مخطط لفصل «إقليم الكُفرة» عن ليبيا

4٬171

البعض يريد أن يعرف المصدر الذي استقيت منه المعلومات التي دفعتني للتحذير من مخاطر تتهدد الجنوب الليبي وخاصة منطقة الكفرة. وهذه هي المصادر التي تتحدث عن ذلك. راح يتشكل فى الأيام الأخيرة تحالف ثلاثي تشادي إسرائيلي مع عناصر وقيادات من التبو من أجل دعم مخطط لفصل إقليم منطقة الكفرة عن ليبيا. التحرك الإسرائيلي فى هذا الاتجاه يأتي تنفيذا وإعمالا لخارطة طريق وضعتها وزارة الشئون الإستراتيجية الإسرائيلية التي يقف على رأسها يوفال شتاينتز.

خارطة الطريق تولت وضعها مؤسسة إسرائيلية هي مجموعة الاستشارات الإستراتيجية التي يرأسها جنرال الاحتياط دان ياتوم رئيس الموساد الأسبق والمستشار الإستراتيجي لمؤسسة جلوبال الناشطة فى إفريقيا، خارطة الطريق التي تبنتها وزارة الشئون الإستراتيجية فى نطاق ما سمي بإسرائيل العظمى تتأسس على عدة محاور:
المحور الأول: التمدد فى إفريقيا وعلى الأخص فى مناطقها ذات التراكم الإستراتيجي الأهمية الجيو إستراتيجية والجيو اقتصادية أي الثروات وتحديدا النفط والغاز واليورانيوم.
المحور الثاني: انطلاق الحركة فى اتجاه التمدد إلى هذه المنطقة نحو غرب إفريقيا وتخوم شمال إفريقيا يشكل امتدادا جغرافيا وإستراتيجيا وجيو اقتصادي مع منطقة شرقي إفريقيا التي يتجذر فيها الوجود الإسرائيلي كينيا جيبوتي أوغندا دولة جنوب السودان وإثيوبيا.
المحور الثالث: قاعدة التمركز والانطلاق تشاد مما يستدعي إعادة بناء علاقات شاملة وفى كل المجالات الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية، وهو ما تحقق خلال عام 2012 و2013 وبوتائر غير مسبوقة منذ سبعينيات القرن الماضي.
إسناد مهمة تنفيذ خارطة الطريق إلى مؤسسات أمنية إسرائيلية.
وزارتا الدفاع الإسرائيلية والشئون الإستراتيجية أسندت مهمة التنفيذ إلى مؤسستين إسرائيليتين تنشطان وبشكل محوري فى إفريقيا وعلى ارتباط تنظيمي وعملائي مع وزارة الدفاع.
ويفسر المستشار السياسي لوزير الدفاع جنرال الاحتياط عاموس جلعاد والمسؤول عن الملف المصري أن الحكومة الإسرائيلية لا ينبغي أن تكون فى الصورة ولا فى الواجهة وإنما فى الخلف، وقال إن هذه الوسيلة هي الوسيلة المثلى وأحرزت نجاحات كثيرة فى إقليم كردستان وفى جنوب السودان وفى دارفور الآن.
الأدوار المتعين القيام بها فى إطار مهمة تنفيذ مخطط فصل منطقة الكفرة وزعت على مؤسستين:
-مؤسسة الاستشارات الإستراتيجية GSG ومقرها هرتسيليا شمال تل أبيب ويرأسها الجنرال داني ياتوم رئيس الموساد السابق والذي أدار عدة مشاريع أمنية فى إفريقيا وشمال العراق.
دور هذه المؤسسة يتمحور فى الجانب الإداري وجزء من الجانب الاستخباراتي وكذلك الجانب الاستشاري النظري.
-المؤسسة الثانية مؤسسة جلوبال التي تقودها مجموعة من جنرالات الاحتياط فى الجيش الإسرائيلي على رأسهم جنرال الاحتياط يسرائيل زيف رئيس شعبة العمليات العسكرية الأسبق.
هذه المؤسسة موجودة فى 15 دولة إفريقية فى غينيا وغانا والكاميرون ونيجيريا وتشاد وفى حوض غينيا أنجولا والكونجو الديمقراطية والكونجو برازافيل وإفريقيا الوسطى.
مؤسسة جلوبال تتولى التطبيق وذلك لعدة أسباب:
1-خبرة متراكمة فى مجال العمل والنشاط الأمني واللوجيستي والخدمات المتصلة بشؤون التسليح وتشكيل الجيوش والأجهزة الأمنية وتدريبها بالإضافة إلى ذراع اقتصادية تتولى السيطرة على الثروات الطبيعية والمعدنية بوسائل ناعمة، منح الامتيازات وتقديم الأموال والتدخل لصالح الأنظمة الإفريقية لدى الولايات المتحدة.
إشراك تشاد فى مخطط فصل منطقة الكفرة
الشخصية الإسرائيلية المركزية التي استدرجت تشاد إلى هذا المخطط لدعمه وإسناده هي نسيم زويلي زعيم حزب العمل السابق وسفير إسرائيل فى فرنسا وعاونه شلومو بن عامي وزير الخارجية الأسبق وهو من أصل مغربي ويرأس الجناح السياسي بمؤسسة جلوبال.
نجح نسمي زويلي فى إعادة العلاقات التشادية الإسرائيلية إلى المربع الأول أي إلى المستوى الذي تخلق فى أواخر ستينيات القرن الماضي وبلغ الذروة فى عهد حسين حبري.
وتعزو الباحثة فى الشئون الفرنسية والمقيمة فى باريس الدكتورة شفيقة مطر إعادة بناء العلاقات التشادية الإسرائيلية إلى عدة أسباب بدت من وجهة نظر الرئيس التشادي إدريس ديبي أنها اللحظة التاريخية والفرصة الذهبية.
من وجهة نظره اللحظة التاريخية تتمثل فى سلسلة الانهيارات التي يشهدها العالم العربي بعد هبوب رياح الربيع العربي فأطاح من وجهة نظره بمعظم الدول العربية تونس ليبيا سوريا اليمن والآن مصر.
حسب ما رواه وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق شلومو بن عامي فإن الرئيس التشادي إدريس ديبي أبلغ محدثيه الإسرائيليين الذين التقاهم نسيم زويلي والوزير نفسه ونائب وزير الخارجية السابق من أصل جزائري داني أيلون إذ قال بالحرف الواحد علينا أن نستثمر اللحظة التاريخية أي انهيار الدول العربية -وكان يركز على الدول العربية الإفريقية- لكي نعظم ونعزز من قوتنا ومن مكانتنا وأن نستفيد بأقصى درجات الاستفادة من هذا الانهيار.
الاتصالات التي تكثفت بين هذه القيادات الإسرائيلية والسلطات التشادية وتم خلالها عرض خارطة الطريق الإسرائيلية وعلى الأخص خلال الأشهر الأربعة الأخيرة أسفرت عن نتائج هامة وبالغة الدلالات:
1-تشكيل فريق عمل إسرائيلي مشترك يضم من الجانب الإسرائيلي:
*شلومو بن عامي.
*نسيم زويلي.
*داني أيلون الذي تفرع للعمل فى إفريقيا بموجب اتفاق بين كل من وزارة الخارجية ووزارة الدفاع ووزارة الشئون الإستراتيجية.
*رئيس الموساد الأسبق شبطاي شافيط الذي يدير مؤسسة أمنية متخصصة فى التدريب والتسليح “إتنا” وتعمل فى نيجيريا وأنجولا وغينيا بيساو والكونجو.

عاطف مغاورى

التعليقات متوقفه