«حفتر» يتصدى لخطة قطر وتركيا لنقل الدواعش من سوريا إلى ليبيا

260

تخوض القوات المسلحة العربية الليبية، بقيادة المشير خليفة حفتر، حربا ضروسا ضد حلف المتطرفين فى طرابلس بتواطؤ من أعضاء فى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا.
وأمام تقدم القوات المسلحة (الجيش الوطني الليبي) فى طرابلس لجأ المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، إلى الاستعانة بكل أنواع الميليشيات الخارجة عن القانون، بمن فى ذلك الميليشيات المتطرفة والمقاتلين المحسوبين على كل من تنظيم القاعدة وداعش والإخوان.
ولم يكن يتسنى التواصل مع السراج للرد على هذه المعلومة.
وانتشر مقاتلون من تنظيم داعش فى جنوب طرابلس خلال اليومين الماضيين بعد أن تم جلبهم إلى العاصمة باتفاق بين السراج، والعميد مصطفى الشركسي قائد ما يعرف بسرايا الدفاع عن بنغازي التي تضم إرهابيين ومصنفة من جانب عدة دول عربية بأنها منظمة إرهابية.. وتقوم جماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة، المرتبطة بتنظيم القاعدة، بمساندة السراج فى مواجهة القوات المسلحة الليبية. وتحركت قيادات من هاتين الجماعتين بقوة فى كل من قطر وتركيا من أجل تقدم الدعم إلى خصوم الجيش.
ومنذ إعادة ترتيب أوضاعها فى 2014، بعد القصف العنيف الذي تعرضت له على يد قوات حلف الناتو فى 2011، وضعت القوات المسلحة الليبية، من مقر انطلاقها فى الشرق، نصب عينيها تحرير كامل التراب الليبي من الجماعات المتطرفة ومن كل الجماعات التي تحمل السلاح خارج نطاق القانون.
ويبدو أن تحرك الجيش بقوة فى اتجاه طرابلس، منذ الأسبوع الماضي، جاء لاستباق خطة قطرية تركية لنقل الألوف من تنظيم داعش ممن كانوا يقاتلون فى العراق وسوريا، إلى ليبيا. وكشف عن هذه الخطة جهازا الاستخبارات ومكافحة الإرهاب فى طرابلس، وهما الجهازان اللذان يرفعان تقاريرهما إلى السراج.
وقال مصدر فى المخابرات فى طرابلس إن السراج علم بالخطة وتفاصيلها، وأنه لم يتخذ أي إجراء لمنع تنفيذها. وأضاف أن تنفيذ هذه الخطة القطرية التركية لا يستهدف الدولة الليبية فقط، ولكنها موجهة إلى دول الجوار وعلى رأسها مصر.
وما أثار حفيظة العديد من القيادات العسكرية والأمنية فى عموم ليبيا، أن السراج بادر بالعصف بعدد من رؤساء الأجهزة، ومنها جهاز المخابرات العامة الذي كان يرأسه عبد السلام التهامي. بينما ذكر المصدر نفسه أن اللواء رشيد الرجباني، رئيس جهاز المباحث العامة، فضل الابتعاد عن المشهد، منذ الشهر الماضي، بعد أن وجد أنه فى مرمى نيران رجال السراج، خاصة من الجناح الموالي لجماعة الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة.
وتضمن التقرير الذي كان رجال الأمن المناوئين للجماعات المتطرفة فى طرابلس قد أبلغوا به السراج لاتخاذ موقف عاجل، من أجل إنقاذ الدولة، أن تركيا تسعى لتسيير خط طيران مخصص لنقل مجموعات من الدواعش من حدودها مع سوريا، إلى ليبيا، بتمويل قطري.. وسلم هذا التقرير إلى السراج، العميد محمد بشير، رئيس جهاز مكافحة الإرهاب فى طرابلس، إلا أن المصادر الأمنية أفادت بأن السراج رد بغضب على العميد بشير، حيث بدأ السراج بصفته رئيس المجلس الرئاسي فى البحث عن الجهات التي تمكنت من جمع معلومات تفصيلية عن الخطة التركية القطرية.. وعلى هذا أطاح السراج برئيس جهاز المخابرات، التهامي، وعدد من القيادات الأخرى. وهو نفس التوقيت الذي اختفى فيه اللواء الرجباني من المشهد.
وكان كل من جهاز المخابرات بقيادة التهامي، وجهاز المباحث العامة، بقيادة الرجباني، قد تمكنا من رصد اجتماع دبلوماسي تركي فى طرابلس مع دبلوماسيين إقليميين يهدف إلى تنفيذ خطة نقل الدواعش إلى ليبيا، بتمويل قطري، وإعادة توزيعهم ما بين ليبيا ودول الجوار، منها الجزائر ومصر والنيجر. ومع دخول القوات المسلحة الليبية إلى طرابلس، لإنقاذها من التدخلات الدولية والإقليمية المشبوهة، كشفت التحالفات المتطرفة عن وجهها، وقررت دعم السراج فى مواجهة تقدم القوات المسلحة إلى العاصمة. وأرسلت كل من قطر وتركيا أسلحة ومقاتلين وخبراء عسكريين لمؤازرة القوات المناوئة للجيش، وسط تخبط للقرارات الدولية وانحياز بعضها بشكل سافر إلى الاستمرار فى الدفاع عن شرعية السراج، رغم استعانته بجماعات مصنفة كمنظمات إرهابية فى معظم دول العالم.. وتضم الميليشيات التي يعتمد عليها السراج مجموعات جهوية خارجة عن القانون من مصراتة وطرابلس والزنتان، ومجموعات متطرفة من جماعة الإخوان والقاعدة وتنظيم داعش. وأعلنت بعض هذه الجماعات من قطر وتركيا وقوفها مع السراج فى حربه ضد القوات المسلحة الليبية.
وقالت المصادر الأمنية إن الحلف القطري التركي أخذ فى تجنيد كل الإمكانيات من أجل دعم الميليشيات فى طرابلس بالسلاح وبمزيد من المقاتلين. وأوضحت أن مجموعة العميد الشركسي على سبيل المثال (سرايا الدفاع عن بنغازي الإرهابية) تلقت طلبا من السراج بالدخول فى المعركة ضد القوات المسلحة الليبية، وأن الشركسي اشترط على السراج أن يأخذ لجماعته مقر معسكر تاجوراء فى جنوب طرابلس.. وتضم مجموعة الشركسي مقاتلين متطرفين من تنظيمي داعش والقاعدة والإخوان، من جنسيات مصرية وتونسية وأفريقية. ويتولى التنسيق معه فى إدارة المعارك فى جنوب العاصمة، نائب رئيس المجلس الرئاسي، محمد العماري، القيادي فى الجماعة الليبية المقاتلة. وتسبب انحياز السراج للجماعات المتطرفة فى صدمة لدى عدة ميليشيات فى طرابلس ومصراتة والزنتان، وهي المدن الثلاث التي تملك قوات ضاربة. بينما تحقق القوات المسلحة تقدما ملموسا على الأرض للقضاء على الفوضى فى العاصمة وما حولها.

عبد الستار حتيته

التعليقات متوقفه