القيادي في حزب التجمع عاطف مغاوري يكتب عن “إعلان موسكو” وقوة الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية 

250

حاول البعض استغلال دعوة موسكو للفصائل الفلسطينية أمس الأول الثلاثاء  للتحاور تحت رعاية روسية من اجل انهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية بعد اثنى عشر عاما من الانقسام البغيض الذى دفع الشعب الفلسطينى ثمنه فادحا،مما فتح شهية الدوائر المعادية لحقوق الشعب الفلسطينى بقيادة الكيان العنصرى الصهيونى والراعى الامريكى الذى لايخفى عدائه لحقوق الشعب الفلسطينى والذى عبر عنه فى كافة المواقف واخرها نقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة والاعتراف بها عاصمة للكيان،ومحاصرة الاونروا ووقف الدعم الامريكى لها فى محاولة لاسقاط حق العودة،ووقف كل اشكال الدعم لكافة المؤسسات الفلسطينية،واغلاق مكتب منظمة التحريرالفلسطينية وسحب الصفة الدبلوماسية من البعثة،وذلك للنيل من الدور المصرى فى هذا االملف الذى تتولاه مصر منذ 2005 وحتى اليوم دون ملل اوكلل،ودون ان تمن به على احد،ولكن من منطلق مسؤولياتها التاريخية والقومية وبحكم الجغرافيا والتاربخ.وان هذة المحاولات التى تاتى للانتقاص من الدور المصرى فى تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام تفقد مصداقيتها امام مواقف الاطراف فى لقاء موسكو سواء كان الداعى والراعى للقاء (روسيا الاتحادية)والتى جاءت دعوتها للقاء متزامنة مع انعقاد مؤتمر وارسو الذى دعت له الولايات المتحدة الامريكية،وسعت لحشد اكبر عدد من الاطراف الدولية لدرجة صار من المتدوال ان كل القارات شاركت ماعدا القارة القطبية تحت مسمى مؤتمر (السلام والامن فى الشرق الاوسط)والذى يبدأاعماله يوم الاربعاء13فبراير وبمشاركة 50دولة وبمقاطعة مفوضية الاتحادالاوروبى،وروسيا،وفلسطين،ومن بين المشاركين دول عربية جنب الى جنب مع الكيان الصهيونى،والذى حمل عنوانا يستهدف الحشد الدولى لمحاصرة ايران بدعوى الخطر الايرانى ،ولكن امام حرص الدولة المضيفة النائى بنفسها عن العداء الامريكى لايران ورفض العديد من الاطراف التى تم دعوتهاللمشاركة فى اعمال المؤتمرالذى يستهدف محاصرة ايران،وهو الذى كان واضحا من خلال تصريحات رئيس وزراء الكيان الصهيونى عند مغادرة فى طريقه الى المؤتمر للمشاركةوالذى اكدعلى اهمية المؤتمر،ولوجود الولايات المتحدة بجانب اسرائيل،ودولا عربية ضدالسياسات العدوانيةالايرانية والتى تستهدف تدمير اسرائيل،وهذا حسب ماورد فى تصريحات نتنياهو،كما أن كل المؤشرات تشير  الى الاجندة الاسرائيلية للمؤتمر بما يخدم الكيان الصهيونى،وبغطاء حشدالمنطقة فى مواجهة الخطر الايرانى المزعوم والذى يتم الترويج له للتغطية على الخطر الصهيونى المتحقق على الارض منذ اكثر من 70عاما،والذى تعانى منه المنطقة من ويلاته وجرائمه وفى القلب من هذة المعاناة الشعب الفلسطينى.ومما يزيد من تهافت محاولات خلق تناقض اوتنافس مابين الدور الروسى والمصرى فى انهاء الانقسام وتحقيق اامصالحة الوطنية الفلسطينية،انه ليس هناك من قريب اوبعيد مايشير الى وجود تنافس بين روسيا الاتحادية ومصرعلى هذا الملف،بل العكس والثابت ان الادوارتكاملية،كما ان الجغرافيا التاريخ يلعبان دورا اساسيا فى تاكيد الدور المصرى فى انجاز ملف المصالحة،مهما كانت الصعاب والتحديات سواء بفعل بعض الاطراف الفلسطينية او الاقليمية والدولية التى تحول دون تحقيق نتائج ملموسة على ارض الواقع،وتزيد من معاناة الشعب الفلسطينى من خلال استغلال الاطراف المعادية للشعب الفلسطينى لهذا الانقسام وفى القلب منها الكيان الصهيونى بسياساته العنصرية.ومايؤكدعلى اهمية الدور المصرى،ومركزيته هو القبول الفلسطينى لهذا الدور مهما تباينت المواقف و الادوار،ويتضح ذلك جليا من تصريحات عزام الاحمد رئيس وفد حركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية فى لقاء موسكو..ان لقاء موسكوجاء من اجل تعزيزما تم التوصل اليه فى القاهرةخاصة الجوانب السياسيةوهى الاهم،وورد فى تصريحات عزام الاحمدايضا وذلك تعقيبا على فشل اصدار بيان مشترك عن اللقاء (ان اصدقائنا الروس يريدون ان ينزعواورقة الانقسام من ايدى اعداء الشعب الفلسطينى وتحديدا الايدى الامريكية والاسرائيليةومن يساعدهم فى الساحة الفلسطينية)،كما اكدايضاعلى ان هناك جمود فى عملية المصالحة منذ حوالى عام،لافتا الى ان ماتم التوصل اليه فى القاهرة هو اساس لحوار موسكو،واننا جزء من مواجهة صفقة القرن التى ترعاها الولايات المتحدة الامريكية لاسيماوان السلطةالوطنية هى الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى ،واكد عزام الاحمد (اننا بداناحوار موسكوحتى نخرج من الجمود الحالى)،مؤكدا(لن يشرفناان نتعامل مع الادارة الامريكية الامن خلال الامم المتحدة،ولانفغل قول نتنياهو والذى يعنى نجاح اسرائيل فى فصل غزةعن الضفة،ولن نقبل بتجاوز مبادرة السلام العربية،اوتبديل اولوياتها)،والجدير بالذكر فى هذا الصدد تأكيد القيادة الفلسطينية على انه ورغم الخلافات مع ايران على الموقف من بعض الملفات فى المنطقة ،او الموقف الايرانى الداعم لبعض الاطراف الفلسطينية فى الانقسام،لن تقبل ان يتم تجنيدها ضد ايران،مشددة على ان اوصل كل الازمات والنكبات فى المنطقة هو الكيان الصهيونى وسياساته العدوانية،وما يلقاه من الدعم اللامحدود لجرائمه وتوجهاته العنصرية على كافة الاصعدة.ومما يزيد من اهمية الدور المصرى فى القضية الفلسطينية واهمية انجاز ملف المصالحة باعتبارها امن وطنى مصرى..ان اسرائيل قدمت عرضا لأقامة دولة فى غزةت متدعلى نحو750كيلومتر مربع فى سيناء،ومصر رفضت هذا العرض منذ بدايات طرحه فى اواسط الثماننيات من القرن الماضى،وهو الموقف الاصيل للقيادة المصرية الذى لايمكن التشكيك فيه اوالمزايدة عليه وهو ذات الموقف لكافة الفصائل والقيادات الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطينى الذى لايقبل عن فلسطين بديلا،وهذا لايعنى اعفاء بعض الاطراف الفلسطينية التى تصب فى الخندق المعادى لحقوق الشعب الفلسطينى من خلال المواقف الخطأ والتى تعمق الانقسام من خلال اختطاف القطاع بفعل الغيبوبة والسبوبة،وبذلك من المهام النضالية المشتركة لمصر وفلسطين هو ان نكون بالمرصاد لكافة المشاريع التى تستهدف فصل غزة عن الضفة،وهو مااكده ويؤكده الرئيس ابومازن (لادولة فى غزة ولادولة بدون غزة) والقدس درة تاج النضال الفلسطينى والعاصمةالابدية للدولة الفلسطينية.

*بقلم نائب رئيس حزب التجمع في مصر عاطف مغاوري

التعليقات متوقفه