#هاشتاج: العودة إلى إفريقيا

342

جهود ملحوظة، متواصلة، ومتزامنة، واهتمام غير مسبوق بنشاط مصر الإفريقى، ما بين الجهود التى يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي سياسيا للعودة إلى القارة الأم، والجهود التى تبذلها عدة قطاعات اقتصادية وخدمية مصرية للنشاط فيها.
ويدعم هذه الجهود ما شهدناه الفترة الماضية من أنشطة ولقاءات مكثفة بالقادة الأفارقة، مدعوما بتحركات هامة، وبرامج لاستثمار تلك الخطوات، وخصوصا على مستوى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وقد أثمرت هذه التحركات فى الأيام الأخيرة فقط عن إعادة انتخاب مصر عضوا بالمجلس الإدارى للاتحاد الدولى للاتصالات عن قارة إفريقيا للفترة من 2019 حتى 2022 خلال فعاليات مؤتمر المندوبين المفوضين للاتحاد الدولى للاتصالات.
وفى نفس الوقت، من خلال الاتفاقات التى وقعها  معهد تكنولوجيا المعلومات ITI مع شركة IBM والتى شملت ضمن بنودها المبادرتين اللتين أطلقتهما الشركة للتحول الرقمي، “IBM Skills Academy و “IBM Digital – Nation Africa”، اللذان يستهدفان منح آلاف الشباب فى إفريقيا الدعم التكنولوجى والتعليمى من خلال إتاحة منصة رقمية تمكنهم من تطوير مهاراتهم الرقمية.
وقبلها، تم انتخاب المهندس المصرى حسام الجمل، رئيسا للتحالف الإفريقي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات AfICTA وذلك خلال الاجتماع السنوي السادس للتحالف الذى انعقد يومى 8 و 9 أكتوبر بالعاصمة الكينية نيروبي.
وإذا أضفنا إلى ذلك الاتفاقيات العديدة التى عقدتها المصرية للاتصالات فى مجال كابلات الألياف الضوئية، وإصرارها على تحقيق رؤيتها لتحويل مصر الي ممر رقمى ومركز إقليمى لاستضافة مطورى المحتوى الدوليين، وإمكانية توسيعها لهذا النشاط إفريقيا، لوجدنا أن جميع الجهود التى يتم بذلها، يمكن أن تؤدى إلى نتائج مبهرة تصب كلها فى تعظيم الاستفادة من مكانة مصر الجيو سياسية، وإمكانياتها المتنوعة.
والمهم أن تتوصل الجهود، وأن يتم التوسع فى المشاريع التى تتعطش إليها القارة التى طالما كانت محرومة من جهود مصر وخبراتها، وفى نفس الوقت، أدى ذلك الانقطاع لتعريض مصر إلى مخاطر لا يمكن الاستهانة بها.
ولعل من المفيد أيضا أن نبحث كيفية الاستفادة من التواجد الإفريقى الواسع لشركتين من شركات المحمول الكبريين على مستوى العالم العاملتين فى مصر، وهما شركة “اورنچ” وشركة “اتصالات”، إذ يمكن انطلاقا من العلاقات المتميزة معهما تنسيق الجهود، وبحث آفاق الاستثمار المشترك انطلاقا من قواعدهما الراسخة فى القارة الإفريقية.
لقد فاتنا الكثير من الوقت قبل أن نتدارك أهمية القارة كمجال حيوى للنشاط المصرى على كل المستويات، إلا أن ما يدعونا للتفاؤل أننا قد بدأنا السير على الطريق الصحيح، ولدينا من المؤشرات التى أفصحنا عها فى بداية المقال ما يؤكد أننا سنلقى ترحيبا من الأشقاء بشرط أن نعمل بجد واجتهاد لتحقيق الطموحات والتطلعات المشتركة فى تنمية القارة وتحقيق الرفاه لشعوبها بعد طول حرمان ومعاناة.

التعليقات متوقفه