«ملتقى البرلس» ألوان فى كل مكان.. فنانو العالـم يشاركون فى جعل المدينة حديقة ملونة

305

كتب حسن عبد البر:
إذا نظرت إلى مدينة البرلس فى شهر أكتوبر من كل عام تسر عينيك بما تراه من ألوان ورسومات مبهجة شارك فى صنعها أناس من مختلف الجنسيات، فمع انطلاق الدورة الخامسة لملتقى البرلس الدولى للرسم على الحوائط، فى شهر أكتوبر الجاري و بمشاركة 42 فنانا من 18 دولة عربية وأجنبية، تنوعت الخطوط والألوان على جدران مدينة البرلس للعام الخامس على التوالي، إلى جانب أن دورة هذا العام شارك فيها العشرات من طلاب كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية، وكلية الفنون الجميلة بالمنصورة، وكلية التربية النوعية، بجامعة كفر الشيخ، وشباب من أعضاء مراكز الشباب بمديرية شباب كفر الشيخ، بالإضافة لمشاركة فرقة الشمس لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة، وبرعاية مؤسسة الفنان عبدالوهاب عبدالمحسن للفنون، بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، الى جانب مشاركة العديد من أطفال المدينة.
وقال الدكتور عبد الوهاب عبد المحسن، مؤسس ملتقى البرلس، إن الملتقى هذا العام يشارك فيه 18 دولة منها الصين، وكردستان، والهند، وايطاليا والبرتغال، والامارات، والسعودية، ويهدف الملتقى هذا العام إلى زيادة الوعى المجتمعى، والتصدى لظاهرة الهجرة غير الشرعية، والسلبيات التى يتم تصديرها عن الدولة المصرية، ويهدف الملتقى لإثراء وجدان أطفال البرلس، ولفت النظر إلى أهمية الفن فى صياغة وتشكيل الوجدان، وتجميل حوائط مدينة البرلس العتيقة التى يمتد تاريخها إلى الحضارة المصرية القديمة.
أضاف عبد المحسن، فى تصريحات خاصة لــ«الأهالي» إن الملتقى حدث فنى مهم يشارك فيه الفنانون من كل دول العالم، الى جانب سكان مدينة البرلس وخاصة الأطفال والشباب، مضيفًا أنه من مدينة كفر الشيخ لذلك ينظم الملتقى هناك ومن المفترض أن يفكر كل فنان فى أهله وناسه، وإنه لو طال عمره سيستمر فى تنظيم المؤتمر بنفس المحافظة،« الملتقى بيتعمل فى برج البرلس، مدينة بسيطة فى كفر الشيخ بتطل على البحر المتوسط. الفنانين بييجوا يرسموا على الحيطان والمراكب، وبيعملوا لوحة كبيرة جميلة بطول البلد كلها. لما رحت المدينة اتفاجئت من حاجات كتير.
وقال الدكتور رامي شهاب المنسق التنفيذي لملتقى البرلس الدولي إن البرلس مدينة ساحلية فقيرة، وواحدة من أهم المشاكل التي تواجه مصر هي الهجرة غير الشرعية والتي تتواجد بشدة فى مدينة البرلس، لأن هناك شبابا كثيرين ظروفهم ليس على ما يرام فيقومون بالمخاطرة بحياتهم من أجل الحصول على الأموال، والغالبية العظمى منهم تنتهي حياتهم فى البحر أو بإعاقة من جراء مقاومة الغرق أو بالترحيل إلى بلادهم مرة أخرى بعد أن يكونوا فقدوا كل شيء، وهذه الأزمة يحاول الملتقى معالجتها عن طريق إنه يسلط الضوء على المدينة ويخلق فرص عمل بها مما يجعل الأموال تتدفق إليها وتعيد إلى الشباب الأمل وطرد فكرة الهجرة، «وجود الناس فى المدينة وفتحها للسياحة هو مقاومة شديدة جدًا للهجرة غير شرعية».
وقدمت الفنانة خلود الجابري فنانة من الإمارات الشكر للدكتور عبدالوهاب عبدالمحسن صاحب فكرة تنظيم الملتقى، قائلة «كان ملتقى مميزا يختلف عن أي ملتقى أنا شاركت فيه حقيقة حسيت بإحساس العايلة الكبيرة من كل العالم غمرتونا بالحب والكرم وكانت تجربة جميلة بالرسم على الحوائط أحلى شيء فيها إنه عشنا متعة إنسانية واجتماعية وفنية خصوصا بالعلاقات الجميلة التي ربطت بيني وبين أصحاب البيت اللي رسمت على حائطهم وعلاقتي وتعاملي مع الأطفال ومتعتهم بالألوان والتجريب معاي فى الجدارية والمدينة وبساطة الناس وجمال أرواحهم والسعادة اللي حسينا فى بانجازنا للعمل وسعادة الناس بالانجاز».
وشهد أخر يوم فى المهرجان مبادرة مشتركة بين UNFPA، وملتقى البرلس الدولي، و Greenish، والتي تهدف إلى التوعية والحلول البيئية عن طريق محاولة تنظيف شاطئ برج البرلس من القمامة والمخلفات قدر الإمكان، لأن البلاستيك من الممكن أن يستمر موجود أكثر من 500 سنة عشان لكي يتحلل، لذلك يجب التخلص منه بشكل صحيح وإعادة فرزه مرة أخرى.

التعليقات متوقفه