مع أول عام لتطبيق نظام التعليم الجديد.. أبرز قرارات الوزير : تأجيل «التابليت».. زيادة كثافات الفصول.. منع استخدام المحمول

207

مع بداية العام الدراسى الجديد اصدر دكتور” طارق شوقى” وزير التربية والتعليم قرارات جديدة مكملة لخطته فى تطوير التعليم،حيث ارجأ الجزء الخاص بـ”تابليت لكل طالب” وتطبيقه على ارض الواقع الى يناير القادم، بالاضافة الى التأكيد على قرب الانتهاء من تدريب معلمى رياض الاطفال والصفوف الاولى الابتدائية على خطة المنهج الجديد وكيفية التحضير لها داخل الفصول على ان يستمر التدريب طوال السنة الدراسية حتى يتم الانتهاء بالكامل من تدريب كل المعلمين، وفيما يخص طباعة الكتب المدرسية اكد الوزير على ان جميع الكتب المدرسية تم طباعتها ووصولها للمدارس، بالإضافة الى قرب الانتهاء من طباعة كتب النظام الجديد فى الصف الأول الابتدائي و كى جي 1و 2، كما اصدر الوزير قرارا برفع كثافات المدارس الرسمية للغات إلى 50 طفلا فى الفصل بدلا من 36 تلميذا، و40 طالبا فى القاعة الواحدة بالمدارس الرسمية المتميزة للغات بدلا من29 تلميذا.

فعلى الرغم من تصريحات الوزير بأن الامور تسير بانتظام وفقا لخطته فى تطبيق نظام التعليم الجديد، الا انه على ارض الواقع لم تقم العديد من المدارس بالتجهيز الكامل على الرغم من بدء الدراسة بعد ايام معدودة، الامر الذى زاد من شكاوى اولياء الامور نحو تأخير عمليات الصيانة بالعديد من المدارس، وتسبب ذلك فى تراجع الوزير وتأجيل الدراسة للصفوف كي جي 1 و 2 والصف الاول الابتدائى الى 22 سبتمبر مع باقي الصفوف بدلا من ان كان مقرر أن تبدأ فى اول سبتمبر، كما ان تأخير تسليم معظم المدارس للكتب المدرسية حتى يتم تسليمها للطلاب فى اول ايام الدراسة يعود الى تأخير عمليات الطباعة خاصة لمراحل التعليم الذين يطبق عليهم نظام التعليم الجديد،بالاضافة الى ان تأجيل توزيع “التابليت “ تسبب فى تخوفات لدى العديد من اولياء الامور على مستقبل اولادهم وزادت الشكوك حول مدى نجاح نظام التعليم الجديد من عدمه، كذلك قرار الوزير بمنع التدخين فى المدارس وايضا منع استخدام المحمول الامر الذى وجده الكثيرون انه يتعارض مع رؤية الوزير فى تطبيق التكنولوحيا فى المدارس.
لذا يعانى الجميع من عدم فهم محاور التطوير الذى ينشده الوزير واليات تطبيقه،حيث يقوم نظام التعليم الجديد بالنسبة لمرحلة رياض الأطفال والصف الأول الابتدائى، بالتركيز على اللغة العربية وادراجها بمنهج مادتى العلوم والرياضيات على ان يبدأ تدريسها بالإنجليزية من المرحلة الإعدادية، وعن اولى اليات التطبيق لنظام التعلم النشط يتم تقسيم فصول رياض الأطفال بحيث يجلس الطلاب فى شكل مجموعات، لتحول الطلاب من الحفظ والتلقين إلى الفهم والتذكر لبناء شخصية تفكر وتبدع. اما بالنسبة للمرحلة الثانوية، فالامتحانات تراكمية على مدار 3 سنوات، يخوض فيها الطالب 12 امتحانا، ويتم اختيار 6 امتحانات للطالب وتقييمه عليهم، كما ان الامتحان سيكون على مستوى المدرسة وتلغى فكرة الامتحان القومى للثانوية العام، كذلك المعلم لم يضع أسئلة الامتحان، ويتم وضع بنوك للأسئلة يشارك فيها الخبراء والمعلمون، وسيتم تسليم طلاب الأول الثانوى أجهزة تابلت.
الاستعداد والتجهيز
وفى ذات السياق يري د.شكري سعيد “ استاذ مناهج وطرق تدريس بالمركز القومي للامتحانات “ ان هناك حالة من الاستعداد والتجهيز تقوم بها وزارة التعليم وذلك لقرب بدء الدارسة من خلال تدريب المعلمين على نظام التعليم الجديد لمرحلة رياض الاطفال والصف الاول الابتدائى والذي يقوم على تطوير المناهج وطرق التدريس، كذلك تطوير نظام التقويم للمرحلة الثانوية بحيث يقيس الفهم والتفكير وليس الحفظ والتلقين.
واضاف ان ثقة المجتمع مفقودة فى معظم مناحي الحياه ليس فقط فى التعليم الامر الذي يرجع الى امور عدة من بينها ثقافة افراد المجتمع وكثرة الشائعات، مؤكدا على ان عودة ثقة المجتمع فى التعليم تتطلب تطبيق اللامركزية فى ادارة التعليم بحيث تكون مسئولية كل محافظة على حدى، كذلك العمل على مواجهة مشكلات التعليم وايجاد الحلول لها. ولفت الى ان نظام التعليم المزمع تطبيقه ليس نظاما جديدا بل يطبق فى كثير من دول العالم ويحتاج لمزيد من الوقت لتقييمه، فهو ليس مجرد معلومات يتم تلقينها للتلميذ كما يحدث عن طريق الدروس الخصوصية، ولكنه تعليم قائم على البحث والتحليل وفهم وتفسير المشكلات. واشار الى وجود تحديات عديدة تواجه نظام التعليم والتى بذاتها تقف عائقا امام قبول ونجاح النظام لدى القائمين على العملية التعليمية، من بينها كثافة الفصول، كذلك ضعف الميزانية الامر الذى يتطلب مواجهة مشكلات التعليم لتهيئة البيئة التعليمية لنجاح اى نظام يتم تطبيقه
المناخ المدرسي
وقال د.على اسماعيل “ رئيس قسم اعداد المواد التعليمية بالمركز القومى للبحوث التربوية سابقا” ان كل مواطن لديه امل فى تطوير واصلاح التعليم وان تعود مصر الى مرتبة متقدمة فى جودة التعليم، الا ان نظام التعليم الجديد كان ينبغي ان يكون محصلة لمؤتمر وطنى باعتبار ان التعليم قضية امة وليس قضية مسئول او وزير، وان يسبق استراتيجية التعليم مؤتمر يدعى له أهل التخصص واولياء الامور والطلاب.
واضاف ان ثقة المجتمع فى التعليم تعود عندما نقدم تعليما يقتنع به المجتمع ويلمسه التلميذ فى حياته وان يهجر السناتر والدروس الخصوصية وتعود المدرسة لمكانتها كذلك يتفرغ المعلمون لمدارسهم، ويجد اولياء الامور واقعا تعليميا مثمرا ولفت الى ان معايير تطوير التعليم تتضمن تدريب المعلمين بشكل كاف على النظام الجديد، كذلك تهيئة المناخ المدرسي بكل الوسائل خاصة ان لدينا مدارس فى القرى غير مهيئة لاستيعاب تكنولوجيا التعليم التى يطمح وزير التعليم الى تطبيقها فى المدارس.
تكنولوجيا التعليم
وقال د.محمد يحيي ناصف “ رئيس شعبة المعلومات التربوية بمركز البحوث التربوية” ان نظام التعليم الجديد من الناحية النظرية نجد انه يواكب التطورات التى تحدث على مستوى دول العالم من حيث ادخال التكوين الالكترونى فى التعليم والتكنولوجيا التى تعد ابرز سمات النظام الجديد والتى بذاتها تساهم فى توفير الوقت والجهد والتكاليف، اما من الناحية العملية فتطبيق النظام الجديد هذا العام على ارض الواقع يكشف عن جوانب القصور والتى نبادر بدراستها فى مركز البحوث.
واضاف ان اجهزة الدولة لديها وعي بقضايا التعليم المعاصرة، وكنا نطالب كخبراء فى التعليم منذ سنوات بادخال تكنولوجيا التعليم لتحقيق العدالة فى التصحيح وتعطى للطالب اكثر من فرصة لدخول الامتحان.
ولفت الى ان ثقة المجتمع فى التعليم تحتاج لجهد كبير من جانب المعلمين حتى يتثنى لافراد المجتمع ان يشعروا بالتغيير وان يعود الطلاب لمدارسهم، كذلك التعريف باهداف النظام الجديد وطرق التدريس لتقييم التجربة.
واشار الى ان مشكلات التعليم متراكمة منذ سنوات، ولابد من تغيير جذرى للمنظومة التعليمية يشمل المناهج والمعلم وطرق التدريس واساليب التقويم، لافتا الى ان ابرز التحديات التى تواجه نظام التعليم الجديد، بالنسبة لمرحلة رياض الاطفال فان نسبة استيعاب المدارس التلاميذ فى هذه المرحلة لا تزيد عن 35% الامر الذي يتطلب زيادة نسب الاستيعاب حتى يتثنى تطبيق النظام الجديد على المجتمع كافة، كذلك تدريب المعلمين على التكنولوجيا الجديدة واستخدام التابلت، وايضا حل مشكلة الكثافة
عدم وضوح الرؤية
وقال خالد صفوت “ احد اولياء الامور ومؤسس صفحة ثورة امهات مصر على المناهج التعليمية” ان هناك حالة من الضبابية وعدم وضوح الرؤية لدى معظم اولياء الامور حول نظام التعليم الجديد، خاصة ان هذا العام يعد اول عام لتطبيقه ولم يتم الاطلاع على الكتب والمناهج الجديدة بالشكل الكامل حتى الان.
واضاف ان مشكلة اولياء الامور تتلخص فى تكدس المناهج والتى تسبب ضغطا نفسيا كبيرا على الطلاب، ووزير التعليم قد وعد بتخفيف المناهج للسنوات من ثانية ابتدائى الى ثالثة اعدادى بحيث يشعر طلاب هذه المرحلة بالتطوير فى المنظومة التعليمية مؤكدا على ان اولياء الامور شريك اساسي فى عملية التطوير، مؤكدا على اهمية عودة دور المدرسة التربوى والتعليمى لانهاء “ بعبع “ الثانوية العامة والقضاء على الدروس الخصوصية.
امور عديدة غير واضحة وضعت اولياء الامور والطلاب وكل المعنيين بالعملية التعليمية فى حيرة وحالة من الترقب فى محاولة لتقييم هذا النظام واثبات نجاحه من عدمه، فعلى الرغم من الرؤية التى ينشدها وزير التعليم فى جعل التعليم قائم على الفكر والابداع بدلا من الحفظ والتلقين، الا ان هناك تحديا كبيرا حول امكانية نجاح التجربة وقبول المجتمع لها الامر الذى يساهم فى عودة ثقة المجتمع فى التعليم المصري بعد ان تراجعت عبر سنوات متراكمة من الاهمال والتجاهل وتسببت فى خروج مصر من التصنيف الدولى لجودة التعليم.

التعليقات متوقفه