الأمين العام للحزب الشيوعي المصري:الرئيس الأمريكي لم يكن يجرؤ على إتخاذ مواقف بشأن القدس ثم الجولان لولا تواطؤ معظم الأنظمة العربية

722

كتبت سماح عثمان :

في حوار أجرته قناة CTV الفضائية مع صلاح عدلي، الأمين العام للحزب الشيوعي المصري، حول قرار الرئيس الأمريكي ترامب بدعم سيادة إسرائيل على الجولان السورية المحتلة، أن ترامب يجسد بقراراته ومواقفه المعادية لشعوبنا العربية توجهات أكثر شرائح اليمين الأمريكي عدوانية وشراسة وعنصرية، وأن احتفاله اليوم مع نتنياهو بهذا القرار سبقه قراره بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس في محاولة لجعلها عاصمة لإسرائيل، وأن تلك المواقف الأمريكية مخالفة للشرعية الدولية ولقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة.
جاء ذلك رداً على سؤال محاورته الإعلامية هبة كميل، مقدمة برنامج “في النور” مساء أمس الأثنين حول رؤيته لقرار ترامب بشأن الجولان.
ورداً على سؤالها بشأن سبب ذلك القرار الأمريكي، وإذا ما كان نتيجة لاقتراب الانتخابات الأمريكية، قال عدلي إن ذلك ليس السبب، فقرارات ترامب المعادية للشرعية الدولية ولشعوب العالم ممتدة طوال حكمه، وهي تعبر عن التوجهات الأمريكية الدائمة وإن كانت بشكل أكثر عدوانية وعنصرية، موضحاً أن ترامب لم يكن يجرؤ على اتخاذ تلك المواقف بشأن القدس ثم الجولان، لولا تواطؤ معظم الأنظمة العربية، وهرولتها نحو التطبيع مع إسرائيل، بل وتوجه بعضها لإقامة حلف استراتيجي يمهد لصفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية ويجعل من إسرائيل حليفاً في مواجهة عدو وهمي هو الشيعة، والرئيس السيسي يدرك ذلك ويرفض هذا التوجه.
وسألته كميل عن توقعاته لتداعيات هذا القرار، خاصة وأن ردود الفعل الأولى الدولية كانت أقوى من الردود العربية، فأجاب عدلي: بالفعل كانت ردود الفعل الدولية أقوى، حتى أن تركيا التي يرأسها أردوغان الداعم للإخوان كان موقفها أقوى من بيانات الأنظمة العربية، ونحن لا نطالب تلك الأنظمة بما هو أكثر من قدراتها، ولكن هناك خطوات كان ينبغي عليها اتخاذها رداً على مواقف ترامب، وآخرها دعمه الاحتلال الإسرائيلي للجولان، منها مثلاً إعلان أن أمريكا لم تعد راعياً للسلام لأنها منخازة تماماً لإسرائيل، وهو أمر واضح للكافة منذ عقود طويلة وليس اليوم فقط، وأيضاً وقف التعامل بالدولار في صفقات البترول وتنويع التعامل بعملات أخرى كاليورو والين الصيني، وإعادة سوريا لشغل مقعدها في جامعة الدول العربية، وعودة العلاقات الطبيعية والكاملة بين مصر وسوريا.
وحول توقعاته لأشكال مقاومة هذا القرار، وهل يمكن تصاعد الأمور إلى الحرب، خاصة وأن الشعبين السوري والفلسطيني لن يقبلا بذلك، أكد عدلي أن هذه المواقف الأمريكية المعادية مع تخاذل معظم الأنظمة العربية وتواطؤها يفتح الباب واسعاً لتفجر عمليات الإرهاب، ونحن دعاة سلام قائم على العدل ويرفض الاحتلال، وبالتأكيد سيقاوم الشعبان الفلسطيني والسوري، ومن واجب الدول والشعوب العربية تقديم الدعم الكامل لهم وأن يكونوا ظهيرهم الذي يحميهم ويقويهم، دعمهم سياسياً واقتصادياً، وطبيعي أن الشعوب تلجأ لكل الوسائل لمقاومة الاحتلال ولن تقبل بفرض الأمر الواقع بالقوة، موضحاً أن بريطانيا احتلت مصر سبعين عاماً وقاومها الشعب ورحلت، وأن فرنسا احتلت الجزائر 130 عاماً ورحلت بعد حرب تخرير كاسحة، وأن شعب فنزويلا يقاوم الآن محاولات التدخل الأمريكي في شئونه، ومؤكد أن مقاومة الشعب الفلسطيني ستستمر حتى ينتصر.
وأكد عدلي أن أمريكا الآن ترفض الاعتراف بأنها لم تعد القطب العالمي الوحيد كما كانت منذ انهيار الاتحاد السوفييتي بداية التسعينات، وأن تحول العالم إلى تعدد الأقطاب وبروز الصين كقطب اقتصادي سيتصدر العالم خلال خمس سنوات، واستعادة روسيا وضعها كدولة عظمى ذات قوة عسكرية ضخمة، ولهذا تسعى أمريكا لإثبات أنها ما زالت بلطجي العالم، رغم فشلها في فرض الحصار على روسيا وعلى إيران وغيرها من الدول.

التعليقات متوقفه