فى مهرجان السينما القومى..الشباب قادمون

194

الصورة أبلغ من آلاف الكلمات هذا ما رأيناه عبر حفل توزيع جوائز المهرجان القومي للسينما المصرية فى دورته الثانية والعشرين، بدار الاوبرا المصرية، مساء الاحد، بالمسرح الصغير والصورة هنا صورتان فى الحقيقة، لكن المعني واحد فالفائزون بجوائز الفيلم القصير، عبر ثلاثة فروع هي أفلام الرسوم المتحركة، والأفلام الروائية القصيرة، والأفلام التسجيلية، كلهم شباب حصلوا على ١٢ جائزة من لجنة تحكيم برئاسة المخرج هاني خليفة الذي كان سعيدا ومنتشيا من مستوي الاعمال وموضوعاتها وعلي الهواء وجه رسالته الي صناع الافلام القصيرة قبل إعلان النتائج «نشكركم على لحظات البهجة والوعى» كان الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم تحريك هو «لا أري لا أسمع لا أتكلم» إخراج مصطفى محمد جاد الذي صعد الي المسرح وبيده الموبايل ينظر اليه والي جمهور الحاضرين فى نفس الوقت أما جائزة أفضل فيلم روائي قصير فقد ذهبت للمخرجة الشابة نسمة عزوز، وفيلم يحكي تجربة صعبة لامرأة عنوانه «سيدة» بينما قسمت جوائز الافلام التسجيلية بين الافلام التي تصل مدتها الي ١٥ دقيقة او أقل وقد حصل فيلم المخرج الشاب أكرم البزاوي على جائزة الافضل لهذه الفئة واسمه «رحلة البحث عن أبو العربى»، اما الافلام الاكثر من ١٥ دقيقة فقد فاز بجائزتها فيلم «أطفال العصافير» إخراج طارق الزرقاني ثلاثة عشر فيلما قصيرا لثلاثة عشر مخرجا ومخرجة لا نعرفهم لكننا سوف نعرفهم فى القادم من السنين او على الاقل، نعرف بعضهم الذي سوف يصمد ويكافح ليحقق أحلامه فى صناعة أفلام تعبر عنه وعنا، ولهذا وقف المخرج د.سمير سيف رئيس المهرجان سعيدا بجانب وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم، ود. فتحى عبدالوهاب رئيس صندوق التنمية الثقافية الذي يقيم المهرجان سعادة سمير سيف كان مبعثها هذا الاقبال على المهرجان من صناع الافلام القصيرة، الذين يدركون أنه المهرجان القومي، الذي يمثل ترمومتر حالة السينما المصرية وايضا فهو المهرجان الذي وصلت عروضه هذا العام الي ١٥ محافظة مصرية وحوالي عشرين موقعا للعرض من مواقع دار الاوبرا الي بعض الجامعات، الي قصور الثقافة فى محافظات بعيدة كمرسي مطروح وحلايب وشلاتين.
الافلام الطويلة ورسالة محمد عبدالعزيز
جاء الخطاب الذي القاه المخرج الكبير محمد عبدالعزيز رئيس لجنة تحكيم الافلام الروائية الطويلة مفاجئا ومهما، إذ أنه عبر عن مجمل أحوال هذه السينما،التي يعتبرها الملايين من عشاقها العنوان والفن الدال على النوع الفني،لاننا فى الحقيقة لا نري الافلام القصيرة فى اي مكان الا مهرجانات السينما كذلك لا تعرض قنوات التليفزيون العامة والمخصصة للسينما اي فيلم قصير الا أفلام المناسبات العامة!.
جاءت ملاحظات لجنة التحكيم شديدة الاهمية فى وصف ما تعانيه الافلام المصرية اليوم من «الاهتمام بالشكل على حساب المضمون» وملاحظات أخري تستحق مساحة وحدها فى مقال قادم، خاصة مع اشتراك ١٧ فيلما فقط فى المهرجان من جملة ٤٣ فيلما روائيا مصريا طويلا تم إنتاجها فى العام الماضي، أي ان منتجي وصناع أفلام يزيد عددها على الافلام المشتركة امتنعوا عن الاشتراك بأفلامهم أما لإدراكهم أنهم لن يحصلوا على جوائز أو لعدم إدراك أهمية المهرجان نفسه، وعروضه فى كل هذه المحافظات، ومناقشاته التي أدارها نقاد وناقدات مع جماهير مختلفة عن تلك التي تذهب لدور العرض فى القاهرة والإسكندرية والحقيقة أنه لابد من تعديل لائحة المهرجان ليعرض كل الأفلام التي عرضت تجاريا، وليصبح اكثر تعبيرا عن حالة السينما المصرية من عام لعام.
مولانا يتحدث
ستة أفلام اقتنصت جوائز المسابقة و ١٩ جائزة حصل عليها صناعها فحصل فيلم «فوتوكوبى» على شهادة تقدير للممثل الصغير سنا أحمد داش وأيضا حصلت شيرين رضا على جائزة خاصة عن دور الأم الوحيدة التي هجرها ابنها وهاجر وحصل نفس الفيلم على جائزة أفضل ميكساج صوت لحسام ممدوح، وحصل فيلم «الكنز» على جائزتين لتصميم الملابس للفنانة ملك ذو الفقار ولأفضل تصميم فني للفنان أنسي أبو سيف، وحصل فيلم «هروب أضطرارى» على جائزة التمثيل للدور الثاني نساء لدينا الشربيني، بينما حصل ماجد الكدواني على جائزة التمثيل للدور الثاني للرجال فى فيلم «الشيخ چاكسون»، وتبقي ثلاثة أفلام حصلت على اكبر عدد من جوائز المهرجان، وأولها فيلم «الأصليين» الذى حصد جوائز أفضل مونتاچ لاحمد حافظ، وأفضل موسيقي لهشام نزيه وأفضل تصوير لأحمد المرسي، وأفضل إخراج لمروان حامد، وجائزة الانتاج الثالثة،بينما حصل فيلم «أخضر يابس» على جائزة الانتاج الثانية، وجائزة أفضل ممثلة للدور الاول لبطلته هبة على «فى أول أفلامها»، وجائزة افضل إخراج عمل أول لمخرجه محمد حماد الذي قال ان الفيلم يعبر عن مسار إنتاجي لا بد من دعمه هو اشتراك فريق العمل نفسه فى الانتاج، بدون انتظار منتج محترف قد لا يقتنع بالمحتوي والرسالة التي يقدمها الفيلم أما الفيلم الاخير فى الافلام الفائزة فهو «مولانا» الذي حصد جائزة السيناريو لمخرجه مجدي أحمد علي، وجائزة الحوار للكاتب إبراهيم عيسي صاحب القصة، وجائزة الانتاج الاولي اما الجائزة الرابعة فقد ذهبت الي بطل الفيلم عمرو سعد، عن تمثيل الدور الرجالي الاول، والذي القي كلمة رائعة بعد تسلمه لها معلنا أهداءها الي طفلين من ضحايا العدوان على زوار دير الأنبا صموئيل بالمنيا معبرا عن دعمه لضحايا الارهاب كغيره من المصريين وقال ان«كل افلام السينما ضد الارهاب حتى التى تسلينا فقط».. كان الحفل قد بدأ بتحية المكرمين من صناع السينما المصرية الكبار وتقديم الدروع اليهم والذين تتالي صعودهم وتحية الجمهور لابداعهم، بدءا من منسق المناظر محمود المغربي، الي أكبر مصور فوتوغرافى لافلام السينما المصرية محمد بكر، والكاتب والمخرج والناقد الكبير سيد سعيد، والمونتيرة المبدعةعنايات السايس، ومدير التصويرالكبير محمود عبدالسميع، والممثل النجم حسين فهمي، والنجمة نادية الجندى.

التعليقات متوقفه