مدن إسبانية تنضم لحملات مقاطعة إسرائيل

113

قررت عدد من بلدات إسبانية تبني سياسة مقاطعة إسرائيل؛ رداً على اعتداءاتها بحق الفلسطينيين ذكرت ذلك صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية.
وأضافت أن مدينة «أوفييدو»، عاصمة مقاطعة استورياس (شمال غرب)، قررت إلغاء حفل موسيقي لفرقة من مدينة «نتانيا» الإسرائيلية، كان مقرراً الخريف المقبل.وتلقى منظم الحفل بلاغاً رسمياً من البلدية يفيد بأن الإلغاء هو قرار سياسي بعدم تنظيم فعاليات إسرائيلية فى المدينة، وفق الصحيفة. وتابعت أن الفرقة تقدمت بشكوى لدى السفارة الإسرائيلية فى مدريد ضد قرار البلدية، التي ألغت أيضاً حفل «باليه» إسرائيلياً. وذكرت الصحيفة أنه يتولى إدارة «أوفييدو»، منذ ثلاث سنوات، ائتلاف يساري يرفض التعامل مع السفارة الإسرائيلية.
ورأت الصحيفة أن قرار البلدية الإسبانية جزء من ظاهرة مقاطعة متصاعدة لاحظتها السفارة الإسرائيلية فى إسبانيا على مستوى البلديات والجانب الأكاديمي والثقافي.
وأضافت أن قرارات المقاطعة على هذه المستويات اتُخذت على خلفية القمع الإسرائيلي فى قطاع غزة،الشهر الماضي.
وقتل جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 120 فلسطينياً، يومي 14 و15 مايو الماضي، خلال مشاركتهم فى احتجاجات سلمية، قرب السياج الفاصل بين غزة وإسرائيل.
كما جاءت قرارات المقاطعة على خلفية التغيرات السياسية فى إسبانيا، خاصة حجب الثقة عن رئيس الوزراء، ماريانو راخوي، زعيم الحزب الاشتراكي، بداية الشهر الجاري، وترؤس بيدرو سانشيز، من حزب العمال الاشتراكي، الحكومة الجديدة.
ويضم الائتلاف الحكومي حزب «بوديموس» الاشتراكي والاستقلاليين الكاتالونيين والقوميين الباسكيين.
ويتبنى «بوديموس» موقفاً صارماً تجاه إسرائيل، وهو المسئول عن كل مبادرات مقاطعة إسرائيل فى بلديات إسبانية، بحسب «يديعوت أحرونوت».
وقررت بلدية فالنسيا، ثالث أكبر المدن الإسبانية، بداية الشهر الجاري، إعلان المدينة «موقعاً خالياً من الابارتهايد الإسرائيلي»، ما يعني مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً.
وشمل نص القرار انتقاداً شديداً لإسرائيل وتضامناً ودعماً للشعب الفلسطيني.
ويقود الائتلاف البلدي فى فالنسيا حزبا «بوديموس» والعمال الاشتراكي.
وذكرت الصحيفة أن السفارة الإسرائيلية سعت إلى مواجهة قرارات الأحزاب الاشتراكية، لكنها فشلت.
وأضافت أن نائبة رئيس بلدية فالنسيا، وهي من حزب العمال الاشتراكي، أبلغت ممثلي السفارة الإسرائيلية أن صور القمع فى غزة دفعت الرأي العام إلى الضغط لاتخاذ خطوات ضد إسرائيل.
ويثير قرار المقاطعة قلق شركات إسرائيلية تعمل فى المدينة الإسبانية، رغم عدم اتخاذ أي إجراء عملي ضدها حتى اليوم.
وحذرت السفارة الإسرائيلية من أن بلديات إسبانية أخرى ستنضم إلى حملة مقاطعة إسرائيل.
وقال زعيم حزب «بوديموس»، بابلو اغليسياس توريون، فى تصريح قبل أيام، إن «إسرائيل دولة مجرمة وغير شرعية.. وعلى إسبانيا العمل بشدة على مواجهتها».
وحصل حزب «بوديموس» فى الانتخابات البرلمانية، عام 2015، على 20 بالمائة من أصوات الناخبين.
وتتصاعد حملات المقاطعة لإسرائيل فى أوروبا وأمريكا اللاتينية فضلا عن الولايات المتحدة.
فقد وقع 500 أكاديمي من دول أمريكا اللاتينية على عريضة تدعو للمقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية. وكانت المغنية الكولومبية شاكيرا قد ألغت حفلا لها فى تل أبيب على إثر تصاعد القمع الوحشي ضد مسيرات العودة الفلسطينية السلمية ومقتل أكثر من 102 فلسطيني وجرح عدة آلاف تم إطلاق الرصاص الحي عليهم من قوى الاحتلال الإسرائيلي.
وألغى المغنى البرازيلي والمناضل «جيلبر توجيل» عرضا فى نفس الوقت فى تل أبيب، وفى فرنسا أعلن نحو ثمانين مثقفا رفضهم المشاركة فى الموسم الثقافى الفرنسي الإسرائيلي بينهم المخرج الفرنسي جان لوك جودار.
وتتصاعد الدعوات لمقاطعة إسرائيل فى أوروبا وأمريكا مع استمرار انتفاضة العودة.
فمتى يصحو العرب، وتنهض حركة مماثلة لدعم حق الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، ومتى يدركون أنه لا استقرار فى منطقتنا ودولنا ما لم ينل الفلسطينيون حقوقهم المشروعة.

التعليقات متوقفه