شاهين وموسيقاه.. ومهرجان الجونة

162

ليس للإبداع حدود هذا ليس اكتشافًا جديدًا، ولكن العبرة فى التفاصيل كما يقولون ومساء الأحد الماضي شهدت مع عدد كبير من ضيوف مهرجان الجونة السينمائي الدولي حفل موسيقي، بقيادة المايسترو هشام جبر وفريق من العازفين والعازفات بدار الاوبرا المصرية لموسيقي أفلام يوسف شاهين وفى تقديمه للحفل، دعا أمير رمسيس، المدير الفني للمهرجان شخصيات قليلة قريبة منه للحديث، لتأتي كلمة المنتجة والمخرجة ماريان خوري هي الاهم فى تفسير هذه الاحتفالية بموسيقاه ولنعرف أنها فكرة شاهين نفسه منذ سنوات ليست قليلة، حين تنبه الي ان الموسيقي التي انجزها مبدعون مصريون لأفلامه تستحق وقفة خاصة واحتفال يليق بها من خلا ل الأوركسترا السيمفونى. رحل شاهين وحالت الظروف بينه وبين فكرته إلى أن سعد مؤسسي الجونة، الاخوين ساويرس، بتحقيقها فى هذه الدورة الثانية للمهرجان والتي تختتم عروضها مساء الجمعة القادم بحفل توزيع الجوائز، وفِي الحفل الموسيقي للاوركسترا انقسم المسرح ما بين الفرقة وبين الشاشة فى النصف العلوي التي عرضت مشاهد من الأفلام المختارة والتي اصبحت موسيقاها ضمن العلامات المميزة للموسيقي المصرية وهي خمسة أفلام أختيرت بين أفلام شاهين ( ٤٧ فيلما روائيا ووثائقيا ) هي أفلام (عودة الابن الضال) و(المصير ) لكمال الطويل، و(أسكندرية كمان وكمان) و( المهاجر ) لمحمد نوح و(اليوم السادس ) لعمر خيرت وفيها عبرت موسيقات هذه الافلام عن كل ما اراده شاهين من معانٍ وافكار ورؤي شديدة الاهمية فيما يخص علاقة مصر بعالمها ودورها الحضاري، وأزماتها، انه الحفل المفاجأة الذي اختص به (الجونة) جمهور دورته الثانية بجانب أفلام المفاجآت الجميلة التي بدأ بها منذ دورته الاولي واعني بها افلام الاختيار الرسمي لمجموعة من الافلام شديدة الاهمية والتي حصلت على جوائز المهرجانات الدولية الكبري طوال هذا العام ومن المهم رؤيتها ثمانية عشرة فيلمًا من هذا النوع تضاف الي خمسة عشر فيلما هي أفلام مسابقة الفيلم الروائي الطويل، واثنا عشر فيلما تتنافس فى مسابقة الفيلم الوثائقي الطويل والمجموع هو خمسة وأربعون فيلما علينا ان نراها بجانب مسابقة للأفلام القصيرة تضم ثلاثة وعشرين فيلما تمتعت بإقبال كبير على مشاهدتها منذ عرضها الاول فى اليوم الثالث للمهرجان الذي بدأ دورته الثانية وقد بلغ سقف التوقعات بالنسبة إليه الحد الاقصي خاصة بعد الصدي الكبير لدورته الاولي وعدم اعتماده فى التمويل على وزارة الثقافة المصرية أساسا كما هو الحال مع بقية المهرجانات الأخري غير أنه حتي التمويل الخاص له محاذيره وهو ما بدا واضحا من خلال الاعلان عن ترشيد المهرجان لمصروفاته هذا العام، مع دخول عدد مهم من الداعمين له ( الرعاة). وهو أمر مهم لابد وان تحتذي به المهرجانات الاخري فى مصر حتي تستمر بدون أزمات مستمرة!. ومع ذلك وحتي أكون منصفة، فإن المقارنة صعبة بين تمويل مهرجان مثل الجونة يحتضنه اثنان من كبار رجال الاعمال فى مصر يمثلان الاستثناء وليس القاعدة واحد منهما يمتلك مؤسسات دولية وهونجيب ساويرس وبين مهرجانات لا يمتلك مؤسسوها الا الرغبة فى العمل الثقافى والبحث عن الداعمين له !وفى ( الحالة المصرية) فإن الثقافة ليست ترفًا ممكن أقصائه وإنما هي ضرورة لا بديل لها ومن هنا فإنه مع تقاعس غالبية رجال الاعمال ومؤسسات الدولة عن المشاركة بفاعلية فى دعم النشاط الثقافي، ومنه مهرجانات السينما فإن على الدولة فى مصر ان تقدم لهم المحفزات للمشاركة فى العمل الثقافى وان تدرك ان ملايين الشباب والشيوخ الذين لن يجدوا قاعات للسينما فى محافظاتهم، او مسارح، سوف تكون وجتهتهم الي المقاهي، والشيشة ومن هنا تأتي أهمية نموذج مهرجان الجونة البعيد عن العاصمة والذي اصبح مكانا مهيئا للتعايش الثقافى والفني، وايضا الانساني خاصة وهو يكرم فى دورته الثانية مخرجنا المصري الكبير دَاوُدَ عبد السيد مخرج (البحث عن سيد مرزوق) و(الكيت كات) و(مواطن وخبر وحرامي) وغيرها من روائع السينما المصرية والعالمية كما يكرم السينمائية التونسية الكبيرة درة بوشوشة ومن سينما العالم يكرم ايضا فى حفل الختام سيلڤستر ستالون احد أيقونات السينما الامريكية، ككاتب ومخرج وممثل نجم لسلسلة افلام(روكي) الشهيرة، وفِي تقديمه من خلال كتالوج المهرجان، نكتشف كم اجتهد نجم افلام الحركة فى دراسة السينما اولاً وثانيًا وثالثًا قبل ان يخطو خطوته الأولي نحو النجاح اخيراً لا بد من الإشارة الي اهتمام المهرجان هذا العام ايضا بموائد الحوار حول دور السينما المتزايد الان، وبمحاضرات مع المبدعين المصريين والاجانب، والمؤتمرات وورش العمل لمن يريد الانتماء للعمل السينمائي وهجوم الشباب واضح تماما عليها من اللحظة الاولي اما عن الافلام الرائعة فلها حديث قادم خاصة فيلم ما بعد الافتتاح (المذنب).

التعليقات متوقفه