لليسار در: أسباب السعادة والفرح

217

اليوم ينقضي 24 يوما منذ سقطت مغشيا على وسط بركة من الدماء، وأستدعت زوجتي الحبيبة “ فريدة “ سيارة الإسعاف التي نقلتنا إلى مستشفى مصر الدولي وهناك الدكتور محمود الألفى الطبيب الماهر شديد الإخلاص والتواضع الذي يعالج فشلي الكلوي، حيث بدأت العلاج وأجريت لي عملية جراحية تم بمقتضاها منع مرور الإخراج على المصران الغليظ الذي كان جزء منه مصدرا لنزيف الدم المتواصل.
ورغم آلام المرض، كانت هناك أكثر من واقعة أدخلت السعادة والسرور إلى نفسي، وعلى رأسها الدكتور محمود الذي واصل زياراتي صباحا ومساء رغم أنني كنت قد أصبحت فى عهدة الجراح د. نبيل نصر، ومساعده د. طارق اللخامي.
ففريدة تفرغت لي تماما ورفضت أن تغادر المستشفى لحظة واحدة ولنفاد مخزون “ أكياس الدم “ فى مستشفى مصر الدولي، طلبوا شراء خمسة أكياس من بنك الدم المجاور للمستشفى وعندما ذهبت الأسرة لبنك الدم لشراء أكياس الدم، أقترح الموظف المختص أن يتقدم 15 متطوعا لبنك الدم، وفى زمن قياسي اكتمل العدد المطلوب، فإضافة إلى “ رشا “ ابنتي و” جاسر “ ابني تطوعت “ ندى “ حفيدتي” و” يوسف “ زوجها، وتطوع عدد من زملاء وزميلات ندا للتبرع بدمائهم ولا أستطيع أن أنسى “ هناء “ صديقة ندى الحميمة التي لم تتركها قط، وكذلك زملاء رشا فى بنك تنمية الصادرات، وكان آخر المتطوعين “ سامي “ أبن الزميلة والصديقة “ سهير شفيق “ وقد باعدت الأيام بيننا كذلك تبرع “ خالد على “ المرشح لرئاسة الجمهورية بدمه، كما عرض أصدقاء كثيرون من جيلنا أن يفعلوا لكن السن لا يسمح.
وفوجئت بالزميل والصديق “ حمدي رزق “ رئيس تحرير المصري اليوم ينشر فى الصفحة الأولى مطالبته للرئيس بعلاجي على حساب الدولة، كان التوقيت عبقريا فقد بلغت فاتورة العلاج 86 ألف جنيه استنزفت كل مدخراتي وفريدة أو كادت.
وجاءت استجابة الرئيس فورية وفى نفس اليوم، فأصدر قرارا باستكمال علاجي فى مجمع القوات المسلحة بالمعادي حيث أوجد الآن.
ولم تنقطع اتصالات وزيارات الأصدقاء والزملاء لي فى المستشفى بمن فيهم الأصدقاء فى تونس “ رشيدة “ و” دنيا “ لتكتمل أسباب السعادة والفرح.

التعليقات متوقفه