عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية: مناهج الأزهر تحتاج إلى التدقيق

152

وصف عبد الغني هندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خطوة إنشاء مجلس أعلى للتعليم الأزهري قبل الجامعي بالجيدة، خاصة فى إطار خطة شاملة لتطوير أركان المنظومة التعليمية الثلاث من “مناهج، معاهد، مدرس وطالب”، مشيرا إلى أن قطاع المعاهد يعاني الكثير من المشكلات خاصة على صعيد صيانة وترميم المعاهد.
وتابع هندي، المجلس خطوة حقيقية لمواجهة الأزمات وإصلاح منظومة التعليم ما قبل الجامعي، بشرط أن تتوافر إستراتيجية متكاملة تراعي حال المناهج والمعاهد وأوضاع المعلمين والطلاب، وخلق علاقة مباشرة بين المشيخة وقطاع المعاهد، الأمر الذي من شأنه إحداث الفارق ويساهم فى إنجاز حقيقي، أما فى حالة الاكتفاء بمسمى فلن يضف شيئا.
ولفت هندي إلى أن مناهج الأزهر تحتاج الكثير من الاهتمام والتدقيق والبحث فى ظل غياب الآلية والإستراتيجية والوضوح فى اللجنة التي شكلت من ذي قبل ولم تظهر علينا نتائج ما توصلت إليه عبر أكثر من عامين.
وشدد عضو الأعلى للشؤون الإسلامية، على ضرورة تعديل قانون الأزهر 103 لسنة 1961، خاصة وأن ظروف صدوره تختلف عن التحديات الراهنة، مؤكدا نحتاج شفافية وشجاعة من قبل الأزهر لتعديله، فيكفى ما حدث له من ترقيعات على مدار سنوات ماضية.
فى حين قال نبيل نعيم، القيادي السابق فى تنظيم الجهاد، إن الأزهر له تفسيراته الخاصة كمدرسة وسطية معتدلة وأكبر مرجع إسلامي للعالم كله، ولكن بعض المناهج التي تنقل من التراث حينما تقع فى يدي الجماعات غير المتخصصة يتم تحريفها حسب أهوائهم، وهو ما يسمى بالاستخدام الخاطئ للدليل الشرعي، لافتا إلى أن سعى الأزهر لحذف تلك النصوص أو تفسيرها تفسير واحد غير صادم بالتأويلات الأخرى، من خلال إنشاء المجلس للتعليم ما قبل الجامعي، بإشراف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب كون تلك المرحلة العمرية لا تفهم قصد هذه النصوص، يعد ارتقاء بالتعليم الأزهري وإزالة العوائق أمام البعض فى التفسير، ويعد أيضا خطوة جيدة وتصب فى مصلحة الخطاب الديني.
وأضاف أن الجماعات الإرهابية المتطرفة منذ بداية الثمانينيات قد أجمعوا على اختراق الأزهر من خلال دس بعض العناصر لديه، وهذه العناصر وصلت بالفعل إلى هيئات التدريس، وتم التحريض من خلالهم على مناهج الأزهر نفسه وتصدير التشدد وهو الأمر الذي جعل الأزهر يتهم بتصدير الإرهاب، وليس السبب المناهج أو كتب التراث.
وشدد نبيل نعيم، على ضرورة تجديد الخطاب الإعلامي كونه يطرح موضوعات غير لائقة بالمجتمع إضافة إلى الشد والجذب وتشتيت العقول باستضافة غير المختصين من جميع التخصصات، إلى جانب الألفاظ غير اللائقة التي باتت تقال من جميع القنوات سواء من الدراما أو السينما أو البرامج، فأصبح الإعلام غير هادف يسعى إلى الفرقعة والشو والمنافسة.
الجدير بالذكر أن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وافق على إنشاء مجلس للتعليم الأزهري قبل الجامعي، وذلك فى إطار الجهود المبذولة للارتقاء بقطاع المعاهد الأزهرية، وإدارة العملية التعليمية وفقا لأحدث الأساليب العلمية والتربوية، ووضع خطط إستراتيجية متكاملة للنهوض بمختلف جوانبها،على أن يضم المجلس الجديد ممثلين لمختلف الجهات المعنية بإدارة العملية التعليمية، إضافة إلى عدد من المتخصصين والخبراء، فى تطوير التعليم قبل الجامعي بما يثري عمل المجلس، ويحقق الاستغلال الأمثل لموارد وإمكانيات المعاهد الأزهرية، ويرتقي بمستوى الطلاب العلمي والتربوي، ويشرف على تطوير المناهج التعليمية وتحديثها بشكل دائم.
ويأتي إنشاء المجلس الجديد، فى إطار تطوير المناهج وضبط العملية التعليمية وانتظامها، وإدارة الامتحانات بسلاسة وانضباط، والقضاء على عمليات الغش بمختلف أنواعها.

التعليقات متوقفه