معرض الكتاب ليس للفرجة

313

ذهبت إلى معرض الكتاب يوم جمعة،،كان من الصعب إيجاد مكان للسيارة فى أرض واسعة ازدحمت عن آخرها بالسيارات،،ولَم يكن هناك منادي سيارات فرحلنا أنا وابني لنعود فى الجمعة التالية،،هذه المرة مبكرا،،ولنجد مكانا،،ولندخل،ونكتشف حجم المعرض الهائل،ولَم نعرف من أين نبدأ،،ولَم نجد لوحة كبيرة مثلا عليها خريطة المعرض وأجنحته،اعتقدت أننا سنجد ببساطة اوراق أو بروشور يوزع من المنظمين يساعدنا فى الوصول الي الموقع الذي نبحث عنه،او الدار التي نريد كتبها،أو الندوات التي ستقام ولكن لا شىء والزحام يشتد ويشتد،،وكأن مصر كلها جاءت لمعرض الكتاب، وهي فكرة أسعدتني لاننا متهمون بأننا لا نحب القراءة،،ولا تعب أدمغتنا،، بينما الزحام فى المعرض يقول عكس هذا،ومع ذلك ظلت فكرة البحث عن دور الكتب التي أريدها تشغلنا وكان القرار هو ان ندخل أي جناح فى طريقنا حتي لا نضيع مزيدا من الوقت،،كان الجناح الثالث،،والذي أخذناه بالعكس،طبقا للزحام الاخف،ولنكتشف أن علينا أن نمر،فى اي جزء من أجزاء
الجناح الثلاثة،علي جهاز الامن،ونضع حقائبنا،وهذا أمر مهم نثني عليه من أجل الامن والامان،لكن، لماذا لم يحدث عند دخولنا من بوابة المعرض نفسه؟ ولماذا مع هذا الزحام الشديد،جدا،نمر بنفس الخطوات فى كل موقع،وليس كل جناح،،قبل ان نأخذ رحلتنا فى البحث عن الكتب،،ونبدأ فى الشعور بأننا أخطأنا المكان،فلا علامات إرشادية،،كما ان الزحام لا يترك مساحة حتي لقراءة العناوين كاملة،،ومع ذلك يبدو الزحام ممتعا أحيانا وأنا أري الاطفال فى المقدمة،ممسكين بيد أمهاتهم وآبائهم،أو قافزين نحو مكتبة لديها كتب ملونة،اوتلك التي تدفع الطفل للتفاعل من خلال الاستيكرز،،وفجأة،،نكتشف مع كتب الاطفال ألعاب،و جزء،مخصص لاعمال السيراميك والفخار! وكله للأطفال،،ونخرج الي مكان قريب،يتضح انه مكتبة قصور الثقافة،،وكتب رائعة لا يعطيك الزحام فرصة للتفكير فيها لأن هناك من سيخطفها(علمت بعد هذا انها الاقل سعرا فى المعرض) فى هذه الزنقة تحاول ان تسأل اي شاب،او فتاة يعلق بادچ المعرض( المتطوعون)عن الجناح الذي تريده،او عن الدار التي تريد كتبها،فيعجز عن الرد،ويخبرك بأن عليك الذهاب للمركز الاعلامي الذي لا تجد لديه ردا إلا الذهاب الي الجناح الاول،قتقرر ان تستفيد بالوقت،وبالمكان الذي تتواجد فيه حتي لا تعود اليه،وان تقوم بنفسك بمرحلة الاكتشاف حتي تصل الي هدفك،،اما الجيل الجديد،اي الابن المحب للعبة مثل الشطرنج،فإنه اعتقد أنه سيجد كتبا عنها فى دور الكتب الاجنبية،،وظل يسأل عنها حتي وجدها بعد ساعات طويلة،ليجدها صغيرة،محدودة ولا تمتلك التنوع المطلوب فى معرض دولي كبير،نظر الي ليقول فى غضب :لو كانوا قد وضعوا فى هذا المعرض موظف او متطوع ومعه جهاز كومبيوتر مهمته ان يدل الزائرين على المحتوي الذي يبحثون عنه،فى الأجنحة ودور العرض،لكانوا حلوا مشكلتي وأغلب من يبحثون عن كتب بعينها وحتي لا يدوخ الزائر ساعات طويلة بدون الوصول للكتب التي يريدها،نحن لم نأت هنا للفرجة،او الفسحة،،وانما للبحث عن الكتب التي نريدها،،وحتي عندما نجدها فإن أسعارها مرتفعة،،عارضته لأني أشتريت بعض الكتب من هيئة الكتاب والهيئة العامة لقصور الثقافة فأدعي أنني نشنت على كتب؛
الحكومة ؛لانها الأرخص!!،،مع ذلك كله فقد كان الجميل فى هذا اليوم هو الشعور بأن الكثيرين من الناس حضروا لإدراكهم بأنه-اي معرض الكتاب-حدث مهم،ومناسبة لا يصح ان تفوتهم،سواء اشتروا كتبا أم لا،وقد سمعت البعض يسأل عن العروض والمسرح والسينما،وكان المعرض فى مقراته السابقة يهتم بالندوات والعروض،ويعطيها اهتماما كبيرا لمسته بنفسي من خلال المشاركة،لكنني اكتشفت،قبل نهاية اليوم،ان الندوات والعروض تقام فى الدور الثالث من احد الأجنحة، وبدون اهتمام بالدعاية لها فى المساحات الواسعة للملعب،اقصد أرض المعرض التي ضمت عددا كبيرا من الكافيهات وأماكن الراحة،بأسعار عالية،،لا تناسب بالضرورة الجميع،،خاصة هؤلاء الذين حضروا مع أولادهم ليقيموا علاقة جديدة،اومتينة،مع الثقافة ممثلة فى الكتاب،والكثيرون منهم تكبدوا مشقة البحث عن الباصات المخصصة للذهاب للمعرض،والتي لم تكن متواجدة فى اماكن عديدة،وهي ملاحظات قليلة على حدث مهم،بل شديد الاهمية بالنسبة لكل المصريين،ولدولة عليها ان تدعم الثقافة،والقوي الناعمة المصرية،وفِي مقدمتها الكتاب والأدب والمسرح والسينما،وتحيا الثقافة المصرية.

التعليقات متوقفه