كـيــف رآنــا ورأيـنــــــاه

228

علي كل الشاشات رأينا الناس يستقبلون العام الجديد إلا الشاشات المصرية! فهي تفضل دائما النخبة وتبخل بكاميراتها، وجهدها على النزول فى الشوارع، والبحث عن الناس وكيف يعيشون فى أوقات مهمة للأمانة تبحث الشاشات المصرية عن الناس حين تجري مقابلات سريعة معهم – فى أضيق الحدود- لخدمة موضوعات البرامج، لكنها تفضل الاستديوهات وفِي ليلة رأس السنة مساء أول أمس، كان الاحتفال الابرز على شاشاتنا مسجلا من قبل، وهو احتفال قناة النيل للدراما بتكريم نجوم الفن بحضور رئيس الهيئة الوطنية للإعلام حسين زين، وحيث توالت التكريمات، بلا منطق، لنجوم محبوبين من الزمن الماضي، والحاضر ولمسلسلات بعينها، فإذا كان النجوم مستحقين لتاريخهم الطويل وإبداعاتهم فلماذا يحصل مسلسل واحد على جوائز لأغلب ممثليه، ولمخرجه بينما يتجاهلون المؤلف؟ وما هي قواعد التكريم هنا اقول هذا لأن فى مقدور هذا الحفل الذي يقدم للعام الثالث ان يكون ليلة عرس حقيقية للفن المصري فقط لو وضعوا معايير واضحة للاختيارات والتكريمات وعلي الجانب الآخر، كانت قناة «النهار» هي صاحبة الاحتفال الخاص بهذه الليلة، وحيث احتشد مقدموها برامجها بقيادة عمرو الليثي ومعهم ضيوف متعددون، أغلبهم بالطبع من أهل الفن ولابد هنا من أهل المغني، غالبا الذين فى بداية الطريق وهذا ايضا ما فعله عمرو أديب على شاشة أم.بي.سي. مصر اي مذيع وضيف اما الشاشات اللبنانية فقد كانت البرامج فيها اعلي حماسا وبهجة لدخول الناس كعنصر رئيسي ضمنها مشاركين فى الحوارات والاجابات وليس مجرد متفرجين حدث هذا على شاشتي «أل.د.س» و«أم.ت.ڤ» وكان وجود المغني چورچ وسوف وعدد من نجوم الفن الكبار ملفتا لان للفنانين الكبار أهميتهم فى هذا الوقت تحديدًا فأغلب جماهيرهم تفضل الجلوس فى البيت فى هذه الليلة، على الاقل فى مصر وبالتالي يصبح على الفنان واجب تجاه جمهوره الذي يتباهي به صحيح ان مصلحته تقتضي ايضا التواجد فى الحفلات التي تدفع الكثير فى هذه الليلة ولكن التوفيق ممكن إذا تذكر الفنان فضل هذا الجمهور عليه لكن الشاشات، غير المصرية، أعطت وجهًا آخر للاحتفال بليلة نهاية عام وبداية آخر.
هؤلاء البشر وأحلامهم
علي الشاشات الإماراتية وغيرها، ذهبت آلاف مؤلفة من البشر الي الشاطئ لتري انطلاق الأنوار البازخة اعلي برج خليفة وتحلم بعام اجمل برج خليفة فرض نفسه على العالم منذ سنوات قليلة لكنها الإرادة اما فى بيروت، فقد عادت الشاشات اللبنانية الي منطقة الوسط لتقدم احتشاد الجماهير وهي تتابع أضواء احتفالات العام الجديد، وبعدها ينقلنا، «الريموت» الي فرنسا والأضواء الاكبر فى العالم عند منطقة الشانزليزيه واكثر من أربعين ألفا من المحتفلين بقدوم العام الجديد، يهتفون بسعادة، واحد منهم قال «انني سعيد اليوم، لكنني سأشارك السبت القادم فى احتجاجات السترات الصفراء»، الحياة ليست وجه واحد فقط وليست صياغة لصورة واحدة فقط ولولا هذا التنوع لفقدنا الكثير من القوة لاستكمال حياتنا شكرًا لهذا التنوع الاعلامي الذي أوجدته ثورة العلم، وشكرا لله الذي اعطانا العام الجديد، وشكرا له على رعايته لنا فى الأعوام الماضية وشكرا لكل من فكر فى اسعادنا امس واليوم وغدًا.

التعليقات متوقفه