نقلة نوعية فى العلاقات المصرية الروسية.. شراكة استراتيجية متكاملة

125

كل الدلائل تشير إلى أن القمة المصرية الروسية هذه المرة بالغة الأهمية، لأنها تطبق الشراكة الاستراتيجية المتكاملة بين البلدين فى كل المجالات وتعمل على تكثيف التنسيق على مختلف الساحات.
ويتوقع الجميع أن تشهد العلاقات بين مصر وروسيا مرحلة جديدة من التعاون حول القضايا السياسية والاقتصادية والتجارية والصناعية والتكنولوجية والثقافية والسياحية.. وغيرها.
كذلك، من المنتظر تحقيق نقلة نوعية فى الاستثمارات الروسية فى مصر والمبادلات التجارية ومنطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي والمنطقة الصناعية الروسية فى قناة السويس، وكذلك فى مجال التعاون العسكري والتقني بين البلدين بالإضافة إلى بدء المرحلة التنفيذية للمحطة النووية فى الضبعة، وعودة الرحلات الجوية الروسية (الشارتر) إلى الغردقة وشرم الشيخ.
غير أن روسيا التي برهنت على أنها الدولة التي تأخذ على عاتقها محاربة الإرهاب بجدية وتصميم، كما يحدث فى سوريا الآن، تحرص على دعم مصر فى التصدي للإرهاب والتطرف بمزيد من الفاعلية.
ورغم أن العلاقات، سواء بين الاتحاد السوفيتي ومصر أو الاتحاد الروسي ومصر تعد نموذجا للعلاقات الصحية والبناءة بين الدول.. إلا أن بعض ذوي النوايا الطيبة يحذروننا دون أي مبرر لهذا التحذير من الوقوع فى فخ الانحياز الأعمى أو أحادية العلاقات، كما كان يحدث من قبل (والمقصود فى عهد جمال عبدالناصر).
ويرى هؤلاء أن اتجاه السياسة المصرية نحو الغرب كان له العديد من المزايا، أبرزها محاولة إنقاذ الاقتصاد المصري الذي كان متدهوراً لأقصى درجة وإعادة بناء القوات المسلحة ومدها بأحدث الأسلحة والمعدات العسكرية.. بالإضافة إلى إنتهاج مصر لسياسة الانفتاح الاقتصادي.
والحقيقة أننا فى ضوء التجربة المصرية على الأقل لا نستطيع أن نضع على قدم المساواة.. دولة ساعدت مصر فى كل الظروف اقتصاديا وعسكريا ودولة أخرى أو دول أخرى تقوم بغزو واحتلال دول شقيقة وتدبر الانقلابات للإطاحة بأنظمة الحكم فيها وتتولى دعم المنظمات الإرهابية تمويلاً وتدريباً وتسليحاً لاستخدامها فى تغيير أنظمة الحكم فيها والإطاحة بالدول الوطنية.. وتقديم كل الدعم العسكري والتكنولوجي والاقتصادي لاحتلال كل فلسطين.
لانستطيع أن نضع على قدم المساواة دولة لا تضع شروطا سياسية لمساعداتها ودول تفعل نقيض ذلك وتحاول فرض وصايتها على الآخرين ولم تكن مصر فى أي وقت من الأوقات منحازة لمعسكر ضد آخر وإنما حرصت على تطبيق سياسة عدم الانحياز أو الحياد الإيجابي..، هو ما تفعله فى عهد السيسي من خلال مواصلة سياستها الخارجية المستقلة التي بدأتها فى الخمسينيات إلى أن انحرف بها أنور السادات وتضع المصالح القومية العليا فوق كل اعتبار.

التعليقات متوقفه