الأحزاب السياسية تنظم دورات لغة إنجليزية وتبيع البطاطس! وتوزع البطاطين!.. التجمع: دورنا.. صنع السياسات وليس القيام بمهام الجمعيات الأهلية

274

تضع الأحزاب السياسية الليبرالية، العمل الاجتماعي على اولويتها فى المرحلة الحالية حيث قام حزب “حماة وطن” بتوزيع بطاطين على الفقراء فى محافظات بني سويف وسوهاج والجيزة للمساهمة فى تقليل المعاناة على المواطنين البسطاء فى الشتاء، كما قام حزب مستقبل وطن فى الأيام الماضية ببيع البطاطس بأسعار رخيصة لمواجهة غلاء سعر هذه السلعة التي ارتفع سعرها بسبب جشع التجار.
ونظم حزب “الحرية “حملة تحت شعار “مش لوحدك.. كلنا معاك” لتوزيع 100 ألف بطانية فى 15 محافظة، لمواجهة برد الشتاء القارص، كما قام حزب الوفد بتنظيم ملتقي توظيفى لتوفير فرص عمل للشباب لمواجهة ازمة البطالة.
وشارك عدد كبير من الأحزاب فى حملة “100 مليون صحة” لدعوة المواطنين للكشف على انفسهم لعلاج الأمراض غير السارية مثل “السكر والضغط وفيرس سي”، وكرم حزب “المؤتمر” فى الشرقية عدد من الأطفال العباقرة فى عدد من مدارس مدينة “الزقازيق”. ولم يكن هذا الدور الوحيد للأحزاب، فبجانب دورها الاجتماعي تعمل الأحزاب على تشريع القوانين فى البرلمان وتدرب شبابهم لخوض الانتخابات المحلية.
وانتقد حزب التجمع، قيام الاحزاب بهذه الانشطة الاجتماعية خاصة وان الاحزاب دورها وضع السياسات وليس القيام باعمال يقوم بها المجتمع الاهلي والجمعيات.
وقال الربان عمر صميدة، رئيس حزب المؤتمر، إن الحزب كرم التلاميذ الذين فازوا بمسابقة العباقرة والذين تقدموا بعدد من الاكتشافات والمشروعات العبقرية وستساهم فى تنمية المجتمع، مشيرًا إلى أن تشجيع التلاميذ الصغار يعيطهم دفعة للمستقبل وحافز كبير لمزيد من الاكتشافات التي تساهم فى تقدم المجتمع.
وبدوره قال أحمد صبري أمين شباب حزب “مستقبل وطن” إن الحزب خرج من رحم الشعب المصري ويعيش مع المواطنين لحل مشكلاتهم كافة، مشيرًا إلى أن المشاركة فى العمل الاجتماعي والخيري بجانب العمل التشريعي والرقابي والتثقيفى أمر واجب.
وتابع صبري: “وفرنا البطاطس بأسعار مخفضة لتقليل الحمل على المواطن ونقوم حاليًا بتوزيع آلاف البطاطين لكي لا يشعر أطفال وكبار السن بالبرد ويشعرون بالعدل الاجتماعي”.
وأضاف صبري، أن الاحزاب السياسية يجب ان تكون جزء من حل المشكلة ولا يجب ان تكتفى فقط بالحديث عن المشكلات، منوهًا إلى أن امكانيات الحزب مسخرة لتقديم أوجه الدعم لكل طبقات الشعب المصري، مؤكدًا أن شباب الحزب يمارسون أنواع العمل التطوعي كل من خلال الحزب ويؤدون ادوار تساهم فى تقدم الدولة واستقرارها.
وفى السياق ذاته قال ماجد طلعت، أمين تثقيف السياسي بحزب “الحرية” إن الأحزاب فى هذه المرحلة يجب أن تتلاحم بشكل كبير مع مشكلات المواطنين، مشيرًا إلى أن الحزب تعرف من خلال إدارة البحوث الاجتماعية ومؤسسات الدولة المختلفة على المناطق الأكثر فقرًا واحتياج المواطنين الانية وهو الامر الذي دفعهم لتوفير 100 ألف بطانية للفقراء ومحدودي الدخل.
وكشف طلعت، عن استعدادات الحزب لفحص السلع غالية الثمن لتوفيرها بأسعار مخفضة للمواطنين فى المحافظات كافة، منوهًا إلى أن الحزب يقوم بدوره التشريعي والرقابي على أكمل وجه وعمله الاجتماعي لا يؤثر على دوره السياسي المكفول له حسب الدستور والقانون، مشددا على ضرورة العمل بشكل مبتكر فى الشارع وعلى الاحزاب ان تعمل على تخفيف الحمل على المواطنين والعمل على رفع وعيهم.
ويقول عمرو عبدالباقي مسؤول الاتصال السياسي لشباب حزب “الوفد”، إن الحزب ينظم دورات تدريبية للغة انجليزية للطلاب إلى جانب تنظيم ملتقى توظيفى لتوفير فرص عمل للشباب، منوهًا إلى أن الدور الاجتماعي للحزب يساهم فى تخفيف أعباء المواطنين وحل مشكلاتهم الحياتية واليومية، منوهًا إلى أن ملايين الشباب يعانوا من أزمة البطالة بسبب غياب ملتقيات الشباب وهو الأمر الذي دفعهم لتوفير هذا الملتقي لمساعدة الشباب فى العمل مما يسمح لهم بتكوين اسرة ويكون لهم عائد مدي جيد.
وأضاف عبدالباقي أن حزب الوفد شارك فى تعديل عدد كبير من القوانين تحت قبة البرلمان ويمارس دوره الرقابي على الحكومة بشي من العقل والحكمة، منوها الى ان الحزب يبرز دائما الايجابيات ويضع حلول للمشكلات ويعبر عن المواطنين بشكل موضوعي بعيدا عن المزايدات التي تضر الدولة اكثر ما تنفعها.
وعلي نحو أخر أنتقد عاطف مغاوري نائب رئيس حزب التجمع قيام الاحزاب بهذه الانشطة الاجتماعية، معتبرا هذا الدور يجب ان تقوم به الجمعيات الاهلية وليس الاحزاب السياسية، وتابع قائلا: “إعادة انتاج التصرفات الخاطئة تكون اكثر قبحا مما سبق فمهمة الاحزاب ليست مهمة الجمعيات الأهلية ولكن مهمة الاحزاب المشاركة فى ادارة البلاد وصنع السياسات وليس مهام تنفيذية”.
وتسائل قائلا “ماذا تركت هذه الاحزاب لجمعيات المجتمع المدنى والاهلى وعلينا قراءة مرة اخري قانون الاحزاب وما انتقدناه فى الجماعات الارهابية والاصولية التى سعت للسيطرة على مفاصل الدولة من خلال هذه الانشطة وفى هذا الشأن ينطبق على هذه الاحزاب”.
واستطرد قائلاً: “وهل يمكن ان نوافق على ذلك حتى لو كنا نتفق مع هذه الاحزاب فى الرؤية السياسية اذا كان لها رؤية سياسية، كما ان الاحزاب السياسية هو اسم لكيان يفصح عن المهام ومن موقع الحب والحرص ننصح هؤلاء بالابتعاد عن هذا الطريق وممارسة العمل السياسي الذي يخلق حياة تعددية صحية ويخلق مناخا سياسيا يحول دون اختراق الجماعات الارهابية المتسترة بالدين لشغل هذا الفراغ السياسي”.
وقال مغاوري: “التنافس ما بين الاحزاب يجب ان يكون بادوات سياسية وممارسات سياسية وكما يقولون ان لا نستطيع ان نحكم على كرة القدم بقانون كرة السلة”.

التعليقات متوقفه