شكشكة: نادية مراد الفتاة التى فضحت داعش

387

من الألغاز المستعصية على الحل فى تاريخنا المعاصر ذلك التنظيم الشيطانى الدموى الذى أطلق على نفسه اسم “التنظيم الاسلامى لسوريا و العراق”، و أطلق عليه الاعلام فى العالم كله اسم “داعش”. من هو أو هم مخترعو تلك الفكرة الشيطانية لمحاربة المسلمين و الإساءة لدينهم بذلك التنظيم ؟ من يموله بمليارات الدولارات، و يمد له يد العون كلما أوشك جيش اسلامى على القضاء عليه فى مكان ما ؟ من المستفيد من وجود هذا التنظيم الذى فاق فى وحشيته و جرائمه كل ماسبقه من تنظيمات سياسية اجرامية ؟!
سوف يجيب التاريخ على هذه التساؤلات أو لعله يعجز عن الإجابة مثلما عجز فى الكثير من القضايا السياسية. ولكن فتاة مسلمة من الأيزيديين العراقيين استطاعت أن تفضح ذلك التنظيم
أمام العالم كله. إنها الناشطةالإيزيدية العراقية نادية مراد باسي طه(25 عاماً) التى مُنحت جائزة نوبل للسلام هذا العام مناصفة مع طبيب كونغولي قضى أكثر من عقدين فى علاج النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي فى شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الذي مزقته الحرب.
فضحت نادية الوحشية و السفالة التى يمكن أن يصل اليها حملة السلاح فى مواجهة مواطنين عزل أبرياء. بدأت المأساة عام 2014 بعد دخول قوات داعش قريتهم “كوجو” فى “سنجار” شمال العراق لاحتلالها. كانوا رجال مسلحون من أجناس عديدة بينهم الأسمر و الأشقر و الأسود فى أعمار مختلفة، بعضهم شيوخ و البعض لم يتجاوزوا سن المراهقة، يسيرون فى خيلاء فى طرقات القرية بعد أن تمكنوا من هزيمة “ البشمركة “ ثم جمعوا الأقلية الإيزيدية فى القرية وصوبوا بنادقهم لقتل 600 رجل من رجالهم فى مذبحة جماعية. شهدت نادية قتل ستة من إخوانها وأمها، ثم فقدت الوعى لتفيق على صفعات أحد الجنود بعد أن أسرت مع أكثر من 6،700 امرأة إيزيدية اخذن كجاريات فى قبضة “داعش”. بعدها توالت معاناة الأيزيديات و بينهن نادية حيث حشرن فى سيارة نقل حملتهن الى مدينة الموصل لكى يتم بيعهن كجوارى. تذكر نادية كيف كانت تُضرب وتُحرق بواسطة السجائر ويتناوب على اغتصابها الجنود حتى تفقد الوعي. شهدت إجهاض النساء واغتصاب القاصرات وفصل الأطفال الرضع عن أمهاتهم،و أرغمها مسلح داعشى على ارتداء ملابس فاضحة، ووضع مساحيق تجميل. حاولت الهرب من البيت الذى أسرت به، وقبض عليها لتستمر ستة أشهر فى ذلك الجحيم. و بعد عدة محاولات أفلحت فى الهرب بمساعدة عائلة مسلمة أعطوها هوية مكنتها من دخول مخيم للاجئين فى “ دهوك “، شمال العراق حيث اتصلت بمنظمة تساعد الأيزيديين أتاحت لها اللحاق بشقيقهافى ألمانيا، و علمت منه أن أخ لهما التحق بجيش الغاصبين و يتوعد العائلة بالانتقام لأنهم كفار ! وبعد أن عولجت فى مصحة نفسية فى المانيا لتتلقى علاجا نفسيا وجسديا، وقفت نادية مراد في مجلس الأمن  في 16 ديسمبر، 2015 حكت عن جريمة الإتجار بالبشر فى النزاعات والحروب، وعن تجربتها الشخصية حيث تمت المتاجرة بها عشرات المرات فى الموصل وتلعفر والحمدانية لمدة ثلاث أشهر وطالبت بالقضاء على داعش نهائياً ومساعدة الإيزيدية، وعقاب الإرهابيين.و فى سبتمبر 2016 عينت كسفيرة للنوايا الحسنة بمكتب الأمم المتحدة المعنى بالمخدرات والجريمة، وهى المرة الأولى التى يمنح هذا المنصب رسميا لأحد الناجين من الفظائع. وفى 5 أكتوبر2018 حصلت نادية على جائزة نوبل للسلام.
ولا يزال مصير حوالي 3000 من النساء والفتيات الأيزيدية المحتجزات لدى داعش غير معروف!!.

التعليقات متوقفه