تشيع جثمان “بهية” السينما المصرية محسنة توفيق التي لطمت على وجهها بسبب “كامب ديفيد” ..كانت من أوائل المنضمّين إلى حزب التجمع مع يوسف شاهين وجميل راتب وسيد حجاب وعبد العزيز مخيون..

1٬769

شيع المصريون، ظهر اليوم  الثلاثاء، جثمان الفنانة الراحلة محسنة توفيق، التي وافتها المنية أمس عن عمر يناهز الـ80 عامًا، بعد صراع مع المرض.وأدى العديد من أقارب وأصدقاء الفنانة صلاة الجنازة، في مسجد السيدة نفيسة..

و لطالما التحمت الفنانة المصرية الراحلة محسنة توفيق بالشارع واشتبكت مع السياسة،كعضو في حزب التجمع وبعض الحركات الأخرى، وإلى جانب المسرح والسينما والتلفزيون اشتهرت بمواقفها السياسية الصلبة، التي غالبا ما كلفتها كثيرا،..كان الاسم الذي التصق بالراحلة هو “بهية” نسبة إلى الشخصية التي قدمتها في فيلم “العصفور” (إنتاج 1972) للمخرج المصري يوسف شاهين (1926-2008)، حينما جسّدت أيقونة النضال والثورة ضد الفساد وعبّرت عن رفضها الرضوخ للواقع بجملتها الشهيرة في نهاية الفيلم “لا.. لا هنحارب”، وهو الفيلم الذي كان المخرج شاهين يبحث من خلاله عن أسباب هزيمة 1967، ويستخلص في نهايته رغبة الشعب المصري والعربي في النضال، ما جعل الفيلم بمثابة فيلم تسجيلي يوثق الحالة الوجدانية للشعب في تلك الفترة، وما صاحب النكسة من حراك وعزيمة وإرادة لمحو آثار الهزيمة.

وكان آخر ظهور للفنانة في ندوة ضمن فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان أسوان السينمائي الدولي لأفلام المرأة، فبراير الماضي، وذلك بمناسبة تكريمها في ذلك المهرجان. تحدثت الفنانة المخضرمة آنذاك عن مسيرتها الفنية التي صاحبتها مضايقات أمنية في السبعينات نظرا لمواقفها السياسية الجريئة، فكانت توفيق من أوائل المنضمّين إلى حزب التجمع حين تأسيسه عام 1976، بصحبة مجموعة من الفنانين على رأسهم يوسف شاهين وجميل راتب وسيد حجاب وعبد العزيز مخيون.

وعارضت محسنة توفيق آنذاك سياسات الرئيس المصري الأسبق، أنور السادات، وأعلنت رفضها لزيارته القدس المحتلة (1977) واتفاقية كامب ديفيد (1978)، وأعلنت وقتها في تصريح شهير، أنها شرعت في “اللطم على وجهها”، وأن صوت المذيع الذي أعلن الخبر لا زال يتردد في أذنها. كان نتيجة ذلك صدور “تعليمات سرية” بعدم ترشيحها لأعمال فنية كما روت الفنانة قائلة: “قيل كثيرا بلاش محسنة توفيق تمثل، ورئيس التلفزيون زوج أختي هو من أبلغني بذلك، بسبب مواقفي السياسية، وقلت له لن أغير مواقفي، لذلك ظلت هناك تعليمات سرية بعدم ترشيحي للأعمال الفنية”.

وقبل السادات كانت الفنانة الراحلة من ضمن قائمة شملت 21 كاتبة وفنانة، طالتهن حملة الاعتقالات في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، إلى جانب فتحية العسال وصافيناز كاظم وكريمة الحفناوي.

زارت محسنة توفيق لبنان عام 1982، أثناء الاجتياح الإسرائيلي لبيروت، ورفضت المشاركة في وفد يضم 70 شخصية فنية لزيارة بيروت عام 2006، خلال الاعتداء الإسرائيلي على لبنان، وانتقدتهم بشدة في جريدة الأخبار الفلسطينية، وقالت حينها: “لن آتي إلى بيروت لزيارة الرؤساء. سأنزل إلى الشارع وأقول للناس إياكم ومعاهدة السلام مع إسرائيل، التجربة جلبت الخراب على مصر، الشعب يعيش مأساة حقيقية منذ أصبحت إسرائيل صديقتنا”.

شاركت الفنانة الراحلة في ثورة يناير 2011 في مصر، وكان من بين تصريحاتها: “25 يناير كانت ثورة حقيقية، ثار فيها الشعب المصري على الظلم، وطالب بالعدالة، والدليل على ذلك هو الملايين التي خرجت للشوارع لتعبر عن رغبتها في التغيير وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونحن في زمن الشعوب ولسنا في زمن القادة”.

المصدر: وكالات

التعليقات متوقفه