شكشكة: نداء إلى المهندس ساويرس

555

أصبحت مدينة الشيخ زايد تعانى من الزحام لتوافد آلاف المواطنين يوميا من القاهرة للتسوق فى مولاتها الشهيرة، و بدأت مرافقها تتداعى رغم أن أغلب مساكنها لم تُشغل بعد، وفى التجمع السكنى الذى أسكنه بالمدينة يتكرر من آن لآخر انقطاع الكهرباء، و «النت « والمياه. ومنذ أسابيع صُدم السكان بعد أن قرأوا اعلانات عن بيع آلاف الشقق فى برج من20 دور بالإضافة الى عمارات من أرضي و9 أدوار فى مشروع شراكة بين وزارة الإسكان و المهندس نجيب ساويرس. و دخل سكان المدينة فى دوامة من الحيرة، فالخبر ضربة قاضية للحلم الذى حققوه بالسكنى فى مدينة تم بناؤها كمنطقة سياحية راقية، قريبة من القاهرة وتعتبر أرقى المدن الجديدة وأميزها، و على هذا الأساس هجر بعضهم أحياء كانت راقية بعد أن تحولت الى ما يشبه العشوائيات، كالمهندسين و المعادى ودفعوا كل مدخراتهم ليشتروا الهدوء والنظافة والمساحات الخضراء الكبيرة و الجو غير الملوث، و كانوا ينتظرون بفارغ الصبر الاعلان عن انتهاء العمل فى الحديقة المركزية التى تتوسط المدينة لكى يقضوا فيها ساعات من المتعة مع عائلاتهم. وفى نهاية العام الماضى (2018) أعلن المهندس مصطفى فهمي، رئيس جهاز مدينة الشيخ زايد عن الانتهاء من تنفيذ الحديقة المركزية التي أقيمت على مساحة 65 فدانا، وأن الافتتاح سيتم فى بداية عام 2019، وأن الحديقة بها مناطق تجارية وترفيهية على أعلى مستوى، كما تشمل مطاعم وكافتيريات، ونافورة مضيئة، بجانب مساحات كبيرة خضراء وأشجار مميزة وممرات للمشاة…الخ وقبل أن يفيق السكان من الحلم الجميل تواترت أخبار مزعجة أثارت الرعب فى نفوسهم تنبئهم بأنهم يعيشون فى وهم كبير، فقد أعلنت وزارة السكان أنها منحت المهندس نجيب ساويرس أحقية إدارة الحديقة المركزية مقابل دخولها شريك معه فى الأبراج. وأعلن المهندس ساويرس أن لا دخول للحديقة إلا من خلال كارت تسجيل لا يقل عن 100 جنيه (للفرد!!) يمكن استخدامه داخل الحديقة فى الكافتيريات والمطاعم، وأن المحظوظين من ملاك أبراجه السكنية فقط سيستمتعون بالدخول مجانا الى جانب الفرجة عبر نوافذ أبراجهم الشاهقة، فرك السكان عيونهم متسائلين هل هذا كابوس أم واقع و حقيقة ؟! المهندس نجيب ساويرس ينتمى لعائلة مشهود لها بالوطنية والكفاءة وهو بالذات افتتح و تبنى مشاريع عديدة لخدمة مصر ولتشجيع المثقفين و المساهمة فى مشاريع صحفية عملاقة.و أسرع بعضهم الى حسابه على «تويتر» ليسألوه فإذا به يؤكد الخبر !! وانه بدأ فعلا فى التنفيذ و يبشر السكان بخير كبير منه !! فهل سيظل مصرا على اتمام مشروعه الذى يتنافى مع خطة إقامة المدينة ويكررمأساة أحياء القاهرة التى كانت هادئة ثم تحولت إلى غابات خرسانية!، ولماذا لم يقم المشروع فى الظهير الصحراوي الذى تملكه الحكومة ؟! وماهو رده على البيانات العاجلة التى أصدرها بعض نواب الشعب اعتراضا على المشروع و قول أحدهم إنه طالب شخصيا بزيادة دورين لمستشفى زايد وتم الرفض بإدعاء مطار سفنكس !

التعليقات متوقفه