مقعد بين شاشتين.. أخيرًا رأينا الناس فى سيناء

181

علي شاشة قناة «د. إم. سى »، رأينا ولاول مرة برنامج سهرة يذهب الي مدن العريش وبئر العبد وغيرها فى محافظة شمال سيناء ليقدم صورة للحياة هناك وللناس فى المدارس والبيوت والشوارع. للصغار فى العابهم والكبار فى جلساتهم، وكذلك جلسات النساء وكيف كانت أحوالهن فى الايام الصعبة العجاف التي أشتدت فيها هجمات الارهابيين على المحافظة ومن بها من سكان، ومن عاملين قدموا من كل مكان فى مصر ليقدموا جهدهم كأبناء جهاز الاسعاف، وجهاز الشرطة، والحكم المحلي وكل هؤلاء كانوا ضمن كتيبة المقاومة التي قادها، ولا يزال،الجيش لتنظيف وتطهير سيناء ضمن ملحمة « سيناء العملية ٢٠١٨ » والقضية هنا ليست ان نعرف فقط كل المعلومات أولا بأول عن عمليات تتبع الارهابيين فور ظهورهم فى اي موقع بأرض سيناء، او عند اختراقهم الحدود المصرية،أوأو، ولكنها قضية شعب كان شبه محاصر فى أرضه وبين أهله هو جزء منا لكننا لم نكن نتواصل معه،وأيا كانت الاسباب فان هذا التقدم اليه عبر إحدى الفضائيات المصرية الخاصة هو امر مهم ومحترم، صحيح أننا تعودنا عبر سنوات طويلة ان يكون التليفزيون المصري «تليفزيون الدولة » هو من يقوم بهذه المبادرات،وهو من يقود الرأي العام الي فتح الآفاق المغلقة. امام المشاهد،لكننا الان أمام ضرورة المعرفة وليس مناقشة أوضاع الاعلام وفِي هذا الإطار لابد من التوقف عند بعض ما قدمه برنامج « مساء د م س» مساء الاثنين الماضي، وما نقلته عدسات فريقه من صور أظن انها أخذت عبر يوم واحد،وما قامت به مقدمته « إيمان الحصري » من حوارات مع مختلف الأطراف، أعترافات الأطفال
كانت مفاجأة حقيقية أن تبدأ لقاءات البرنامج مع طفل جميل هو محمد ٦سنوات، ابن شهيد الشرطة عبد العاطي يعقوب، محمد الصغير تحدث بكل براءة، وثقة أيضأ، بأنه يود ان يعمل امين شرطة ليأخذ حق والده بينما قالت بتول عدنان ذات الوجه الباسم انها تحب مدرستها وأصحابها وجدتها كانت الأجواء مبهجة والمدرسة مجهزة لحصص الهوايات، ولجيل ذكي ولماح عبرت عنه هذه الطفلة بقولها انها تعرف الاشرار،وتسمع طلقات الرصاص لكنها ستذاكر لتصبح طبيبة تخصص يومين اسبوعيا للفقراء..
اعترافات الكبار
متي تكون زيارة العريش متاحة للجميع؟ سؤال أجاب عنه المحافظ اللواء محمد عبدالفضيل شوشة مؤكدا ان احوال المحافظة فى تقدم مستمر وواقع معدلات الآداء لقواتنا يؤكد انه بنهاية هذا العام- ٢٠١٨ -سوف تصبح سيناء مؤمنة، و«تصبح محافظتنا. مثل غيرها »، وبرغم هذا فإن المحافظ لم ينف قبلها اختلاف العريش عن بقية مدن المحافظة لوجود بعض الخلايا النائمة التي تتعايش وسط سكانها، غير ان أرادة الحياة أقوي لدي الجميع، وأدارة التنمية هي عمل الدولة الاول كما حدد المحافظ الذي صمم على فتح المدارس والجامعات فى موعدها.
مفاجآت الجامعة
أيهما أولي الأمن. أم التنمية؟ الصور على الشاشة تؤكد ردود المحافظ على السؤال آلاف الطلبة والطالبات فى اروقة الجامعة وفِي مدرجاتها «التنمية تسبق الامن بخطوات بل توفر الامن» وتنتقل الكاميرا الي جامعة العريش من جديد بعد جولة سريعة فى شوارع المدينة المزدحمة،ويروي الدكتور حبش النادي، رئيس الجامعة قصة مفاجئة مهمة هي انتقال عشر كليات عام ٢٠١٦ من جامعة قناة السويس التي كانت تتبعها الي الارض التي يسكنها طلاب هذه الكليات، اي مدن سيناء وليسقط حاجز الخوف، وتصعد الي الدنيا جامعة شمال سيناء، وطلابها المتزايد ون، الصورة مشرقة بدون كلمات تقدم لنا الكثير مما لا نعرفه.
اعترافات أهل الإسعاف
احمد جمال شاب مات وهو فى مهمة لإنقاذ غيره من أبناء العريش وليصبح آخر شهيد من العاملين فى مرفق الاسعاف بالعريش ولنري بأعيننا فى البرنامج صور مشرفة للعاملين فى هذا المرفق، والذين سقط اول مصاب منهم – عبد الله سليمان-عام ٢٠١٣ – والذي يوجه كلماته الواثقة،العنيدة، الينا عبر الشاشة قائلا-لن أترك عملي هنا إلا للشهادة او الاحالة للمعاش لقد قدم الاسعاف خمسة شهداء و ٤٢ مصابا، كان آخرهم أحمد سلام الذي فقد احد ساقيه، ولايزال يعمل «واجب علينا مثلنا مثل أفراد القوات المسلحة» وفِي الخلفية، صور متعددة لعربات أسعاف مكسورة اومقسومة بفعل ضراوة هجوم الارهابيين عليها، وعلي من فيها، ومع ذلك،يؤكد مسؤول المرفق هنا أن كل رجال الاسعاف الغوا طلبات النقل الي محافظاتهم حتي لا يتركوا سيناء فى ظروفها الحالية، برغم تحسن الاوضاع فى الشهرين الاخيرين،بل ان «لدينا لستة أنتظار لمن يريدون المجيء الي شمال سيناء للعمل معنا» ومن المسعفين الي رجال سيناء وجلسة تقليدية فى خيمة عملاقة جمعت عددا كبيرا فى مدينة بئر العبد، وبعدها جلسة أخري جمعت أطياف من الفتيات والنساء فى اطار الحديث عن دور المرأة السيناوية، وهل تغير بالأمس عن اليوم والحقيقة ان هذه الأحاديث كانت تحتاج لوقت اكبر وأسلوب مختلف فى الحوار ولكن يكفى البرنامج قيمة ما قدمه لنا، سواء الناس او المكان، وسواء ما وصلنا بين السطور، اي من خلال حركة الكاميرا، من رسائل شديدة الاهمية حول هذا الجزء العزيز من مصر وان أهل سيناء بخير طالما وجدوا دعم الدولة العسكري والتنموي ويبقي الا تكون هذه الزيارة من خلال البرنامج هي الاولي والأخيرة لهم من جانب الاعلام المرئي تحديدا وتحية لقناة دى إم سى.

التعليقات متوقفه