هواء نقى: وزير قطاع الأعمال و«الإرهاب الاقتصادى»!

165

أدخل وزير قطاع الأعمال العام هشام توفيق نفسه وحكومته فى مأزق غير مسبوق،فبعد أن بدا متناقضا،مرتبكا،متخبطا،كشف عن توجهات كنا لا نريد أن نصدقها،ونتمنى أن لا ترفع من سقف أو هوة الثقة بين «الناس والدولة فى هذا التوقيت الحساس،وتذكرنا بمشهد ساخر فى رواية قديمة سنذكره نهاية المقال. قال «توفيق» خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب الأسبوع الماضي:»إن الشركات التي ستفشل فى تطويرها ستغلق.. و«الحديد والصلب» لم تعد صناعة استراتيجية»…إن حجم التناقض فى سياسات الحكومة التي تتبني هذا الكلام أصبح ملموسا لكل ذي بصر أو بصيرة،ولم يعد خافيا على أحد تلك الأكاذيب التي نسمع ونقرأ عنها كل يوم حول خطة التطوير والنهوض بالقطاع العام الذي يجري تخسيره مع سبق الإصرار والترصد منذ عشرات السنين عن طريق مؤسسات دولية ورأسمالية متوحشة تجند لنفسها شخصيات وحكومات لتقود «الإرهاب الاقتصادي» الذي يدفع ثمنه العالم كله،ولعل تقرير الأجور لعام 2018 -2019،الصادر هذا الأسبوع عن إحدى منظمات الأمم المتحدة يكشف وبالأرقام حجم الفقر والبطالة وغياب العمل اللائق والضمان الاجتماعي الذي أصاب العالم أجمع جراء تلك السياسات حول العالم.
فعلى هامش تصريحات وزيرنا الهمام نسأل : هل أحد يصدق أن مصر لم يعد فيها «مراجل بخارية» أو «النصر للسيارات» أو «حديد وصلب» تعمل بنصف طاقاتها،أو «مجمع للألومنيوم» يعاني من ارتفاعات سعر الطاقة، أو صناعة غزل ونسيج اختفت من خريطة الصناعة ويتسول عمالها رواتبهم من ميزانية الدولة ؟.. وهل أحد يصدق أنه ومع «خطة الإصلاح الدقيقة « نجد 48 شركة عامة خاسرة وذلك فى العام المالي 2016/2017 بخسارة تبلغ نحو 7.5 مليار جنيه،وأن إجمالي مديونية القطاع بلغت 38.5 مليار جنيه.؟.. هل تعرف يا سيد «توفيق» فضل القطاع العام على الوطن وقت الأزمات..وهل تعلم أن دولة الصين العظيمة والعظمي عندما تفسح المجال للقطاع الخاص والمستثمرين تفتح الف طريق لضمان قيادة الدولة والقطاع العام للقوة الاقتصادية؟..وهل تناسيت يا سيد «توفيق» أن الرئيس السيسي أعلن مرات عديدة أنه «لا تصفية –لا بيع – لا خصخصة»،وأن توصياته دائما بالنهوض بالقطاع العام وعدم تشريد العمال؟.. ومع ذلك تسير الحكومة عكس إتجاه الرئيس،وتضحى بالقطاع العام دون محاسبة المتسببين فى تخسيره المتعمد،و تصدعنا كل يوم «بخطة التطوير»..تناقض غريب ومؤلم يجعلنا نفقد الثقة فى السياسات الراهنة،ويذكرنا بمشهد فى رواية قديمة قامت فيها الحكومة ببناء سوق وأحاطته بسور، وأقامت بوابة،وطالبت المواطنين أن يدخلوا السوق من البوابة كي يتسوقوا، ولكن فى كل مرة كان الناس يقوموا بتكسير السور للمرور،لأنهم لا يصدقون كلام الحكومة بأن هناك بوابة للمرور!

التعليقات متوقفه