هواء نقى: الحياة فى مثل شعبى

304

تعد الأمثال الشعبية من الظواهر الحضارية التي تعكس قدرة الشعوب على فلسفة المواقف الإنسانية بلغة موجزة ومكثفة تدل على رجاحة العقل وفهم الأمور بطريقة منطقية.
وارتبط الكثير من الأمثال الشعبية بالحرف والمهن التي تعود كل فرقة منها إلى قيم وعادات خاصة.
والمثل كما يقول «الفارابي»: «هو ما ترضاه العامة والخاصة فى لفظه ومعناه حتي ابتذلوه فيما بينهم وقنعوا به، وهو أبلغ الحكمة فالناس لا يجتمعون على ناقص، والثمل من قديم موغل فى القدم، وقيل كان نتيجة تجارب وخبرات عميقة لاجيال ماضية، فعمل على توحيد الوجدان والطباع والعادات والمثل العليا».
ومن الملاحظ ان كثيرا من الامثال التي ضربت باسماء بعض الحرف اتخذت من اسلوب العمل الحرفى او مراحل ذلك العمل مالا لها او انها اتخذت من ملاحظات الناس حول سلوك صاحب الحرفة وما شاع عنه مصدرا للمثل، وفى حالة ثالثة تكون قيمة الحرفة فى المجتمع ونظرة الناس إليها مصدر ضرب الامثال.
ومهما كثر من الحديث حول الوظائف الاجتماعية التي تؤذيها الامثال فإنه يكفى القول بأنها تقوم بدور المصدر لتشريع العادات الشعبية وتشكيلها حسب الاحتياجات الاخلاقية والاجتماعية اي انه يقوم بدور المشرع الاجتماعي.
وفى بعض الاحيان يحتوي المثل على جميع مبادئ الاخلاق كالعفة والفضيلة والصدق والكرم وحسن الجوار وغيرها، مما يمكن أن تحمل فى طياتها مثلا عليا سامية يسعي اليها الانسان ويري فيها عناصر تحقيق انسانية فى مواجهة الظروف وتحث كثير من الامثال على العمل وذم البطالة ومنها قولهم: «اشتغل الجمعة والعيد ولا تتحوجش لاخوك السعيد» ومنها قولهم»اعمل حركة ولا تناقش بعد العصر».
كما أن هناك بعض الامثال التي تعتمد على تقديم النصيحة وقد تميل الي التحذير ومنها «اشتغل بقلبك ولو كان سخرة» و»اعمل بخمسة وحاسب البطال». وهناك بعض الامثال التي تدعو الي تحمل مشاق العمل والصبر ومنها «اللي ياكل حلوتها يتحمل مرارتها». و»صاحب صنعة أخير من صاحب قلعة». و»اتق الله فى صنعتك ولو كنت حرامي».

التعليقات متوقفه