بعد إعلان إثيوبيا تأجيل سد النهضة لـ4 سنوات.. هل هى أخطاء فنية أم أسباب مالية ؟

452

اثار اعلان المهندس المسئول عن بناء سد النهضة الإثيوبى “كيفلي هورو” مؤخرا عن تأجيل إكمال المشروع 4 سنوات أخرى على ان يتم افتتاحه السد بحلول 2022 لاسباب فنية وعملية تتعلق بالاعمال الانشائية، الجدل بين خبراء المياه فى مصر، حيث ذكر “كيفلى” ان هناك تغييرات أجريت على تصميم السد والتي من شأنها زيادة القدرة الإنتاجية من الطاقة الكهربائية وبالتالي نجم عنه تأخير فى الأعمال الفنية الكهربائية وتبعه تأخير فى الأعمال والأشغال الكهرومائية فأثرت أيضا على موعد بدء عمل المولدات الكهربائية السابقة، الامر الذى يكلف اثيوبيا ما يقرب من 800 مليون دولار بسبب التأخير، خاصة وان استكمال السد فى الطبيعى يحتاج الى 4.8 مليون دولار، علاوة على أربع سنوات إضافية حتى يكتمل البناء، مع الاخذ فى الاعتبار أن أعمال الإنشاءات فى السد مستمرة من دون انقطاع.
يرى دكتور “ضياء القوصى” الخبير المائى ان تأخّر استكمال سد النهضة حتى عام 2022 كان متوقعًا، وذلك لاسباب مالية وليست فنية، لان الأعمال توقفت لحين توفير توربينات السد، مشيرا إلى أنّه من الصعوبة بمكان لشركة دولية فى مجال الإنشاءات مثل شركة ساليني الإيطالية التي تنفذ الأعمال الإنشائية للسد ارتكاب أخطاء فنية وهندسية تتسبب فى تأجيل استكمال المشروع الإثيوبي، خاصة وانه فى حالة وجود أخطاء فنية يمكن علاجها، بينما يحتاج توريد التوربينات الكهربائية للمشروع حصول الشركات الأجنبية على مستحقاتها من شرائها، وهو الأكثر ترجيحًا وبخاصةً فى ظل الصعوبات المالية التي تواجهها إثيوبيا لاستكمال المشروع الذى لم ينجز فيه سوى 65% من إجمالى الأعمال.
واشار” القوصى” ان المسألة ليست بالتأخير بقدر ما تتعلق بالالتزام بما تم الاتفاق عليه وفقًا لإعلان المبادئ الموقع بين قادة الدول الثلاث عام 2015 بالعاصمة السودانية الخرطوم، بضرورة الاتفاق قبل بدء الملء على قواعد الملء الأول وقواعد التشغيل السنوي خاصة وان مصر تخشى أن يقلص المشروع من المياه التي تصل إليها من هضبة الحبشة عبر السودان ويمثل تهديدًا لمواردها المائية.
ومن جانبه اكد دكتور” احمد فوزى دياب” الخبير المائى لدى الامم المتحدة ان هذا التأجيل ماهو الا نوع من انواع المماطلة السياسية مرة اخرى، واذا كانت نية اثيوبيا صافية لمصر وليس هناك اى توجه للتلاعب منها،فعليها ان توافق على وجود مراقبين مصريين لمتابعة ما تبقى من بناء السد حتى يعطوا افادة عن صحة الواقع بالمشروع، بالاضافة الى التأكد الفعلى من التوقف الذى اعلنت عنه، وفى حالة رفضها وعدم الترحيب بالمراقبين نتأكد من انها محاولة سياسية استهلاكية جديدة.
واوضح” دياب” ان اى اخطاء انشائية ستكون على وجودها ويمكن ان تعالج اثناء تنفيذ العمل او متلازمه اى بعد الانتهاء مباشرة، مشيرا الى ان هناك مراحل متعددة للسد علينا ادراكها منها مرحلة التصميم الاولى ثم مرحلة التصميم الثانى وبعدها مرحلة المراجعة على التصميم ويليها المراجعة النهائية لكل انواع التصميمات واختبارها،ولكن ايقاف العمل بالسد ليس له علاقة بالناحية الهندسية او الاخطاء الانشائية كما اعلنوا، فاثيوبيا لن تتراجع عن وجود هذا السد خاصة فى ظل ما تتمتع به من حماية دولية وهذا التوقف لن يسنيها عن استكماله خاصة وان الاثيوبيين يعتبرون هذا السد انجاز وطنى يجمعهم وينقل بلادها من الظلام الى النور فهناك 25% فقط منها به انارة بالاضافة الى التغيرات الديموجرافية والسياسية التى تعيشها الان.
وطالب” دياب” بضرورة وجود ضغط اعلامى وشعبى من مصر فى هذه المرحلة والاستفادة من التطورات لدعم وتقوية المفاوض امام اثيوبيا حتى تضطر لاثبات حسن نواياها وتوافق عن مطلب المراقبين، وعن تحديد اثيوبيا للتأجيل لاربع سنوات يرى” دياب” ان الامر ليس على سبيل الصدفة ولكن مدروس بشكل سياسى كبير، فخلال هذه السنوات الاربع سيكون هناك تغيرات وتحولات عالمية حدثت منها الانتخابات الامريكية ودول الخليج ومنها السعودية،بالاضافة الى عدم استقرار شمال السودان وجنوبها حتى الان حتى اسرائيل امامها عام وقبل كل ذلك مصر وهو ما يعرف فى العلم الدولى بـ “علم ادارة الصراع” وهو ما يؤكد ان الموضوع ليس فنى كما يتضح للبعض وليس له علاقة يتوليد الكهرباء ولكن المقصود هو تشتتيت لاحهود المصرية داخليا للبحث عن موارد مائية بديلة، بالاضافة الى الضغط الخارجى باستغلال احتياجاتنا المائية فى ظل العجز المائى الذى يصل الى 40 مليار متر مكعب.
يذكر ان، رئيس الوزراء الإثيوبي “آبي أحمد” سبق واعلن عن مشكلات بداية من عثور السلطات الأمنية الإثيوبية على مدير المشروع “سيمغنيو بيكيلي” مقتولا داخل سيارته فى أديس أبابا، ثم تفاقمت الأوضاع عندما نظم العمال فى السد إضرابا للمطالبة بزيادة رواتبهم بالنظر إلى التأخيرات فى إنجاز أعمال واخيرا مشكلات تتعلق بتصميم السد، الأمر الذي انذر بعرقلة إتمام بنائه وعدم القدرة على استكماله وفق الجدول الزمني المحدد،حيث بدء العمل بالسد منذ أبريل 2011 على نهر النيل ووصلت تكلفته 4.8 مليار دولار حتى عام 2017 ووصلت قدرة السد الإنتاجية للكهرباء إلى حوالي 6.45 ميجاوات، ما يجعله أكبر محطة لإنتاج الطاقة الكهرومائية فى أفريقيا، وسابع أكبر سد فى العالم.

التعليقات متوقفه