شكشكة: عيد الشرطة و الكرامة المصرية

3٬168

تأثرت كثيرا بخبر قرأته منذ أسبوع يقول «الشرطة تجهز 4 عرائس بأجهزة كهربائية.. وتروسيكلات لتوفير فرص عمل»، وأن اللواء محمود توفيق وزير الداخلية وجه بضرورة الاهتمام بأسر المساجين والمفرج عنهم فى إطار الدور المجتمعي للوزارة واستمرارا لمبادرة «كلنا واحد» وذلك بتوفير فرص العمل لهم ومساعدتهم على الإنتاج والكسب الحلال وتأكيد المبادئ والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان من اجل إصلاح مسار هذه الفئات. لقد تغير كثيرا دور الشرطة المصرية فى الآونة الأخيرة، من جهاز مهمته حماية الحاكم، الى جهاز لخدمة الشعب. و قد كنت فى عهد ما قبل ثورة 25 يناير أسخر مع زملائى من شعار «الشرطة فى خدمة الشعب» الذى يتصدر أقسام الشرطة، ونراه أكذوبة كبيرة ثم نردد مثلا يقول أن الداخل «الى قسم الشرطة مفقود والخارج منه مولود». ولعل ما أكد هذه المقولة فى صيف 2010 بعد وفاة الشاب المرحوم «خالد سعيد» الذي توفى بعد تعرضه للضرب والتعذيب على أيدي مخبرين تابعين للشرطة بقسم سيدي جابر بمدينة الإسكندرية، وكانت «جريمته» الاعتراض على قانون الطوارئ الذي فرضه مبارك طوال 30 عاما!
وأثناء أحداث ثورة يناير المجيدة كان الشباب الثائر يدخل فى معارك دامية مع عناصر الشرطة مما نتج عنه استشهاد البعض وإصابة آخرين من الجانبين. الحقيقة أن هذه الصورة الدموية للشرطة المصرية تغيرت كثيرا بعد ثورة الثلاثين من يونيو، و قلت كثيرا الشكوى من قسوة ضباط الشرطة، إلا فى تعاملهم مع المشبوهين ومحترفى الإجرام. وأصبحنا نقرأ فى الصحف أخبارا تقول إن إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية تقوم بمناسبة عيد الشرطة وبالتنسيق مع المؤسسات والجمعيات الخيرية بتوفير مساعدات مالية وعينية وتوزيعها على مئات المحتاجين بالعديد من المحافظات. وهكذا تغيرت نظرة الداخلية للمواطنين من «رعايا» فى حاجة الى التأديب والتهذيب الى مواطنين لهم كل الحقوق الإنسانية والكرامة، ولا يجوز استخدام القسوة الا مع من يثبت ادانته وأصحاب السوابق. والمطلوب دائما ألا يكون ضابط الشرطة «بعبعا» يثير الرعب فى قلوب المواطنين وإنما حصن أمان لهم يلوذون به ولا ينفرون منه. وللشرطة المصرية بالذات تاريخ مشرف نحتفل به كل عام ونتذكر ما حدث فى محيط مبنى محافظة الإسماعيلية يوم الأحد 25 يناير 1952، ووصفته صحيفة التايمز البريطانية فى عددها الصادر صباح يوم السبت 26 يناير 1952، وهو ما سوف استعيره لأؤكد المثل القائل «وشهد شاهد من أهلهم». اعترفت الصحيفة البريطانية أن جنود الشرطة البواسل رفضوا الإذعان لطلب إخلاء مقرين رئيسيين للشرطة المصرية، حاصرتهم الدبابات و المدرعات البريطانية قبل الفجر لتتسلمه منهم. رفضت الشرطة الإخلاء بناء على أوامر جاءت من القاهرة. لتستمر المعركة لمدة ثلاث ساعات، ويقتل خلالها 3 جنود بريطانيين، ويستشهد 50 شرطيًا مصريًا، ويجرح عدد لم كبير من الجانبين. ينبغى ألا ننسى تلك المعركة التى أظهرت بسالة الشرطة المصرية وايمانهم بكرامة بلدهم ودفاعهم عن كرامتها. وقد تابعت صحف العالم هذه الأحداث التى أثبتت أن الشرطة المصرية لا تقل بسالة واستعدادا للدفاع عن بلدهم من الجيش المصرى، ولذلك يجب أن يعرف أبناؤنا هذا الحدث الفريد وأننا لن ننسى الشهداء الذين فقدوا حياتهم دفاعا عن كرامة بلدهم.

التعليقات متوقفه