صورة…. وإعلام

207

مساء الاحد الماضي حصلت مصر على ثلاث جوائز مهمة فى مهرجان قرطاچ السينمائي الدولي، بتونس، أقدم المهرجانات العربية والإفريقية، ومن أهمها، ولكن هذا الخبر لم يكن مهمًا بالدرجة الكافية لإذاعته ضمن نشرات الاخبار ومواجزها، سواء فى تليفزيون الدولة، او القنوات الجديدة الناهضة، مع ان قناة النيل للسينما قدمت حفل الختام ولكن بدون اعلان او دعاية له ما أفقده مشاهدين كثر فهل تعتبر القنوات المصرية شئون الفن والثقافة الآن أمرًا لا يستحق الاهتمام، أو التوقف أمامه، أم لا تدرك أهميته بالنسبة لأغلبية المشاهدين؟، الإجابة نأخذها من مهرجان الموسيقي العربية رقم ٢٧ الذي أنتهي مساء الاثنين أول أمس والذي ينتظره ملايين المصريين، سواء الذين يسارعون بحجز تذاكر حفلاته بدار الأوبرا المصرية، او الذين تمنعهم ظروفهم المادية والحياتية من هذا، ويرونه عبر شاشات التليفزيون، وفقا لتاريخ طويل بينهم وبينه، منذ ايّام د.رتيبة الحفني، التي كانت تقدم حفلات المهرجان على شاشة القناة الاولي، وتستكمل طوال العام تقديم برنامج عن الموسيقي العربية وروائعها، وبعد رحيلها بدأت الموسيقي العربية تتراجع، قبل ان توشك على الاختفا، من التليفزيون المصري فى العام الماضي، التزم نفس الجهاز بتقديم عروض المهرجان على شاشتين هما الثانية، والثقافية، فما الذي حدث هذا العام ليصبح هذا الحدث السنوي المهم مقطعا، بل ومهلهلا بين قنوات عديدة مثل لايف، والفضائية، الثانية، وفِي مواعيد غير منتظمة او معروفة للمشاهد، وهل توجد فقرات مسائية أهم منه بالنسبة لجهاز يمتلك اثنين وعشرين قناة، ويبحث عن استرداد مشاهديه؟.
ممنوع القراءة
فى نشرة أخبار التاسعة مساء بالقناة الاولي للتليفزيون المصري، مساء الاحد الماضي فكرة جيدة تحولت الي نوع من استفزاز المشاهد وهي تقديم قصة أحداث الحرب ووقائعها وتحالفاتها مكتوبة – العالمية الاولي ( ١٩١٤- ١٩١٨ ) على الشاشة، ولكن، للأسف فإن من فعل هذا اكتفى بما فعله، ولَم يمكن المشاهد للنشرة من قراءة المكتوب وكأن عليه فقط أثبات انه فعل المطلوب منه! هل هناك من يري الشاشة ويرصد هذا بالنسبة لاهم نشرة اخبارية – حتي الآن- على الشاشات المصرية؟ أنني اتحدي أن يلحق اي مشاهد قراءة ما كتب عن هذا الحدث الذي طغي على إعلام العالم يوم الاحد، وهو الاحتفال الذي اقيم بفرنسا، بمناسبة مرور مائة عام على الحرب العالمية الاولي والذي حضره مائة رئيس ورئيسة دولة ساروا في؛ جنازة تذكارية؛ ترحما على شهداء هذه الحرب التي استمرت خمس سنوات، وكان حلفاء اليوم أعداء خلالها ولتنقل لنا كل قنوات العالم تقريبا تلك الجنازة التذكارية من خلال صورة بدت كرسالة، يقف فيها الرئيس الأمريكي ترامب فى الشمال والرئيس الروسي بوتين على اليمين وبينهما رئيس فرنسا ماكرون، ورئيسة ألمانيا ميركل الوجوه ملبدة بالغيوم والذكريات المؤلمة، كل واحد فيهم تذكر ضحاياه، ولَم يتذكرون بالطبع ضحايا الشعوب الاخري التي لم يكن لها يد فى الاشتراك فى الحرب، وفِي البرنامج اليومي لقناة فرنسا ٢٤ (الصحافة اليوم )- الذي كان الإعلامي المصري الكبير الراحل حمدي قنديل يقدم مثيلاً له زمان بعنوان (أقوال الصحف) على القناة الاولي- عرفنا ماذا قالت اهم صحف العالم عن هذه الاحتفالية، فإذا كانت صحف اوربا وأمريكا قد اهتمت بزيارة ترامب وحده لمقابر الجنود الامريكيين فى باريس، وتحذير ماكرون وميركل من انتشار النزعات القومية، ومطالبتهم بمنهج موحد لتعزيز السلام العالمي، فقد وصفت الواشنطن بوست الامريكية صورة العالم الان بأنها مقلقة، بينما ذكرت صحيفة (العربي الجديد) الجميع بأتفاقية (سايكس بيكو)عام ١٩٢٠ والتي وقعها المنتصرون فى هذه الحرب لتقسيم بلادنا العربية، والتي لا تزال الحروب مستمرة فيها، بالطبع تضمن العرض للقناة الفرنسية أحداث العالم اليوم من اليمن، للمغرب، للبنان من خلال الصحف ليصبح لدي المشاهد خلفية عن الاحداث المهمة، ولنترحم على إعلامنا الذي كان والذي يجعلنا الان نبحث فى كل القنوات عن الاخبار والبرامج المهمة.

التعليقات متوقفه