رحلة عذاب داخل مستشفيات التأمين الصحى.. ولا علاج للفقراء

3٬769

كتبت شيماء محسن:
تخدم منظومة التأمين الصحى أكثر من 60٪ من الشعب المصرى ومسئولة عن صحة جميع الأطفال، ولكنها مثل أى منظومة تفتقر للإمكانيات وتواجه العديد من الاتهامات وعدم الرضا من المرضى المستفيدين منها، لذلك قامت « الأهالى « بجولة على أرض الواقع داخل هذه المستشفيات، لتقييم الأوضاع فواجهنا زحام، بسبب قلة عدد الأطباء المتخصصين فى بعض التخصصات، وأيضا مرضى حضروا من الصباح الباكر، للحجز عند أطباء بعينهم لكنهم لم يأتوا فى المواعيد المقررة لهم.
يقول إسماعيل حافظ، أحد المرضى بمستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي، أنه يعانى من الروتين، الذى لا يراعى حقوق المرضي، موضحا أنه بسبب إجرائه لعملية قلب مفتوح منذ فترة قريبة، فكر فى أن تذهب زوجته لصرف العلاج، الذى أقره له الطبيب، ولكنهم يرفضون بشدة فعل ذلك دون مراعاة كبار السن أو الحالة المرضية، ويصرون على تواجدى بنفسى لكى أتسلمه.
وأوضح أنه يعانى فى بداية كل شهر بألالام وأوجاع إضافية على تعبه، نتيجة الإرهاق فى طوابير مرضى التأمين، مؤكدا أن نفس المشكلة تتكرر مع ابنه المعاق الذى قام بتغيير مسار الحالبين ويحتاج إلى صرف العلاج وقطع غيار الجهاز التعويضى بصفة دورية، ورغم صعوبة نقله إلى المستشفى الذى يحتاج إلى مجهود كبير والاتفاق مع عربية مخصوصة بمبلغ وقدره لنقله، إلا إنهم يشددون على ضرورة تواجده، مع العلم أننى على المعاش ودخلى لا يسمح بالانتقال أنا وابنى إلى المستشفى كلما نريد بالتاكسي.
كما قالت رضا عادل، أحد المرضي، أنه بالرغم من أنها المرة الأولى لتعاملها مع مستشفى التأمين الصحى إلا أنها قررت أن تكون الأخيرة، بسبب معاناتها الشديدة للحصول على خدمة حقيقية، حيث إن عيادة الأسنان التى توجهت إليها تنقسم إلى غرفتين المفترض أن يعمل فى كل غرفة طبيب، ولكنها تظل بدون أطباء حتى بعد صلاة الظهر، بالرغم من أن الحجز لها يكون من الصباح الباكر، كما أن أسهل شئ يقومون بفعله هو خلع الأسنان ولا يفكرون فى حل مشكلتها سواء بالحشو أو الجراحة بحجة أن التأمين لا يتيح لنا هذه الخدمات.
أما تحيه فوزي، « موظفة على المعاش « فتشكو من قلة عدد الأطباء بمستشفى المقطم للتأمين الصحي، الذين يقومون بالكشف على المرضي، مما يزيد من فترة انتظارهم، وبالتالى زيادة معاناتهم بدلا من التخفيف عنهم، نظرا لعدم وجود بديل لديهم إلا انتظار دورهم لإجراء الكشف عليهم.
وأضافت أن القسم الباطني، الذى توجهت إليه كان من المفترض أن يتواجد فيه 4 أطباء ويتم تبديلهم كل ساعتين، فى حين أن ما حدث فعليا هو عدم توافر عدد الأطباء الكافي، وحضر ثلاثة منهم فقط على مدار اليوم، مما أدى إلى زيادة التزاحم وإرهاق المرضي، وهو الأمر الذى يجعلنى أضطر أحيانا للحضور أكثر من مرة لتوقيع الكشف على بسبب هذا الزحام. وتابعت أن الفقير والضعيف فى هذا البلد يموت ولا يستطيع الحصول على أدنى حقوقه، هو توفير العلاج اللازم له، مبينة أن المشكلة الأكبر تكمن فى عدم وجود العناية الكافية فى طوارئ مستشفيات التأمين الصحي، حيث يقومون بترك المرضى لفترة طويلة داخل الطوارئ دون مباشرتهم على الرغم أن المريض الذى يلجأ للطوارئ، يعانى من حالة حرجة لا تتحمل هذا الإهمال، كما حدث مع زوجها من قبل.
كما قال صبرى محمود، موظف على المعاش، إن أطباء التأمين لا يقومون بالكشف على المريض وفحصه جيدا، بل يكتفون بسماع شكواه فقط ويعطونه الدواء على أساسه دون أى كشف كما أن بعضهم يقوم بكتابة أى تحاليل نطلبها كأنه يتفضل على المريض بفعل ذلك، وكأنها ليست من حقوقه، مشيرا إلى أن الرسوم التى تم إقرارها مجددا على كل كشف أو تحاليل أو أشعة، قد لا يستطيع البعض دفعها، نظرا لضيق الأحوال بعد ارتفاع الأسعار، فمعظم من يأتون للتأمين الصحي، يكونون على المعاش أو من الطبقة الفقيرة.
واشتكى من طول فترة الانتهاء من الإجراءات الروتينية فى الأوراق، سواء لصرف العلاج أو إجراء العمليات أو أشعة، موضحا أنه عند احتياجه للأشعة المقطعية، انتظر فترة تصل لشهر ونصف، لإجرائها، وهى الفترة التى من الممكن أن يتطور فيها المرض، وفى حالة حدوث أى ظروف للمريض، لن يستطيع الحضور فى موعد الحجز بسببها يتم تأجيله شهرا آخر بدون أى مراعاة أى ظروف طارئة حدثت له، وللأسف يضطر المرضى إلى الانتظار لعدم قدرتهم على إجراء الأشعة. ومن جانبها حاولت «الأهالي» التواصل أكثر من مرة مع الهيئة العامة للتأمين الصحى ووزارة الصحة، للرد ولكن دون جدوى.

التعليقات متوقفه