النقابات العمالية فى فلسطين تدفع ثمن تمزق الصف الوطنى.. الصراع بين حركتى «فتح» و«حماس» على السلطة ينتقل إلى مرحلة خطيرة.. اتهامات بالفساد والاستقواء بالخارج والتعامل مع العدو تمزق الحركة العمالية وتدمر الاقتصاد الفلسطينى

135

ركزت وسائل الإعلام الفلسطينية، وبعض المصرية على زيارة وفد المخابرات العامة المصرية والذي ضم اللواء أحمد عبدالخالق، مسؤول الملف الفلسطيني في»الجهاز» ومصطفى شحاتة، القنصل المصري الجديد لدى فلسطين، إلى غزة يومي السبت والأحد من هذا الأسبوع،لإخراج المفاوضات بين حركتي فتح وحماس من عثرتها بعد أن تبادلا الإتهامات بينهما بالخيانة، وقالت «فتح» عن «حماس» إنها تتعاون مع العدو لتمرير صفقة القرن مقابل منافع ذاتية، وخرج بيان لحماس وصف زيارة الوفد المصري بالناجحة والتي ربما تضع المفاوضات على خطها الصحيح مجددا..بينما تناست وتتناسي تلك «الوسائل» صراعا من نوع أخر، مستمر حتى كتابة هذه السطور، صراعا بين جنود العمل والإنتاج،بين قادة وقلب الطبقة العاملة الفلسطينية، بين الإتحادات والنقابات العمالية.

ولعل المتابع لهذا الملف يعلم جيدا ما هي المنظمات النقابية العربية والدولية التي تقود وتحرك هذا الصراع خاصة فى السنوات العشر الأخيرة،واليوم دخل القادة السياسيون،ومسؤول مخابراتي سابق على الخط، فى إدارة الملف الحساس..فكان قرار «حركة فتح» الذي صدر الأسبوع الماضي بأن الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين برئاسة شاهر سعد هو ممثل العمال والمعتمد الوحيد داخل الوطن، والإتحاد العام لعمال فلسطين برئاسة محمود أبو الوفا يكون مسؤولا فقط عن فروع الخارج وليس من حقه عمل اي تشكيل نقابي فى الوطن، وتقرر بأن يمنع اي محاولة تشكيل اي اتحاد جديد والمقصود هنا» اتحاد النقابات الجديدة واتحاد النقابات المستقلة و الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين المهنية برام الله و اريحا، والائتلاف النقابي العمالي الفلسطيني».وتجري محاولات لعمل او لضم او احتواء هذه الاتحادات تحت اطار الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، وهو القرار الذي رفضته معظم الاتحادات التي طالبت بالحقوق والحريات النقابية والعمالية دون تدخل من السلطة وإفساح المجال أمام إنتخابات حقيقية بإرادة العمال حسب رؤية تلك المنظمات الرافضة. بينما وافق شاهر سعد رئيس الإتحاد العام لنقابات العمال «عدو الأمس وصديق اليوم للسلطة الفلسطينية»، نظرا لأنه هو الذي سيقود النقابات جميعا والمجبرة على الدخول تحت راية إتحاده..أما المنظمات الخارجية ذات الشأن فكان لها رأي آخر..
خلفيات
إن قرار السلطة وحركة فتح الذي ذكرناه سابقا له خلفيات خطيرة ومثيرة تحمل العديد من وقائع الصراع بين تلك الأطراف العمالية التي تريد السلطة دمجها الآن، وصلت الى اتهامات بالفساد، والاستقواء بالخارج، والتعامل المباشر مع العدو الإسرائيلي من خلال تطبيع عمالي – اخرها لقاء داخل قلب تل ابيب- وقيام أنشطة مشتركة، ناهيك عن الانضمام الى منظمات عمالية عالمية يشغل «هستدروت إسرائيل» مواقع قيادية فيها، وهي معروفة ومعلنة للجميع..إلا أن ذلك القرار من جانب حركة فتح كان له تداعيات وتحركات وآثار يجب رصدها حتى نتمكن من الوصول إلى حل حقيقي للوحدة والعمل المشترك دون مناصفة طرف ضد الآخر، فى وقت تحتاج فيه القضية الفلسطينية برمتها إلى الوحدة العادلة وعدم التعامل بمكيالين مع المنظمات العمالية، للوقوف صفا واحدا لمواجهة «صفقة القرن الأمريكية الصهيونية»، وضد مخططات الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف العمال والطبقة العاملة، ويمارس سياسات تعسفية دمرت الاقتصاد ونشرت الفقر والبطالة التي سنذكر أرقامها لاحقا.
الصراع
وحتى نضع القارئ العزيز فى الصورة بشكل أوضح فإن الصراع الآن الذي لا يقل خطورة عن الصراع بين الفصائل السياسية بين الإتحاد العام لنقابات العمال برئاسة شاهر سعد وهو عضو فى الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ببروكسيل، وعضو فى الاتحاد العربي للنقابات المستقلة ومقره الأردن، وهو الإتحاد الذي طالما اتهم بالتطبيع المباشر مع العدو الإسرائيلي ولكنه كان وما زال يبرر ذلك أنه من أجل التفاوض على حقوق العمال الفلسطينيين فى الاراضي المحتلة، ثم يأتي الطرف الثاني فى المعركة الحالية وهو الاتحاد العام لعمال فلسطين والذي يرأسه الأن محمود أبو الوفا وهو الاتحاد العضو فى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الذي تأسس فى خمسينيات القرن الماضي ولاقى دعما من الزعيم جمال عبدالناصر حيث إن مبادئه ضد الاستعمار والتطبيع مع العدو، ومن أجل الوحدة والعمل المشترك..ثم تدخل على الخط نقابات وائتلافات عمالية صغيرة..
وكما قلت فإن كل تنظيم نقابي من هؤلاء حاول التواصل مع منظمته الخارجية للخروج من المأزق أو تدعيم موقفه..
رحلة أبو الوفا
السيد محمود ابو الوفا رئيس الاتحاد العام لعمال فلسطين طار بداية الأسبوع الماضي وحتى نهايته الى لبنان وسوريا والتقى بقيادات عمالية ونقابية، وعقد إجتماعا هاما مع بعض أعضاء الامانة العامة للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب بمقره الرئيسي بالعاصمة السورية دمشق، بقيادة اللبناني غسان غصن، واعتبر المجتمعون قرار السلطة الفلسطينية توحيد الحركة النقابية الفلسطينية فى اطار كونفدرالية نقابية توحد الصفوف ويحقق تطلعات عمال فلسطين لم يبلغ مقاصده ويصيب مرماه، اذ ان ما تتعرض له الحركة النقابية فى فلسطين المحتلة وما يواجهه الاتحاد العام لعمال فلسطين العضو المؤسس فى الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب من إجراءات الاحتواء والتهميش والالغاء والتصفية والاستحواذ على مكاتبه والتي تشكل مخالفة جسيمة لمبادئ منظمة العمل العربية ومنظمة العمل الدولية وانتهاكا صريحا لحق التنظيم وعلى الحقوق والحريات النقابية، ما يفقده كيانه المستقل ودوره الريادي الذي تعمد بالكفاح الفلسطيني وواكب منظمة التحرير وشارك بالانتفاضة وحمل راية فلسطين فى المحافل العالمية ورفع الصوت عاليا على منابر منظمة العمل الدولية كاتحاد مستقل يناضل من اجل احقاق الحق دفاعا عن قضيته العادلة والتصدي لمؤامرة القرن التي تحاك ضد فلسطين وشعبها.
وبناء على ما تقدم أكد المجتمعون انه بقدر حرصهم على وحدة الحركة النقابية الفلسطينية هم اشد حرصا على حريتها واستقلالها وخيارها الوطني وحقها فى التنظيم والدفاع عن الحقوق والحريات النقابية والنضال من اجل الكرامة الإنسانية وتحقيق العدالة الاجتماعية ولن يكون الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب الا وفيا الى جنب الاتحاد العام لعمال فلسطين فى الدفاع عن حقه كمنظمة نقابية حرة ومستقلة قبلتها تحرير فلسطين..وقرر المجتمعون ما يلي أولا: توجيه كتاب مفتوح الى الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.ثانيا: دعوة الإتحاد العام لعمال فلسطين الى عقد مؤتمر نقابي عام يحضره الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب والاتحاد العالمي للنقابات باليونان برئاسة جورج مافريكوس، ومنظمة الوحدة النقابية الافريقية برئاسة ارزقي مزهود.ثالثا: الدعوة لعقد مجلس مركزي طارئ للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب تحت عنوان الدفاع عن الحريات والحقوق النقابية.
مخاطر
ولم ينس المجتمعون تناول ما تتعرض له المنطقة العربية من مخاطر حيث يتفشى الإرهاب والتطرف.كما استعرض المجتمعون واقع الاحتلال الإسرائيلي الذي ترزح تحته فلسطين السليبة منذ أكثر من سبعة عقود فى ظل حصار خانق وبطالة وفقر مدقع وإجراءات أمنية جائرة. وكذلك أوضاع العمال الفلسطينيين الذين اضطرهم ضيق الحال للعمل داخل الكيان الإسرائيلي فى ظل ظروف لا إنسانية تتمثل فى حرمانهم من حقوقهم الأساسية فى العمل وسرقة السماسرة قسما من اجورهم واذلالهم على المعابر، وكذلك تطرق اللقاء الى معاناة الشعب الفلسطيني جراء قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالامتناع عن دفع المساعدة لوكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين فى الأرض المحتلة وفى مخيمات اللجوء ما يتسبب فى حرمانهم من ابسط حقوقهم الإنسانية فى الصحة والتعليم والتشغيل والمقررة لهم من منظمة الأمم المتحدة، مقدمة لحرمانهم حق العودة الذي نص عليه القرار 192 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى الفور ومع نهاية الاسبوع الماضي سلم الامين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن رسالة الى السفير الفلسطيني لدى سوريا محمود الخالدي لإرسالها إلى الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية بكل تلك التفاصيل السابقة.
عدو الأمس صديق اليوم
أمام الطرف الثاني والأبرز فى هذا الصراع الاتحاد العام لنقابات العمال فى فلسطين برئاسة شاهر سعد، وهو عدو الامس صديق اليوم للسلطة الفلسطينية وحركة فتح حيث كانت قد حرضت جهات رسمية فى الدولة الفلسطينية على فتح ملفات الفساد فى هذا الإتحاد ومازالت الاوراق موجودة الان فى ادراج «الأموال العامة» كورقة ضغط..هذا التنظيم النقابي الذي زارت قياداته مقر الهستدروت الإسرائيلي فى يوليو 2018 الماضي، فى «تل أبيب» حيث شهد «مقر العدو» إجتماعا خطيرا وغريبا فى توقيت أغرب وأخطر يجمع بين مسؤوليين إسرائيليين فى «الهستدروت» وثيق الصلة بالموساد الإسرائيلي وأحد أهم أذرعه على مدار التاريخ، ووفد نقابي عمالي فلسطيني برئاسة شاهر سعد الأمين العام للإتحاد العام لنقابات عمال فلسطين، والقيادي فى الإتحاد العربي للنقابات المستقلة ومقره الأردن وهو أحد أذرع الاتحاد الدولي للنقابات الحرة ببروكسيل الراعي الرسمي لنشر التعددية النقابية والعمالية حول العالم خاصة فى منطقتنا العربية..المثير فى الأمر فى هذه الزيارة هو وجود شخصية كبيرة من وزارة عمل فلسطين فى هذا اللقاء يدعى سامر سلامة، أما من الجانب الإسرائيلي كانت رئيسة قسم العلاقات الدولية فى الاتحاد العام للعمال الإسرائيلي «أفيتال شابيرا» التي اثنت على العلاقات الثنائية مع النقابات الفلسطينية، وحضرت أيضا رئيس المنظمة الدولية للعمال «كاثلين بيسكير»..اللقاء أحاطته السرية فى بداية الأمر خاصة عملية الترتيبات بحضور تلك الشخصية الدولية، ووقتها رصد كاتب هذا التحقيق تفاصيل تلك الزيارة وبالصور..
سيدة بروكسيل
هذا «الإتحاد» بدأ أيضا فى تدعيم موقفه والاستعانة بالخارج لتحسين العلاقة بين السلطة الفلسطينية وحركة فتح والمنظمة الدولية التابع لها خاصة بعد ان قامت منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة برئاسة غاي رايدر بتعيين أحد قيادات هذا الاتحاد الفلسطيني فى مجلس ادارتها بجنيف بهدف حمايته وتثببت أقدامه،هذا «الإتحاد» دعا ايضا مسؤولة الاتحاد الدولي للنقابات الحر «سيدة بروكسيل» شاران بورو إلى فلسطين، ورغم أن التنظيم الدولي لشاران بورو يضم فى عضويته «هستدروت إسرائيل « لكنها بدت مدافعة شرسة عن القضية الفلسطينية، ويبدو هنا أنه أيضا نوع من أنواع الدعاية الانتخابية لها حيث ستعيد ترشيح نفسها على منصب الأمين العام لاتحادها الدولي نهاية العام الجاري فى منافسة شرسة مع مسؤولة نقابية ايطالية اسمها» Susanna Camusso «..وحتى يكتمل السيناريو أثنى أعضاء الأمانة العامة للاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين على مواقف «شارون بور وsharan burrow» أمين عام الاتحاد الدولي للنقابات ITUC التي زارت فلسطين بتاريخ نهاية الشهر الماضي وبالتحديد يوم 28 أغسطس، وكان فى استقبالها «شاهر سعد» أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، وأعضاء الأمانة العامة، ووزير العمل «مأمون أبو شهلا»، ومسؤولين من وزارة العمل. حيث رحب «شاهر سعد» بضيفة فلسطين، شاكراً لها زيارتها لفلسطين فى هذا الوقت المهم، بدورها طبعا أكدت «شاران بيرو» على تضامنها مع الشعب الفلسطيني وقالت: كفى خمسين عاماً من الاحتلال، وأنا معكم اليوم لأعلن تضامني وتضامن الاتحاد الدولي للنقابات مع عمال وعاملات فلسطين، وقامت «شاران بيرو» مع أمين عام اتحاد نقابات عمال فلسطين، بوضع إكليل من الزهور على ضريح المغفور له الرئيس «ياسر عرفات» حيث قام تلفزيون فلسطين وفضائية الجزيرة وتلفزيون معاً بتغطية هذه الزيارة علاوة على قيام وكالات الأنباء والصحف المحلية بالدور نفسه، وأعدوا عنها تقارير تلفزيونية تم بثها ضمن نشرات الأخبار للفضائيات المذكورة.مع تمام الساعة الحادية عشرة من نهار اليوم نفسه، عقدت «شاران بورو» لقاء عمل مع فصائل منظمة التحرير الفلسطينية فى مدينة رام الله.. ومن أبرز تصريحات «شاران» نصا :»إن ما يجري فى فلسطين لا سيما الانتهاكات الخطرة للقانون الدولي، منذ 50 عاماً، تجعلنا نرفع صوتنا عالياً هذه المرة ونقول أمام العالم (كفى للاحتلال الإسرائيلي) وإنه آن الآوان ليعيش الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة فى دولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران، ضمن حل الدولتين الذي تؤيده دول العالم كافة، وأنا هنا لأخبركم بأن عمال وعاملات العالم المنضوية اتحاداتهم تحت راية الــ (ITUC) وعددهم 210 ملايين عامل وعاملة من 140 دولة يؤيدون حقكم المشروع فى ذلك، ويدعمون سعيكم العادل لنيل الحرية، ليعيش الشعب الفلسطيني الذي يعاني من ويلات الفقر والبطالة بسلام وآمان، كما سنقوم بمطالبة إسرائيل بالكف عن ملاحقاتها الظالمة للعمال الذين يحاولون دخول إسرائيل طلباً للعمل، ومطالبتها بتغير نظم التعامل المهينة مع العمال على الحواجز ونقاط التفتيش، وتطبيق شروط السلامة المهنية لهم داخل ورش العمل».. كما أعلنت أمام الحضور، أن المؤتمر العام القادم للاتحاد الدولي للنقابات الذي سيلتئم فى شهر أكتوبر 2018 بالمغرب سيدعم مطلب الشعب الفلسطيني بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967م.وقالت أيضاً: بأنها ستعمل لنيل الشعب الفلسطيني حريته وإجبار الحكومة الإسرائيلية على مجابهة سماسرة بيع التصاريح للعمال لأنها مخالفة لاتفاقية العمل الدولية رقم (101) التي لا تجيز حصول العامل على فرصة عمل مقابل المال، ووضع حد لملاحقة العمال من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثناء توجههم لأماكن عملهم داخل إسرائيل، وتزويدهم بمعدات ووسائل الصحة والسلامة المهنية لتخفيض حجم إصابات العمل القاتلة والتي زادت هذا العام بشكل كبير.كما أكدت إنه ليس من حق الرئيس ترامب منح القدس الشرقية للاسرائيليين، وهي منطقة محتلة باجماع المجتمع الدولي، وأن السلام لن يتحقق بطريقة عمل (ترامب) الذي يتلاعب بأمل الشباب الفلسطينيين، ويغلق الأفق أمام سعيهم الصادق لتحقيق السلام، كما أن قرار ترامب سيؤثر بشكل جوهري على مستقبل المنطقة ويضاعف العنف فيها، الذي يحرق بدوره فرص العمل، وأعلنت عن موقفها الرافض لقانون القومية الإسرائيلي، لأنه يعمق الفوارق بين الشعوب ويغذي الكراهية، وأثره مدمر على مستقبل العمل.
إنقسام
وفى تصريح للأهالي قال رئيس الاتحاد العام لعمال فلسطين أن إتحاده ورغم كل ما يتعرض له من ضغوط ومن حصار ومن محاولات لشطب تاريخه العريق فانه ماضٍ فى مسيرته الوطنية والنقابية مناضلاً أصيلاً من أجل فلسطين حرة عربية مستقلة وذات سيادة وطنية كاملة غير منقوصة فى دولة مستقلة وعاصمتها القدس.. وقال :»لقد حوربنا وحوصرنا من أجل تسليم راية الاتحاد، غير ان راية الاتحاد ستبقى مرفوعة ولن تسقط وهذا هو قرارنا فى الأمانة العامة بأن نبقى أوفياء لنضالات وتضحيات الطبقة العاملة الفلسطينية وعلاقاتها العربية والدولية «..ودعا «ابو الوفا» كافة المنظمات القطرية للوقوف بحزم أمام محاولات خلق الانقسام والشرذمة فى جسم الحركة النقابية العربية والوقوف أمام محاولات شق صفوفها من خلال اللقاء المزمع عقده فى مراكش لما يسمى الاتحاد العربي للنقابات الحرة او المستقلة.
العدو هو المستفيد
بينما قال الأمين العام للإتحاد الدولي لنقابات العمال العرب غسان غصن لـ «الأهالي» أن محاولات ضرب وتمزيق وتفكيك وإشعال الصراع بين الحركة العمالية الفلسطينية مستمر، وللأسف المستفيد الوحيد هو العدو الإسرائيلي، موضحا أن أخطر ما يتعرّض له عالمنا هو الإرهاب المتمثل بممارسات الاحتلال الإسرائيلي فى الأراضي العربية المحتلة من فلسطين إلى الجولان السوري وتلال شبعا ومزارع كفر شوبا فى جنوب لبنان، حيث انتهاكات الاحتلال وفداحة ممارساته المتمثلة بقتل العمال العرب وإهانتهم وإذلالهم على المعابر فضلاً عن غطرسته وسرقة سماسرته جزءاً من أجور العمال واستغلال النساء والأطفال فى أسوأ الأعمال وفى العمل الجبري والتي تشكّل من وجهة نظرنا مظهراً من مظاهر إرهاب الدولة التي توازي الإرهاب الذي تمارسه الجماعات التكفيرية التي تجتاح دولنا بدءاً من سوريا ولبنان ومصر والعراق وصولاً إلى دول شمالي أفريقيا لا بل مجمل القارة حيث الجماعات الإرهابية من داعش وأخواتها وبوكو حرام وأمثالها التي تقتل المواطنين الآمنين وتغتال بالسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة العمال الساعين إلى رزقهم والتلامذة القاصدين المدارس ودور التعليم..وقال أنه هكذا تتمدّد أذرعه وخلاياها الظلامية إلى مختلف دول العالم وآخر جرائمها الجماعية فى العواصم الإقليمية والدولية وتفجيراتها الإرهابية فى دول الاتحاد الأوروبي ما يثير الرعب والهلع فى كافة أرجاء المعمورة، موضحا أن هذا العدو يحتاج الى وحدة حقيقية سواء بين الفصائل السياسية او العمالية ولكن وحدة قائمة على العدالة ولا تتعامل بمكيالين، أو تمحو أحد التنظيمات المشهود لها بالوطنية ومقاومة التطبيع من على الخريطة.
فقر وبطالة
إن الربط اليوم بين صفقة القرن وما يحدث من صراع بين حركتي فتح وحماس،لا يبتعد كثيرا عن حالة الصراع النقابية والعمالية الحالية، وهو الامر الذي يتطلب السعي نحو وحدة عادلة بين النقابات العمالية من أجل مواجهة العدو الذي تسبب فى خسائر فادحة فى عالم العمل والعمال بإعتراف وزير عمل فلسطين مأمون أبوشهلا والذي قال منذ أيام، ما ذكره لمحرر الأهالي كاتب هذا التحقيق، فى لقاء خاص وقال إن ثلث سكان فلسطين عاطلون عن العمل، ويعيشون تحت خط الفقر، وأوضح أن ثلث القوى العاملة عاطلة عن العمل، وبالتالي ثلث الشعب يعيش تحت خط الفقر، ونسب معدلات البطالة بين الإناث فى قطاع غزة قد بلغت 73%، وفى محافظة القدس ما يقارب 85%، إضافة إلى أن 55% من خريجي الجامعات هم من الإناث، مشيرا إلى أن هذه المعدلات المرتفعة تعود بشكل رئيسي إلى وجود الاحتلال الإسرائيلي وسياساته وقيوده وإجراءاته التي تؤثر سلبا على سوق العمل وعلى الشباب الفلسطيني، علما بأن 80% من العاطلين عن العمل هم لاجئون هجروا من مدنهم وقراهم وبيوتهم.

التعليقات متوقفه