شجون مصرية: بدنا نعيش

251

كان يوم 11/11/2013 يوم الخلاص المنتظر لأهالي فلسطين الحبيبة فى غزة على أيدي شبابها عن طريق حركة تمرد، وأعلنت حركة تمرد الفلسطينية وقتها عن سلميتها « ووجهت إنذاراً إلى حماس دعت فيه إلى مبادرة تقوم على تجميد نشاط الحركة المرتقب فى حال حصولها على وثيقة حمساوية قبل نهاية يوم 8/11/2013 توافق فيها حماس على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية، وأن تسهل حماس عمل لجنة انتخابات للتحضير لها، بحيث تتم هذه الانتخابات خلال ثلاثة أشهر وأن إجراء هذه الانتخابات سيكون تحت رقابة دولية وعربية وإسلامية لضمان نزاهتها، على أن تشكل حركة تمرد لجان رقابة فى جميع المواقع.
لم تكن حركة تمرد فى غزة سهلة.. فعندما حدثت فى مصر كانت تحت غطاء إرادة حرة للجيش المصري ساند فيها الشعب وأعطاه فرصة للتعبير عن نفسه واختيار النظام الذي يراه، مع إقصاء الخونة والجواسيس والفاسدين.
أما تمرد غزة فإنه الأصعب فسيقابله الإرهاب المسلح من مجرمي حركة حماس وما يدور فى فلكها من حركات إرهابية ودعم فطري وتأييد إخواني.. وأجهضت تلك الحركة بالتهديد وقوة السلاح والبطش.
وفى هذه الأيام ينشط حراك ثوري شعبي فى قطاع غزة تحت عنوان « بدنا نعيش» الذي يبدأ كفاحه من أجل التحرر من قبضة رجال حماس، ويدعو الان إلى إضراب شامل فى القطاع ضد العنف فى مواجهة صوت القهر والجوع.
وما كان من رجال حماس فى غزة فى الأيام السابقة إلا أن أطلقت الرصاص الحي للإرهاب واعتدت على الشباب الفلسطيني بالهراوات ورشته بالغاز الفلفل وسامته أسوأ صور القمع والانتقام، من أجل إجهاض بعض التظاهرات الفلسطينية السلمية التي تطالب بالخبز وخفض الضرائب وتوفير ما يلزمهم من الحياة.
ماذا فعلت حماس من أجل القضية الفلسطينية طوال 32 عاماً منذ قيامها ؟ كان نجاحها الوحيد أنها شقت الشعب الفلسطيني وقسمته على أسس عقائدية وجغرافية كان نتيجتها إيجاد إمارة انفصالية فى غزة تحكم شعبها بالحديد والنار، ومازالت حماس تضمر للمصريين كل الحقد والكراهية فى الوقت الذي يحاول الشعب المصري تناسي ما قامت به أثناء ثورة 25 يناير من اقتحام حدود الوطن وتهريب الإرهابيين والسلاح عبر الانفاق، ولن نبعد كثيراً، ففى الوقت الذي تحاول فيه مصر إقناع إسرائيل بوقف خطط التصعيد مع حماس وتهديدها بالعودة لإجتياح القطاع هذه الأيام، ترسل مصر وفداً أمنياً يتنقل بين تل أبيب وغزة وتستغل حماس هذا الموقف النبيل فتطلق صاروخين على منطقة فى وسط إسرائيل بالقرب من تل أبيب دون مراعاة لأمن الوفد المصري وكالعادة تلجأ حماس للكذب والإنكار ثم تعود لتدعي أن آخرين هم من أطلق الصواريخ ربما منظمة الجهاد الإسلامي.
هذه هي حماس.. النقمة التي أصابت الشعب الفلسطيني وقسمته وأضعفته وأضاعت القضية الفلسطينية،ولا يجب أن ننسى أن البند الثاني من ميثاق تأسيس حماس يقر بأنها تابعة للتنظيم العالمي للإخوان.

د. عادل وديع فلسطين

التعليقات متوقفه