د. عادل وديع فلسطين يكتب :«دروس عمر بن الخطاب»

422

‎المراقب لأحوال بلدنا هذه الأيام، يجد تفاوتا طبقيا ‎غير مسبوق، فبجانب البطالة والعشوائيات والقرى ‎الفقيرة نجد الفيلات والقصور بجانب المولات والمطاعم ‎الفاخرة التي لا نجد فى محيطها مكاناً لركن سياراتنا ‎وبالكاد تتصدي الدولة لهذه الظاهرة الأليمة بإمكانياتها ‎المحدودة،ومسئولياتها المتشعبة، ويأتي شهر رمضان ليحقق ‎نوعا ما من التقارب الاجتماعي المحدود بإقامة موائد ‎الرحمن وفى نفس الوقت للأسف نجد حفلات السحور ‎التي لا تقل أسعارها عن الخمسمائة أو الألف جنيه ‎للفرد الواحد أما الشباب الثري فلايجد وسيلة للتعاطف ‎مع الفقراء غير ارتداء البنطال الجينس الماركة المهلهل ‎والمقطوع على الركبة.‎أتذكر فى هذا المجال الخليفة عمر بن الخطاب وعام ‎الرمادة،العام الذي أمتحن فيه المسلمين فى أنفسهم ‎وأموالهم وأخلاقهم، اكتفى “عمر” بالقليل من الطعام حتى ‎تغير لونه وأسود وجهه، ثم جعل يطعم الناس على الموائد ‎العامة، ويجلس ويأكل معهم ما يأكلونه وبعد أن اشتدت ‎الأزمة استغاث بعمرو بن العاص الذي أسرع بمعونته لأبعثن اليك ببعير أولها عندك وآخرها عندي ،ولم يكتف  ابن العاص بذلك بل حث زملاءه فى الشام والعراق ‎وحدود بلاد العرب على المشاركة، ولم ينس أن يوجه رسله ‎بضمان وصول الطعام إلى بطون الجائعين، وفتح رضي الله ‎عنه بيت الم ال على مصراعيه من أجل المعوزين، حتى إن لم يجد فيه شيئاً كلف كل أسرة غنية أن تطعم مثل ‎عددها من الفقراء، فعل ذلك بسلطان القانون والدين ‎اللذين يفرضان على القادرين رعاية المعوزين. هذه دروس ألقاها عمر بن الخط اب على الحكام ‎والمحكومين من أج ل التضامن الاجتماعي والإيثار‎لا الأثرة ويقوم على قول الله ” إِنَّ الله يأمر بالعدل والإحسان وإيناء ذي القربى “.
‎أما عن موائد الرحمن فهي أعظم وأرق ظاهرة عرفتها ‎مصر ولماذا لا تتكرر، ونتذكر قول المسيح عليه السلام ‎والرسول الكريم كنت عطشانا فسقيتموني وجوعانا ‎فأطعمتموني وعرياناً فكسيتموني. ‎ولماذا فى شهر رمضان فقط ؟ لماذا لا نراها طوال العام.؟

*د. عادل وديع فلسطين 

التعليقات متوقفه