وداعاً صديقي الإنسان

179

يعيش الإنسان بالأمل مهما بلغ من العمر أرزله ويظل ينتظر الغد حتى لو كان فيه دنو أجله، تذكرت هذه الكلمات التي لا يحضرني ذكر قائلها. حينما وصلني خبر وفاة صديقي الإنسان حسين عبد الرازق وعادت بي الذاكرة إلى ما يزيد على 33 سنة أي بعد أقل من أسبوع واحد لعودتي من دورة الألعاب الأوليمبية عام 1984 فى لوس أنجلوس.. وهذا الاجتماع الذي جمعني لأول مرة بالراحل الغالي رئيس تحرير جريدة الأهالي فى حضور المناضل العظيم خالد محيي الدين مؤسس حزب التجمع الذي افتقدناه وودعته مصر فى شهر مايو الماضي.
منذ هذا الاجتماع الذي رتب له الكابتن عبد المجيد نعمان شيخ النقاد الرياضيين ورئيس تحرير الرياضة فى جميع إصدارات مؤسسة أخبار اليوم وكلفت فيه بتولي مسئولية الإشراف على صفحة الرياضة والشباب التي استقر الرأي فى مجلس الإدارة على أهمية وجودها ضمن الصفحات المتخصصة بالجريدة، واكتشفت بعد ذلك وباقترابي منه خلال العمل مدى اهتمام رئيس التحرير بالصفحة المتخصصة وضرورة أن تفرض تمييزها لتكتسب ثقة كل من لهم علاقة حقيقية بالمؤسسات الرياضية والشبابية، ومن هنا لم يكن الرجل مجرد زميل مسئول عشنا معا نضع فكرنا وعقولنا من أجل أن نضع تلك الاجتهادات حيز التطبيق.
كان رحمه الله نموذجا فريداً من البشر هادئ الطبع صبوراً ودوداً ولديه قدرة هائلة على التعامل مع الآخرين فيما يتعلق بسير العمل وكان شديد الحرص على أن تكون كل كلمة تكتب فى الأهالي فى شكل خبر أو موضوع أو مقال لها مصداقيتها، وأشير هنا بكل إعزاز وتقدير بتلك الفترة التي عشتها بعد تولي مسئولية الإشراف على هذه الصفحة ومتابعة تنفيذها فى المطبعة بمعاونة الزميل مدحت خطاب مدير التحرير المالي لجريدة الأهرام المسائي.. كيف كان عمال المطبعة ينتظرون بعد انتهاء فترة عملهم إلى ما بعد طبع العدد الجديد من الأهالي التي كانت تعيش فترة توهجها فى وجود كل تلك الأسماء الكبيرة التي كانت ملء السمع والنظر فى الحياة السياسية بالشارع.
آمنت بالله.. ولاحول ولا قوة إلا بالله ورحمك الله يا أعز الأصدقاء واحتسبك عنده جل فى علاه وإلى لقاء قريب إن شاء الله.

التعليقات متوقفه