هواء نقى: فيتو أمريكى فى القمة العربية

369

كيف يحدث هذا التناقض بين قيام الدول العربية بالاحتجاج على توقيع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرار اعتراف بلاده بـ»سيادة إسرائيل» على مرتفعات الجولان السورية،وإتخاذ نفس تلك الدول «العربية» قرارات بعودة العلاقات الطبيعية مع سوريا شعبا وحكومة ورئيسا،بل زادوا بعقد مؤتمرات لإعادة الإعمار،وبين حديث الجامعة العربية «الماسخ « بأن قرار عودة سوريا إلى «الجامعة» ليس مدرجا على القمة العربية المقرر عقدها بتونس يوم 31 مارس الجاري ؟!..وكيف نقرأ تصريحات الوزير مفوض السفير محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بأن جدول أعمال «القمة المرتقبة»،سيتضمن 20 ملفا معظمها عن ما أسمته «بالتدخلات الإيرانية «،ثم عن استحياء «الأزمة السورية»؟!!.. فهل هناك «أزمة» لسوريا أكثر من مقاطعة الجامعة العربية لها ؟!!..إن قرار رفض «إسرائيلية الجولان» يحتج عليه العالم بأسره بل نزيد أن «حاخامات اليهود الأصليين حول العالم لا يعترفون إطلاقا بدولة إسرائيل ولا بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان»،وهذا ما أوضحوه فى بيان لهم صباح أمس الثلاثاء،وهو ما يجب أن يدفع العقلاء من «أهل القمة»أن يستغلوا هذا الرفض الدولي و»الشهود من أهلهم « للكشف عن الوجه القبيح لأمريكا وإسرائيل والتأكيد فى قرارات رسمية أن الجولان السورية أرضا عربية محتلة وفقا لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرارا مجلس الأمن الدولي رقما 424 و338، الصادران عن مجلس الأمن، إبان حربي 1967 و 1973، وإدانة ورفض القرار الذي اتخذته «إسرائيل» سنة 1981 بفرض قوانينها وسلطاتها وإدارتها على الجولان السورية، وإعتباره ملغياً وباطلاً.وكذلك على «أهل القمة» الإنطلاق نحو عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعدما تكشفت حقيقة الحرب الكونية التي خاضتها سوريا ضد الإرهاب والإحتلال والعدوان الأمريكي ومخطط تنظيم داعش الإرهابي وداعميه ومموليه من الداخل والخارج،وأيضا المطالبة بجلاء «إسرائيل» بشكل كامل من فلسطين والجولان وجنوب لبنان،إضافة إلى حلم قرار بسوق عربية مشتركة بكل ما تحمله الفكرة من تسهيلات وتبادلات تجارية واستثمارات بينية وسهولة تنقل الأيدي العاملة العربية بدلا من الأجنبية..أما إذا لم تتخذ «قمة تونس» هذه القرارات التي ينتظرها الرأي العام العربي فلن يكون هناك أدني شك أن أمريكا كانت الغائب الحاضر فى «القمة» وأنها استخدمت «حق الفيتو» سرا وعلانية..ووقتها سنقول أنها قمة عربية بقيادة أمريكية!.

التعليقات متوقفه