شجون مصرية.. رحيل البشير

300

السودان.. ثالث أكبر بلد فى أفريقيا بعد الجزائر والكونجو، والثالث فى العالم العربي بعد الجزائر والسعودية، والسادس عشر على نطاق العالم بمساحة تقترب من مليوني كيلو متر مربع.. يتمتع بموارد طبيعية متنوعة كالأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمعدنية والغابات والمياه العذبة، كما يشكل النفط نسبة كبيرة من دخل حكومته وقطعة من الأرض تسمى مشروع الجزيرة تكفى لتوفير الغذاء لنصف العالم العربي.
كل هذه الموارد لم تجد من يحاول استغلالها عبر عصور من الرؤساء والحكام بل من أجل رفاهية الشعب السوداني، بل عانى هذا الشعب من صراعات ومعارك كثيرة انتهى البعض منها بنهايات مؤسفة كما حدث فى انفصال الجنوب بعد حروب استمرت عشرين عاماً، وكانت مأساة دارفور واحدة من الكوارث التي تورطت فيها حكومات السودان، ثم كانت أزمة كردفان.. كل هذه الأحداث تركت أثاراً سيئة على الواقع الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للشعب السوداني، وقد شجع البشير وساند على إبادة وسلب ونهب أهالي دارفور المسالمين الذين يرعون الماشية ويزرعون فى مناطق مساكنهم لسد احتياجات أسرهم.
إن ما يحدث فى السودان الآن ليس جديداً.. فقد عاش الشعب السوداني فى صراعات دينية وسياسية وتناقضت أساليب الحكم بين نماذج رفيعة قدمها الجنرال سوار الذهب الذي ترك السلطة للشعب ليكون الوحيد فى تاريخ الحكام العرب، وما بين سلطات استباحت موارد الشعب وحريته، بالبطش والقوة، وكان البشير أسوأ من حكم السودان فقد أصر على البقاء فى السلطة رغم إرادة الشعب حتى جاءت نهايته معتقلاً فى سجن كوبر بالخرطوم محاصراً بجيشه وطوفان من البشر خرج للشوارع مطالباً إياه بالرحيل بعد ثلاثين عاماً قضاها فى الحكم.
أما عن علاقة البشير بمصر فقد كانت واضحة.. عداء وكراهية.
لقد ذهب هذا الرجل الذي خرب السودان واستولى على أمواله وحرمه من السلام والتقدم.. والنصرة لهذا الشعب السوداني العظيم فالسودان يكمل مصر أرضا وشعبا.

د. عادل وديع فلسطين

التعليقات متوقفه