اليسار يحكم المكسيك

168

حقق اندريس مانويل لوبيز اوبرادور فوزا تاريخيا فى الانتخابات الرئاسية التي جرت الاحد فى المكسيك وحمل بذلك اليسار الى السلطة للمرة الأولى فى بلد يستشري فيه الفساد ويشهد موجة عنف غير مسبوقة.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن لوبيز اوبرادور الملقب «املو» — الحروف الأولى من اسمه — حصل على أكثر من 53 بالمائة من اصوات الناخبين.
وأكد السياسي اليساري المخضرم البالغ من العمر 64 عاما «اعي مسؤوليتي التاريخية (…) سادخل الرئاسة بصفتي رئيسا جيدا». واضاف بينما كان محاطا بزوجته وابنائه امام حشد من الآلاف من مؤيديه فى ساحة زوكالو فى وسط مكسيكو «لن أخيب أملكم!».
وهنّأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوبيز أوبرادور، مؤكدا استعداده «للعمل معه». وقال ترامب فى تغريدة على تويتر «هناك الكثير من العمل الواجب القيام به لمصلحة كل من الولايات المتحدة والمكسيك».
ورد لوبيز اوبرادور بالتأكيد على انه يريد اقامة علاقات «صداقة وتعاون» مع الولايات المتحدة، ووعد باحداث «تغيير عميق» فى البلاد.
وقال «مشروعنا الوطني يطمح الى ديموقراطية حقيقية. لا نتطلع الى اقامة حكم ديكتاتوري، لا فى الظاهر ولا فى السر» واعدا بحماية الحريات واحترام القطاع الخاص.
وهنأ رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ايضا الرئيس المكسيكي المنتخب مؤكدا ان كندا والمكسيك «صديقتان وشريكتان منذ فترة طويلة».
وكتب ترودو فى تغريدة «تجمعنا اهداف مشتركة (…) نقيم علاقات تجارية تعود لفائدة الطرفين وتثير حسد بقية العالم». وأضاف إن «الدليل على ذلك جهودنا المشتركة التي تهدف للتوصل الى اتفاق التبادل الحر لامريكا الشمالية للقرن الحادي والعشرين».
وللمرة الاولى فى تاريخ المكسيك الحديث، يتولى اليسار الرئاسة.
وكان «املو» رأى قبل ان يدلي بصوته فى العاصمة «انه يوم تاريخي». ووعد بمكافحة الفساد وطرد «المافيا من السلطة» التي يجسدها الرئيس انريكي بينيا نييتو الذي لا يتمتع بشعبية.
وحقق اليسار الممثل بحزب لوبيز اوبرادور «حركة التجديد الوطنية» (مورينا) ايضا نجاحا غير مسبوق فى الولايات وحصل على مقاعد ستة حكام من اصل تسعة جرى التنافس عليها فى الانتخابات.
وللمرة الاولى ستتولى امرأة هي العالمة كلاوديا شاينبوم (56 عاما) الوفية لـ»املو» ادارة العاصمة بسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة.
ومع حلفائه، سيحصل لوبيز اوبرادور الذي سيتولى مهامه فى ديسمبر المقبل، على الاغلبية فى مجلس النواب بـ250 مقعدا على الاقل. وجرت المنافسة فى الانتخابات على اكثر من 18 الف منصب بينها مقاعد مجلس الشيوخ البالغ عددها 128.
وسيكون على لوبيز اوبرادور مواجهة تحديات هائلة. فإلى جانب مكافحة الفساد سيكون عليه تنفيذ وعده «بتحجيم» الرئيس ترامب الذي هدد بالغاء اتفاق التبادل الحر لامريكا الشمالية، ورأى ان المكسيك «لا تفعل شيئا» ضد الهجرة غير الشرعية القادمة من امريكا الوسطى.
وشكل العنف محور الحديث خلال الحملة الانتخابية حيث طال عددا كبيرا من المرشحين او الناشطين على الارض.
وقال مكتب الدراسات «ايتيليكت» ان الحملة الانتخابية الأخيرة اعتبرت «الاكثر دموية» فى تاريخ المكسيك وشهدت اغتيال 145 سياسيا على الاقل — بينهم 48 مرشحا او شخصية كانت تنوي الترشح.

التعليقات متوقفه