مَنْ سرَّب المكالمات غير الأخلاقية لهذا النقابي العمالي ..ولماذا ؟!

506

بقلم عبدالوهاب خضر:

رغم حصولي على 6 مكالمات غير أخلاقية منذ فترة ،بطلها نقابي عمالي مصري شهير ،ونقابية من صعيد مصر،والتي يتم تداولها الأن على مستوى ضيق جدا ،إلا أنني لم أستجيب للشيطان بنشر تلك المكالمات ،والإنفراد بالسبق الصحفي ،خاصة وأن هذا النقابي العمالي وجه لي الشتائم والإهانات والتهديدات العلنية منذ 3 شهور عقب نشري في جريدة الأهالي ، تقريرا مفاده أنه تحدث مع شخصيات ومنظمات عربية ودولية حول نقل مقر منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة من القاهرة ،لكني دخلت معه في معركة فكرية وصحفية ،وتصديت لفكرة “نقل المقر”،دفاعا عن وطني وإستقراره وقدرته على إحتضان مؤسسات ومكاتب عربية وعالمية،فشرف مهنة الصحافة وأخلاقياتي تمنع الدخول في مثل هذه المعارك ،وإلا كنت قد نشرت ما أمتلك من هذه النوعية من الفضائح من مكالمات وفيديوهات مماثلة محلية وعربية حدثت في أفخم الفنادق وصلتنى بالصدفة البحتة أيضا ..وبغض النظر عن مصدر تسريب هذه المكالمات الأن ،وفي هذا التوقيت ،وبغض النظر عن تزامن ذلك التسريب مع إقتراب مؤتمر العمل الدولي بجنيف في النصف الثاني من يونيه 2019 القادم ..وبغض النظر عن دور هذا النقابي في منظمات دولية معروفة تستخدم تقاريره عن الحركة النقابية المصرية كمبرر لإدراج مصر على القائمة السوداء في الحقوق العمالية ..وبغض النظر عن كل ذلك وغيره ،فعلى هذا النقابي أن يستجيب للبيان الرسمي الذي صدر أمس من تنظيمه العمالي المجمد نشاطه – مجمد نشاطه بسبب عدم قدرته على توفيق أوضاعه وتوفير الشروط اللازمة لتأسيس نقابة عامة أو إتحاد عمالي- ،وأن يستقيل ،والبديل جاهز !.
عزيزي القارئ ،إنه بات من المهم على الحركة النقابية المصرية أو حتى العربية ألا تنزلق في المزيد من تسريب هذه المكالمات ،أو التلميح لها على وسائل التواصل الإجتماعي “الفيس بوك” مثلما حدث في بعض الأوقات،وتحجيم ذلك تماما لأن الرسالة وصلت ،والهدف تحقق ،وهذا النقابي -كنموذج- قدم لمعارضيه حبل المشنقة الذي خنقوه به ،وقضوا به على تاريخه ،وربما تاريخ من يدعموه من الداخل والخارج ..وعلى وفد العمل المصري الكثير “وزارة عمل واتحادات ونقابات عمالية وأصحاب أعمال ” ،والذي سوف يطير إلى جنيف بعد عيد الفطر المبارك ألا يجعل هذا الحدث سلاحه لمواجهة تقارير أرسلت أو سوف ترسل عن طريق “الدار ” ،ضد ما يحدث لعمال مصر ولعالم العمل والعمال ،وأن تكون أسلحته علمية وموضوعية تثبت بالأرقام والمعلومات الموثقة ما شهدته الحركة النقابية من تغيرات غير مسبوقة في التاريخ”!!”، و الناتجة عن الإنتخابات العمالية الأخيرة !،والتأكيد على أنه لا نية أبدا في تغييرات على قانون المنظمات النقابية، وأن المواد الخاصة بالشخصية الإعتبارية ،وبقاء مدة الدورة النقابية كما هي ” 4 سنوات ” حتى بعد “مؤتمر جنيف”،وتقديم ما يؤكد ويثبت أن الإنتخابات العمالية كانت أكثر من نزيهة ،وجاءت بـ”إرادت العمال” ،وأن الحكومة لم تتدخل في سير العملية الإنتخابية ،وأثبات أن التغييرات التي شهدها التنظيم النقابي سوف يكتبها التاريخ بحروف من نور ،وأن فصل العمل النقابي عن العمل السياسي ،نظام يجب أن يدرس في كل مؤسسات العالم المعنية بهذا الملف! ،وأن التنظيم النقابي المصري ناجح في إدارة موارده ،ويحقق أرباحا خيالية! ،ويعطي كل ذي حق حقه ،وأن منظمات أصحاب الأعمال وممثليها في مجلس النواب حريصة كل الحرص على خروج التشريعات خادمة لمصالح العمال الشرفاء كما حدث ويحدث الأن مع قانون العمل المرتقب “!!”
. ..كلي ثقة في وفد عمل مصر “كما وكيفا”،والذي جرى إختياره طبقا لمعايير موضوعية وعلمية تعتمد على الفكر والثقافة ،والكفاءة وحسن الأداء! ،في زحزحة مصر من القائمة القصيرة المعروفة إعلاميا بالقائمة السوداء للحقوق العمالية ،بعد أن أدرجتها لجنة الخبراء الدولية على القائمة الطويلة منذ أيام بتهم تدخل الحكومة في العمل النقابي ،وعرقلة عملية توفيق الأوضاع ،وبقاء باب النجار مخلوعا ،وإستمرار الوضع كما هو عليه بعد الإنتخابات!!،وهذا ما سيتم الرد عليه ونفيه طبعا بالوثائق سواء من وزارة العمل أو إتحاد العمال أو إتحاد الصناعات.
..وفي النهاية ورغم إختلافي مع هذا النقابي جملة وتفصيلا ،وشكلا ومضمونا وموضوعا،ولكني أنصح بوقف هذه المهزلة وعدم تضييع الوقت والشماتة ،والتركيز في ما هو أجمل وأنفع من أجل مصر العزيزة ،المقبلة على نهضة كبرى ،وعيد فطر ،ومؤتمر جنيف ،وتغيير وزاري واسع ..وربما لقاء مرتقب يجمع كل هذه الأطراف في غرفة واحدة ومغلقة وبترتيبات تجرى الأن سرا “!!” ….وللحديث بقية .

*عبدالوهاب خضر

التعليقات متوقفه