«المشروع» صفعة على وجه أمريكا المتوحشة.. النقابات الصينية والأفريقية تدعم «الحزام والطريق»..ومصر تتصدر المشهد

164

اعتبر خبراء ومتخصصون هنا فى الصين أن النشاط الاقتصادي والنقابي والعمالي الذي تشهده العاصمة بكين خلال هذه الأيام هو صفعة على وجه أمريكا المتغطرسة،ومحاولة صينية جديدة لتحويل القارة السمراء إلى خضراء من خلال مشاريع مشتركة تحقق الأمان والاستقرار فى مواجهة قوى الشر بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية التي تسببت سياساتها المتوحشة فى دعم الاحتلال،والإرهاب الذي كبد الاقتصاد العربي 900 مليار دولار خلال 5 سنوات،كما تسببت سياساتها الاستعمارية والاحتكارية فى المزيد من أعداد عن العاطلين عن العمل لتصل الى 200 مليون معظمهم من افريقيا،ناهيك عن غياب العمل اللائق والحماية الاجتماعية،كما أن عدد اللاجئين والنازحين الذي أجبروا على الفرار من أوطانهم قسرا قد تجاوز 65،5 مليون شخص حسب احصائيات الامم المتحدة ومنظماتها،.كما كبد العنف الذي تمارسه وتقوده امريكا، الاقتصاد العالمي 13.6 تريليون دولار فى السنة وذلك بسبب الإنفاق على الميادين المرتبطة بالعنف والصراعات المسلحة، بحسب تقرير أعده معهد الاقتصاد والسلام،فقدر معهد الاقتصاد والسلام فى تقرير بعنوان “مؤشر السلام العالمي 2017” الإنفاق العالمي المرتبط بالعنف والحروب بحوالي 13.6 تريليون دولار، وهو ما يعادل 13.3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي!!
تعاون مثمر
فلا حديث هنا فى جمهورية الصين والمقاطعات التابعة لها إلا عن ذلك المنتدى التاريخي الذي انتهت فعالياته أمس الثلاثاء،وشهدته العاصمة بكين على مدار اليومين، حيث أعمال منتدى التعاون الصيني الإفريقي بحضور قادة وزعماء 51 دولة إفريقية وعربية إفريقية بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد واخرين،للتأكيد على مواصلة الدعم الصيني والافريقي لمشروع طريق الحرير الصيني “حزام واحد – طريق واحد”، الذي سيعود بالنفع المتبادل على الجانبين،وهو ما كشف عنه الرئيس الصيني شي جين بينغ عمليا فى حديثه خلال المنتدى وكلامه عن خطة بلاده لتقديم ستين مليار دولار جديدة كدعم للدول الإفريقية على شكل مساعدات حكومية واستثمارات وتمويل،وقوله أن هذه الإجراءات ستساهم فى دفع السلم والأمن والاستقرار فى “القارة”..
جنود الإنتاج
ورغم انتهاء فعاليات هذا الملتقى امس الثلاثاء إلا أن هناك نشاطا أخر تشهده العاصمة الصينية بكين أيضا ولا يقل أهمية عن المنتدى وهو مؤتمر تستمر فعالياته لمدة عشرة ايام قادمة تشارك فيه كل النقابات الأفريقية تنسيقا بين الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، واتحاد عمال عموم الصين،فالأول يمثل 100 مليون عامل عربي،والثاني يضم فى عضويته أكثر من نصف مليار عامل..واللافت للنظر هنا ان هذا المؤتمر النقابي الصيني والافريقي يحمل نفس عناوين وشعارات منتدى “الحزام والطريق”حيث تأتي المحاضرات تحت عنوان “النقابات الصينية والعربية تساعد على بناء الحزام والطريق”،والذي يشارك فيه نقابيون من مصر وسوريا ولبنان والسودان وفلسطين والبحرين والمغرب،وشهدت جلسته الافتتاحية امس الثلاثاء كلمات لأمين “العمال العرب” غسان غصن،والسيد جيانغ قوانغبينغ نائب رئيس الإتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين.
المحاضرات التي يتطرق اليها المؤتمر على مدار الايام القادمة تتلخص فى تلك العناوين وهي :”التعاون الجديد والفرص الجديدة لمبادرة الحزام والطريق” و”نظرية وممارسة طريق التنمية لنقابات العمال الاشتراكية ذات الخصائص الصينية”،و” اعمال حماية حقوق ومصالح العمال فى الصين “،وايضا “التحديات التى تواجه الحركة النقابية فى الدول العربية “،و “النقابات الصينية والعربية تساعد فى بناء الحزام والطريق”..إضافة الى زيارات لعدد من المواقع والقلاع الصناعية والإقتصادية..
مواجهة التحديات
ممثلون عن نقابات الصين وافريقيا المجتمعون حتى الان فى بكين وخلال كلماتهم و حديثهم مع “الأهالي” أكدوا على دعمهم كجنود للعمل والانتاج للتعاون «الصيني – الأفريقي» فى مجال التصنيع والتجارة والبنية الأساسية والذي سيكون موضوع النقاش الرئيسي وبالتفصيل خلال الاجتماعات القادمة،موضحين أن التصنيع شرط مسبق ونقطة جوهرية للدول الأفريقية لخلق فرص عمل، والحد من الفقر، وتحسين مستويات المعيشة، ومن ثم تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، لافتين إلى أن الاستثمار الصيني سيساعد القارة فى الارتقاء بالصناعة، وتعزيز قدرات النمو المحلية.وأشاروا إلى أن قمة منتدى التعاون الإفريقي الصيني تمثل حدثًا مهما للصين والدول الإفريقية بعد قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي عام 2006، وقمة جوهانسبرج عام 2015، ما جعل الصين الشريك التجاري الأول للقارة الإفريقية، حيث زادت الاستثمارات الصينية فى إفريقيا إلى 30 مليار دولار عام 2014، وسط تعهدات صينية بزيادة حجم استثماراتها فى القارة السمراء إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2020،مشيرين الى ان الجانب الإفريقي يستفيد من الصين على مستوى تحسين البنية التحتية وتدفق استثمارات جديدة ومزيد من العلاقات التجارية الاقتصادية، فى حين تعتبر إفريقيا مصدرا مهما لتزويد الصين باحتياجاتها من المواد الخام، لافتين إلى أن الدول الإفريقية تتوافر بها فرص مهمة للتجارة والاستثمارات الصينية، نظرا لوجود كثافة سكانية عالية وقوة استهلاكية جيدة إضافة إلى الحاجة لوجود بنية تحتية اجتماعية واقتصادية،كما أن التعاون الصيني الإفريقي شهد تطورا كبيرا خلال اجتماع منسقي قمة جوهانسبرج فى بكين حيث تم التوقيع على 63 اتفاقية متنوعة بلغ حجمها حوالى 18.2 مليار دولار منها 16.2 مليار دولار استثمارات مباشرة لشركات صينية فى إفريقيا قروضا تجارية لدول إفريقية،كما أن حجم التجارة بين الصين وإفريقيا بلغ 57. 154 مليار دولار خلال الفترة من يناير – نوفمبر 2017 بزيادة قدرها 14.8% على أساس سنوى من بينها 85.83 مليار دولار صادرات صينية، و68.74 مليار دولار واردات صينية من إفريقياـتستفيد منها بلدان هي مصر، والصين، وإثيوبيا وإريتريا وإفريقيا الوسطى وبنين وتوجو والجزائر والرأس الأخضر والسنغال والسودان والصومال والجابون والكاميرون والكونغو والمغرب والنيجر وأنجولا وأوغندا وبوتسوانا وبوروندي وتنزانيا وتشاد وتونس وجزر القمر وموريشيوس والكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا وجنوب السودان وجيبوتي ورواندا وزامبيا وزيمبابوي وكوت ديفوار وسيراليون وسيشيل وغانا وغينيا، غينيا الاستوائية وغينيا بيساو وكينيا وليبريا وليسوتو ومالاوى ومالى ومدغشقر وموريتانيا وموزمبيق وناميبيا ونيجيريا.
ريادة مصر
من جانبه وفى حديثه مع “الأهالي “ قال محمد وهب الله وكيل لجنة القوى العاملة فى مجلس النواب والذي يمثل مصر فى مؤتمر النقابات الافريقية المنعقد الان فى بكين أن رئاسة مصر لهذا المنتدى بقيادة الرئيس عبدالفتاح السياسي لا يعني فقط عودة الدور الريادي لمصر بقدر ما يعني الأمن والامان والاستقرار الامني والسياسي والاقتصادي ومناخ الاستثمار الممتاز الذي تشهده مصر التي نجحت فى القضاء على الارهاب بتعاون شعبها وجيشها وشرطتها.. وقال “وهب الله” أن الصين شريك تجاري مهم لمصر حيث بلغ الحجم الإجمالي للتبادل التجاري بين الجانبين 10،8 مليارات دولار فى عام 2017، ومن المتوقع أن يرتفع مستقبلا وخاصة أن حجم الصادرات المصرية السلعية للسوق الصينية ارتفع بنسبة 60% خلال عام 2017 ليسجل 408 ملايين دولار مقابل نحو 255 مليون دولار خلال عام 2016،حسب المعلومات الرسمية،والتي تتوقع أن يطرح التعاون الاقتصادي باعتباره مقوما مهما للتفاعل بين البلدين مزيدا من الثمار مستقبلا تعود بالفائدة على الجانبين وعلى القارة الأفريقية مع بلوغ إجمالي حجم الاستثمارات الصينية فى مصر أكثر من 5 مليارات دولار فى نهاية 2017، لتحتل الصين بذلك المرتبة الثالثة ضمن الدول الأكثر استثمارا بمصر. وأشاد “ وهب الله” بحجم الاتفاقيات الاستثمارية التي وقعها الجانب المصري بقيادة الرئيس السيسي،حيث ستقوم شركات صينية عدة بأنشطة أعمال ناجحة فى مصر تساعد فى التصنيع ونقل التكنولوجيا وتدريب الكوادر وخلق عشرات الآلاف من فرص العمل للمجتمعات المحلية وتحقيق التنمية المشتركة، ما يعد دليلا على حرص البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية ذات المنفعة المتبادلة.وبصفته ايضا امينا عاما للإتحاد العام لنقابات عمال مصر قال “وهب الله “ إن عمال مصر الذين وقفوا بجانب بلادهم فى مواجهة الارهاب، داعمون وبقوة للدول الإفريقية والصين فى مشروع طريق الحرير الصيني “حزام واحد – طريق واحد”، الذي سيعود بالنفع المتبادل على الجانبين،حيث يسعى المشروع الى بناء شبكة استثمارية وجسور وتواصل بري وبحري يحقق الامان الاقتصادي للعالم..
رأسمالية متوحشة
وبينما نجد هذا الدعم العمالي الصيني والعربي والافريقي احد اهم المحاور لدى الامين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن الذي يؤكد على دور العمال فى الانتاج والعمل،ويشيد بمواقف الصين تجاه افريقيا فى مواجهة الغطرسة الامريكية معتبرا أن التحديات الراهنة والواقع المؤلم يؤكدان أن النضال والتضامن ضرورة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية فى مواجهة الرأسمالية النيوليبرالية وتوجهات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وصندوق النقد الدولي،، نظراً لما أدت إليه تلك السياسات الرأسمالية المتوحشة من إفقار الناس حيث ازداد الغني غنىً، والفقير فقراً، ما يصبّ فى صالح الإرهاب والاحتلال الإسرائيلي، حيث أصبحت السياسة العدوانية التوسُّعية لدولة إسرائيل تُشَكِّل حلقة من حلقات المشروع الأمريكي الإمبريالي الذي يهدف إلى الهيمنة على المنطقة، وتؤدي وظيفتها على صعيد الشرق الأوسط كوكيل عن السياسة النيوليبرالية يعمل لحساب أسواق المال والشركات المتعدّدة الجنسيات وصناعات الأسلحة وتشجيع الحروب ودعم التطرف والاحتلال وإحكام السيطرة على منابع النفط والطاقة التي تُشَكِّل هدفاً مركزياً فى ما يعرفه الشرق الأوسط من صراعات وحروب، كما أنها تُشكِّل بمعنى أعمّ دافعاً للمشروع الأمريكي للهيمنة على المنطقة العربية، وزعزعة الاستقرار فيه من خلال الفوضى الخلاقة لقيام الشرق الأوسط الجديد ودعم صفقة القرن.

التعليقات متوقفه