رئيس تحرير “الأهالي” تكتب عن هجمة إخوانية يائسة

429

يلعب التوقيت دورا مهما فى تجدد الدعوات لتشكيل التحالفات السياسية التى تقودها جماعة الإخوان وأنصارها من أكاديميين وصحفيين وإعلاميين ومحترفى الارتزاق من العمل السياسى والإعلامى ضد الدولة، من منصات الدوحة وأنقرة ولندن وواشنطن، ممن يشكلون الذراع المدنية للجماعة الدينية الفاشية.أخر تلك الدعوات أطلقها أيمن نور، الذى يهوى تعريف نفسه بالمرشح الرئاسى السابق، بدعوة مائة شخصية مصرية من الداخل والحارج، معظمها من جماعة الإخوان أو الأحزاب الدينية الداعمة للجماعة أو المنشقة عنها، وعدد لا بأس به من عاصرى الليمون من جماعة فندق فيرمونت الشهيرة، التى ساندت محمد مرسى فى الانتخابات الرئاسية، لإقامة حوار وطنى قبل 30 يونيه المقبل، من أجل ما سماه «إنقاذ مصر، وتشكيل بديل وطنى مقبول داخلياً وخارجياً».

السبب الذى دفعه لذلك فسره بما أسماه «مهزلة الاستفتاء على تعديل الدستور».أما الوهم الذى قاده إلى إطلاق دعوته، فهو أن «المهزلة» أتاحت له ولجماعته فرصة يجب اقتنصاها «لتنامى حالة الوعى والغضب من ممارسات النظام وسياساته، التى تأخذ الجميع نحو الهلاك» كما يزعم.

لم يكن غريباً أن يتلقف «حسن نافعة» الدعوة ويدعمها، ويقدم دروساً فى كيفية التغلب على أوهام تعترض تحقيقها، وتعالج ما يقول إنها «الجراح التى خلفتها أحداث 30 يونيه»، وتجعلها كما يتوهم هو نفسه «عاجزة عن مواجهة نظام السيسى رغم التراجع الكبير فى شعبيته» دون أن يقدم لنا قياساً لتراجع تلك الشعبية، غير الفحيح والأكاذيب والترهات التى يبثها إعلاميو جماعة الإخوان فى البى بى سى ومكملين والشرق والوطن وغيرها ممن تغدق عليهم أجهزة مخابرات عربية وإقليمية.أما كيف يتم ذلك، فهو يدعو للتلاحم بين العلمانيين والاشتراكيين والإسلاميين والرأسماليين، لأن الأجواء كما يزعم باتت مواتية «لاستعادة التلاحم فيما بينها، خاصة بعد التعديلات الدستورية».أما سبب عدم الغرابة فى هذا الدعم والمؤازرة، أن الدكتور نافعة أضحى متعهد مطالبات «المصالحة الوطنية» وفيلسوف جماعة الإخوان الأكاديمى، وخبيرها الاستراتيجى المدنى منذ ما قبل ثورة 25 يناير 2011 كثيراً!

لا يخلو توقيت صدور تلك الدعوة من مغزى، فنتائج التصويت على التعديلات الدستورية، أصابت أعداء الدولة المصرية بهلع.ليس فقط بسبب فشل دعوتهم لمقاطعة الاستفتاء، بل أيضاً لحشود المصوتين التى رصدتها واعترفت بكثافتها بعض منصاتهم الفضائية. فقد بلغت نسبة المشاركة 44.33% من بين 27.1 مليون ناخب، ووصل عدد من قالوا نعم بينهم 23.4 مليون ناخب بنسبة 88.83% من الأصوات، بينما بلغت نسبة من قالوا لا 11.17% بعدد مليونين و945 ألف ناخب، فضلاً عن 831 ألفا من الأصوات الباطلة.

وتأتى الدعوة لتلاحم القوى الهزيلة لمعارضى الدولة المصرية فى الخارج، بعد السقوط المدوى لنظام البشير الإخوانى فى السودان، وإصرار قوى الحرية والتغيير فى الخرطوم على اقتلاعه نهائيا. ولا يخفى على أحد تلازم تلك الدعوة مع سعى الإدارة الأمريكية لإدراج جماعة الإخوان فى لائحة الجماعات الإرهابية. فضلاً عن تغير الموقف الأمريكى والدولى من حكومة السراج الإخوانية، ودعمها لسعى الجيش الوطنى الليبى لفرض سيطرته على طرابلس وكامل التراب، والقضاء على التنظيمات الإرهابية المدعومة من قطر وتركيا، بعدما أدى الصمت على انتشار ها، إلى تصاعد وتيرة الإرهاب الجهادى الدولى، وارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية إلى الدول الغربية.

ما يفوت على دعاة «التحالف الوطنى» لإخراج جماعة الإخوان من المآسى التى وضعت نفسها فيها، أن لا أحد يثق لا فى معارضى الخارج ولا حاملى لواء الدعوة، ولا معظم المدعوين إليها، وكثيرون بينهم تبرأوا منها.

أما المؤكد فإن الماضى الذى يلهثون لاسترداده، لن يعود، وأن ما بات يهم الدولة المصرية هو العدو نحو المستقبل، والارتقاء بمواطنيها، برغم نعيق الجماعة وأنصارها.

*جاء ذلك في مقال منشور في جريدة الوفد كتبته أمينة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالي 

التعليقات متوقفه