رسائل جمال نكروما

742

علي شاشة قناة «تن » الفضائية، الخاصة حل جمال نكروما ضيفا على برنامج «رأي عام» الذي يقدمه عمرو عبد الحميد يوميا ويجتهد مع فريق العمل فى اختيار موضوعاته،وفِي تطوير المحتوي،وفِي هذه الليلة،مساء امس الأول، كانت مصر فى وضع مهم كدولة بعد ان أصبحت رئيسة الاتحاد الافريقي وتسلم الرئيس السيسي المهمة فى أديس آبابا،وهو ما رأيناه مباشرة فى تغطيات إخبارية على الشاشات العامة والخاصة،ولكن كانت هناك أوقات حرة،علي المسئولين على الشاشات ملئها أثناء زيارة الرئيس،وحوارات قادة أفريقيا حول الفترة القادمة وما ستقدمه مصر أثناء رئاستها، وهنا تبدو الفروق بين القنوات فى التعامل مع الموقف،بل تبدو الازمة واضحة فى السلوك الاعلامي تجاه هذا الحدث المهم وحيث ذهب إعلاميون مهمون من شبكات وقنوات خاصة ومرموقة مثل وائل الإبراشي «قنوات أون» وريهام السهلي «قنوات س ب س»وعمرو خليل «د م س»وخالد أبو بكر «الحياة» وهناك،فى أديس أبابا،لم يجدوا ما يفعلونه فى أوقات كثيرة سوي ان يجلسوا معا للدردشة حول أفريقيا، وحدهم بدون خبراء ولا ضيوف، وهذا ليس لوما لهم،ولكن لمن تركوهم فى هذا الموقف امام المشاهد، وتركونا نبحث بين القنوات عن برامج تقول أشياء مهمة عن افريقيا والحدث المهم فلا نجد الا برنامجين،الاول قديم كانت تقدمه قناة أون فى بدايتها عن أفريقيا ثم توقف بعد بيعها وانتقال ادارتها لملاك جدد،ثم عاد من جديد باسم مشابه هو«فى أفريقيا» وعلي شاشة« د م س»،،،أما البرنامج الثاني فهو المذكور فى البداية،،اي «رأي عام »علي قناة «تن »الخاصة ايضا،والذي لم يذهب مقدمه خارج الاستديو،ولكنه استطاع ان يقدم لنا علاقة مصر بأفريقيا بشكل مؤثر باستضافته لجمال نكروما،ابن المناضل والزعيم الافريقي الكبير كوامي نكروما الذي دافع عن استقلال بلاده عن الاستعمار البريطاني فى الخمسينات من القرن الماضي وجاء الي مصر،وحصل على دعمها السياسي فى زمن عبد الناصر،وعلي مستوي آخر،تزوج نكروما من سيدة مصرية هي فتحية رزق التي أصبحت فتحية نكروما، وانجب منها ولدين وبنتا،وفِي البرنامج تفاصيل كثيرة مهمة عن العلاقة بين المصريين والأفارقة من خلال هذا الحوار الذي يضع يده على مناطق حساسة فى نظرة الطرفين للآخر والتي لخصها جمال نكروما- الخبير بالشئون السياسية فى الاهرام- فيما يتعرض له شخصيا حين يذهب لبلده غانا وحيث يصفونه هناك بالمصري،بينما هو فى مصر غاني …! ويأخذنا الحوار للماضي، السياسي والانساني، وعلاقة مصر بأفريقيا من خلال مادة فيلمية غنية عن علاقات عبد الناصر بزعماء ورجال القارة واستقبالهم على المستوي الشعبي،ومشاهد من أرشيف الضيف لعائلته وأمه هنا وهناك،وتعاملها الشعبي والرسمي كسيدة غانا الاولي،،لقد استطاع المحاور الذكي-مقدم البرنامج- ان يعيد من خلال البرنامج والضيف تقليب تربة العلاقات القديمة بين مصر وقارتها وتقديم رسائل عديدة مهمة عن المستقبل منها ما يخص المستقبل والنظرة الانسانية للناس تجاه بعضهم البعض، وهل هي استعلائية من جانبنا؟،، وكان عمرو عبد الحميد قد بدأ برنامجه بحوار مع اثنين من المهتمين بالثقافة الأفريقية فى مصر هما الكاتب احمد عجاج مؤلف كتاب عن سياسات مصر الثقافية فى أفريقيا،والسيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية،والذي يبدأ دورته الثامنة فى مارس القادم بمشاركة اكبر عدد من السينمائيين من دول أفريقيا،والحقيقة انها كانت مناقشة غنية بالمعلومات، خاصة فيما يخص تعامل السينما والدراما المصرية مع الافارقة وقضايا أخري تخص المشترك بيننا وبين أبناء القارة السمراء،، وهكذا يستطيع الاعلاميون المجتهدون تقديم الكثير من الافكار والزوايا للمشاهد،خاصة ومصر مليئة بالمتخصصين فى الشئون الافريقية.

التعليقات متوقفه