مصادر ليبية لـ«الأهالى»: المخابرات المصرية رصدت بدقة تحركات «عشماوى» حتى سقوطه.. الكشف عن تحركات تنظيم المرابطين وعلاقة عشماوى بجماعة الإخوان

201

كشفت مصدر بالجيش الليبى لـ”الأهالي”، عن تفاصيل التحركات الأخيرة للإرهابى هشام عشماوي، قبل سقوطه فى أيدى قوات الجيش، مؤكدا أن هناك عملية تنسيق جرت بين الجانبين المصرى – الليبي، لرصد تحركات “عشماوي” وآخرين بتنظيم المرابطين، وذلك منذ وقوع حادثة الواحات وسقوط أحد العناصر الإرهابية فى يد قوات الأمن المصرية، مضيفا أن الأجهزة الأمنية المصرية رصدت بدقة خلال الأشهر الأخيرة تحركات عدد من العناصر الإرهابية على الأراضى الليبية، وجرى التنسيق بين الجانبين حتى اللحظات الأخيرة وسقوط هشام عشماوى وآخرين من العناصر الإرهابية الخطرة.
وأكدت المصادر، أن “عشماوي” وعددًا من عناصر تنظيم المرابطين انتقل الى درنة بعد حادثة الواحات، ومنها انتقل إلى مدينة سرت الليبية، ثم عاد إلى درنة مرة أخرى، لإعادة تمركزه عقب تصفية، عمر رفاعى سرور، مفتى القاعدة الذى تمت تصفيته خلال العمليات العسكرية لتطهير درنة فى يونيو الماضي، وعماد الدين عبدالحميد، الذى لقى مصرعه أثناء هجوم الواحات البحرية فى أكتوبر 2017. وأضافت المصادر: اختبأ عشماوى برفقة شخصين أحدهما ضابط مصرى سابق، والآخر تونسى يكنى “أبو محمد المدان”.
وكشفت المصادر، عن احتماء “عشماوي” بعناصر تابعة لتنظيم الإخوان فى ليبيا، وفى مقدمتهم أحمد عبدالجليل الحسناوي، الذى يقود فرع تنظيم القاعدة فى الجنوب الليبي، ويتم دعمه من إسماعيل الصلابي، وعبد الحكيم بالحاج، مضيفًا أنه تم رصد هشام عشماوي، بين منطقتى المغارة والقلعة، وسط درنة، حيث عثرت القوات المسلحة الليبية على عدد من السراديب تحت المدينة القديمة ممتدة إلى خارجها. وجاء تحرك “عشماوي” بين مدينتى سرت ودرنة اضطراريا، وذلك عقب تطهيرهما من التنظيمات الإرهابية بشكل نهائي.
لـ “الأهالي”، أكد الرائد صلاح أبو طبنجات، معاون أمر السرية الأولى مشاة، التابعة للقوات المسلحة الليبية، أن عملية إيقاع الإرهابى المصرى هشام عشماوى جاءت بعد عملية تحريات وجمع معلومات وبحث دقيق، حددت مكان اختباء عشماوي، وبعدها تم إعداد كمين محكم لتضييق الخناق عليه وتعقبه، ثم إلقاء القبض عليه على حدود المدينة القديمة بدرنة.
وكشف “أبو طبنجات” عن القبض على “عشماوي” برفقة زوجة الإرهابى المصرى محمد رفاعى سرور واثنتين من أبنائه الإناث، وكذلك القيادى الإرهابى بتنظيم القاعدة، مرعى عبد الفتاح خليل زغبية، الليبى الجنسية. مؤكدًا أن العناصر الإرهابية تخضع للتحقيق الآن من قبل السلطات الليبية، وأن هناك تواصلا أمنيا بين مصر وليبيا ومشاورات حول تسليمة للسلطات المصرية.
وقال اللواء فؤاد علام، عضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، إن القبض على هشام عشماوي، جاء ليكلل المجهودات الأمنية الكبيرة التى بذلت خلال الفترة الأخيرة، والتعاون الكبير الذى جرى بين القوات المسلحة المصرية والليبية. واصفًا القبض على “عشماوي” بالضربة القاسمة للإرهاب فى ليبيا وما يشكله من خطورة على الأوضاع الأمنية فى مصر، مضيفا أن الخطر الحقيقى فى هذه المرحلة يتمثل فى الحدود الليبية وأن القبض على إرهابى بخطورة هشام عشماوى من شأنه المساعدة فى تقويض التنظيمات الإرهابية فى المنطقة.
وطالب “علام” الأجهزة الأمنية المصرية – حال تسلمها عشماوى – بالاهتمام بمعرفة مصادر تمويل هذه الجماعات وكيف تتلقى الأموال، وكيف يحصولون على الأسلحة والمواد المتفجرة، ومن القائمين على التدريب، وكيف يقومون بتجنيد العناصر الجديدة، وكذلك كيفية تجنيد عناصر أجنبية فى صفوفهم، موضحًا ان “عشماوي” كنز معلومات يجب على قوات الأمن استغلاله جيدًا.
وقال سامح عيد الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، إن المخابرات المصرية كان لها دور كبير فى كشف جيوب الإرهاب فى ليبيا خلال الفترة الأخيرة، وكذلك فى القبض على هشام عشماوى بالأراضى الليبية، مضيفا أن وقوع عشماوى حيا، فى يد قوات الجيش إنجاز كبير من شأنه كشف الكثير من الخفايا داخل هذه التنظيمات وكذلك طرق تمويلها وكيفية امدادها بالسلاح والدول الداعمة لها.
وأكد “عيد” أن “عشماوي” يمثل همزة الوصل بين تنظيم القاعدة والعناصر المتطرفة فى إفريقيا، مشيرا الى رفضه مباعية تنظيم “داعش” واستمرار ولائه لتنظيم القاعدة، وهو ما أجبره على عدم الاستمرار فى سيناء خشية قتله على يد عناصر داعش، لافتا إلى أن “عشماوي” متهم فى 52 قضية متعلقة بالإرهاب، يتخطى عدد شهدائها 500 فرد بين مدنى وعسكري، فضلًا عن كونه مخزن كبير للمعلومات حول الجماعات الإرهابية ومصادر تمويلها والداعمين لها.

التعليقات متوقفه