الاحزاب وهذا الدور فعلته بجدارة، مؤكدا ان العبء الاخر يقع على الاحزاب التي عليها مهمة تشكيل هذه التنسيقية بتجرد وبشكل موضوعي دون ان يتصدر حزب من الاحزاب السياسية المشهد السياسي.
ولفت الى ان تشكيل هذه التنسيقية يجب ان يسبقه الديمقراطية التشاورية والمقصود منها أن يحدث حوار بين الدولة والاحزاب قبل دعوة الدولة تشكيل هذه التنسيقية حتي لا تحدث مشاكل بعد ذلك وتفشل الاحزاب فى اداء مهمتها.
وزاد قائلا “الحوار بين الدولة والاحزاب لاذابة كل المشكلات بين الاحزاب قبل تشكيل التنسيقية كان مهم للغاية بينما الاحزاب دخلت لتشكيل هذه التنسيقية فى مناخ يغلب عليه الصراع وليس المنافسة العادية”.
حوار
وتقول هدى عوض استاذ العلوم السياسية إن مصر لا يوجد بها تعددية حزبية حقيقية، لافتة الى ان التعددية تعني ان اكثر من حزب يستطيع ان يشكل الاغلبية فى مجلس النواب او ان يتنافسوا فيما بينهم على تشكيل الاغلبية البرلمانية، منوهة الى ان كل الاحزاب فى مصر فشلت فى تشكيل الاغلبية ورغم ذلك غير قادرين على الاجتماع فى تنسيقية واحدة.
وطالبت عوض الاحزاب السياسية بنبذ أفكار “الزعامة والعمل الفردي”، وفتح حوار ونقاش حقيقي حول الاجتماع فى تنسيقية واحدة.

التعليقات متوقفه