رامى مالك.. وجائزته

308

ما بين ليلة الاحد الماضي، وصباح الاثنين، اعلنت رسائل العالم فوز رامي مالك بجائزة الاوسكار كأفضل ممثل عن دور رئيسي فى أفلام العام ٢٠١٨ عن فيلم «بوهيميان رابسودي» الذي كتبت عنه هنا فى الاسبوع الماضي بمناسبة حصوله- اي رامي مالك بطله- على نفس التقدير من جوائز البافتا البريطانية، وقبله من جوائز«الجولدن جلوب» التي تقدمها رابطة الصحافة الاجنبية فى مدينة السينما الامريكية لوس آنجلوس. رامي سعيد مالك ممثل مصري الاصل، هاجرت عائلته من مدينة «سمالوط» بالصعيد الي امريكا فى الثمانينيات، وولد هو بعد عامين من الهجرة وتعلم وشغف بالتمثيل وقرر ان يكون مستقبله، برغم إرادة والده، وبدأ رحلته اليه عام ٢٠٠٤ بمشهد واحد، وبذل جهدا شاقا فى التعلم والتدريب ودخول الاختبارات حتي انتقل من دورلآخر، ومن مساحة الي أخري، ومن السينما للتليفزيون، وبالعكس، وعلي مدي عقد ونصف من الزمان « ٢٠٠٤ – ٢٠١٩».
استطاع رامي ان يحصل على جوائز مهمة، مثل جائزة «إيمي» التليفزيونية الشهيرة عن دور كائن الكتروني- روبوت- وبعدها اكمل الطريق ليحصل على كل الجوائز الكبري فى عقد ونصف من الزمان، كما ذكرت فى بداية المقال، وليقف فى ليلة توزيع جوائز الاوسكار يذكر العالم بأصوله المصرية، وليهدي محبته الي أمه التي كانت موجودة فى الحفل، والتي طيرت وكالات الأنباء صورتها وهو يقبلها ويحتضنها فى سابقة- أوسكارية -ربما تحدث للمرة الاولي فى هذا المحفل العالمي للمحترفين والذي أضاف اليه فوز رامي ووجوده هذه اللمسة العائلية الخاصة جدا، والتي تعبر عن أهمية دور الاسرة، والام، فى مجتمعنا المصري والمجتمعات الشرقية عمومًا.
سبعة وثلاثون عاما هي عمر هذا الشاب الذي صدر السعادة لملايين المصريين والعرب بفوزه الكبير بأهم جوائز التمثيل فى العالم، وأكثرها شهرة، ولكن كالعادة فى مثل هذه الاحداث هناك من لا يريد الفرحة لنفسه أو للآخرين، بدأت نقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي بين السعداء بفوز رامي مالك، وهؤلاء الذين أنبروا لتأنيبهم، وتسفيه مشاعرهم التي تذهب الي «مواطن أمريكي ليس له علاقة بمصر»، وهنا تخرج وثائق أيضا على مواقع التواصل من حوار له مع مجلة أمريكية عن زيارته لبلده الاصلي بالصعيد، وقريته وبيت العائلة الذي تتابعت عليه خمسة اجيال منذ خمس سنوات فقط!.
ثم من أنبروا للهجوم عليه لأنه قدم فيلما سيئا !وشخصية سيئة، على الشاشة، وينبري من يكتبون عن الفن، أويحبونه لتقديم أبسط الكلمات لهؤلاء وهي: ان لا تقول رأيا فى فيلم لم تره، وألا تخلط بين الشخصية الدرامية داخل الفيلم، وبين الشخصية الحقيقية للممثل حوارات ملأت الفضاء الافتراضي، بين محب وسعيد بفوزه، وبين رافض له ومشكك فيه، وهناك من تذكر نجمنا الكبير الراحل عمر الشريف وتساءل -من منطق المؤامرة- لماذا لم يفز عمر الشريف بالأوسكار وهو النجم العالمي الشهير الذي بدأ بطلا مشاركا فى فيلم «لورانس العرب» مع ممثل كبير أيامها هو بيتر أوتول؟ ولماذا لم يحصل عليها على أدوار مهمة قدمها بعد أستقراره فى أمريكا؟..
والحقيقة إنه لا توجد ضمانة للحصول على جائزة ما إلا قناعة لجنة التحكيم بأن هذا الممثل او ذاك هو الاكثر تعبيرا عن الشخصية التي يقدمها بين غيره من ممثلي الادوار الاخري، وهناك الكثيرون من اهم وأشهر ممثلي السينما فى امريكا تحديدا رشحوا للأوسكار مرارا، ولَم يحصلوا عليها مثل ليوناردو دي كابريو وغيره، اما عن عمر الشريف فقد حصل على جائزة كبري فى السنوات الاخيرة من عمله فى السينما العالمية، وهي جائزة «سيزار» كأفضل ممثل فى السينما الفرنسية عن دوره فى فيلم «السيد إبراهيم وزهور القرآن» والذي لم ينتشر عالميا كما تنتشر الافلام الامريكية فى كل مكان، لكنها جائزة مهمة عن إبداع كبير فاق كل ابداعات ممثلي السينما الفرنسية وقتها أخيرا فإن علينا ان نتذكر أيضا أدوارا مهمة قدمها فنانون مصريون مبدعون فى السينما العالمية، ولا يزالون مثل خالد النبوي وخالد ابو النجا وعمرو واكد، وأن بحر الابداع فى الفن واسع بشرط عدالة فرص التنافس للجميع.

التعليقات متوقفه