في مصر ..نادي سري للرجال !

437

إن كنت ترغب في الاستمتاع بفاصل على قدر كبير من الكوميديا لا تتردد في حجز تذكرتك لـ”نادي الرجال السري”..هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي من الممكن أن تحمسك لمشاهدة الفيلم من بينها بالتأكيد عودة كريم عبد العزيز للأعمال الفنية الخفيفة التي تحمل كوميديا دون قصة قوية ومؤثرة تجعلك تفكر في تماسكها وسياق أحداثها، وعودة الثنائي ماجد الكدواني وكريم عبد العزيز للعمل سويا بعد نجاحهما في “حرامية في كي جي 2″ في 2001، و”حرامية في تايلاند” في 2003، وآخرهم نجاح كريم أيضا مع غادة عادل في فيلم “الباشا تلميذ” في 2004.

إذا، فكل التجارب السابقة لأبطال العمل سويا مشجعة على الذهاب للسينما ولكن يبقى شيء وحيد غير مشجع بالمرة وهو إعلان الفيلم الذي شوهد في شهر أكثر من 5 مليون مرة عبر موقع YouTube! حاول تجاوزه لأن الفيلم به العديد من المشاهد الكوميدية الأخرى التي تفوق ما جاء في الإعلان.

اسم أيمن وتار في خانة تأليف الفيلم لم يكن مشجعا بدرجة كبيرة بالنسبة لي بناء على أعماله السابقة، وإن كان يحمل اسمه في داخلي أن الفيلم كوميدي وفكرته جديدة، وهذا بالفعل ما حدث، فأنت أمام فيلم “أصلي” غير مقتبس من فيلم آخر شاهدته من قبل، ربما الفكرة مستهلكة بعض الشيء وهي مساعدة الرجال لبعضهم لخيانة زوجاتهم، ولكن طريقة التنفيذ من خلال “نادي الرجال السري” جاءت مختلفة وحبكتها جديدة، ربما جاءت النهاية الدرامية غير جيدة سواء على مستوى الكتابة والتمثيل أيضا الذي جاء مبالغا فيه، وبدى واضحا أنه محاولة لإنهاء الفيلم وإلقاء الحكمة من ورائه حتى يصبح له معنى ورسالة واضحة، ولكن كان يكفي أن تكون رسالة الفيلم هي الضحك فقط دون حكم أو حل للخيانة الزوجية التي برر لها الفيلم من دون داع.

أداء كريم عبد العزيز بعد فترة طويلة من الابتعاد عن الكوميديا مازال كما هو، وكأن الزمن لم يغير منه، قدرته على تلقي “الإفيه” والرد عليه كانت مناسبة تماما للفيلم، وكذلك أداء بيومي فؤاد الذي لم يتغير رغم أنهم 3 شخصيات وإن كنت أفضل أن يمهد لهذه الخطوة من خلال نظرة ما أو اختيار الألوان أو نبرة الصوت، بدلا من تسطيح الشخصية تماما.

شخصية غادة عادل كانت تليق بها، خاصة وأنها دوما تفضل أداء الشخصيات الخفيفة، وزادتها السنوات حكمة أكثر عن دورها مثلا في “الباشا تلميذ”، فجاء دور الزوجة مناسبا لها، وكانت تجربة نسرين طافش في السينما المصرية مشجعة على استكمالها لخطوات قادمة.

ما كنت أتمناه حقا في الفيلم هو زيادة تأثير شخصية “فؤاد” أو ماجد الكدواني في أحداث الفيلم، كان من المتوقع في الفيلم أن نشاهد تطور الشخصية من رجل لا يستطيع خيانة زوجته لرجل يحاول وينجح أو يفشل وسط مواقف كوميدية، ولكنه اكتفى بدور “سنيد” للشخصية الرئيسية في الأحداث “أدهم” أو كريم عبد العزيز، كنت أنتظر مساعدته بشكل أكبر من مجرد تواجده في المشهد دون تأثير على الأحداث، وإن كنت حذفت الشخصية أو استعنت بممثل آخر غير ماجد الكدواني لكان الأمر مقبولا، فالدور لا يحتاج لموهبة بحجمه.توظيف عناصر الفيلم التي أجادها المخرج خالد الحلفاوي كانت مناسبة مع فكرة فيلم بسيطة كهذه ولا تحتمل أي “فزلكة”.في النهاية أنت أمام فيلم كوميدي جيد كانت نقطة ضعفه الوحيدة محاولة توصيل رسالة درامية، ستخرج منه ضاحكا ولكنك لن تتذكر جملة معينة “علقت” معك!

*المصدر ..مقال مي جودة “في الفن”

التعليقات متوقفه