طبول الحرب الأمريكية ..هل تهدد إيران وحدها !؟

480

بقلم : محمد فرج
تتسارع دقات طبول الحرب الأمريكية ضد إيران، وتتحرك البوارج وحاملات الطائرات الأمريكية لتهيمن على المياه الدولية والإقليمية في الخليج العربي، لتذكرنا بهستيريا تحركات آلات الحرب الأمريكية والبريطانية ضد العراق في العقد الأخير من القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي، وبينما كان الغطاء السياسي الزائف لدق طبول الحرب الأمريكية ضد العراق تدمير أسلحة الدمار الشامل العراقية، ومواجهة النظم الاستبدادية ونشر الديموقراطية؛ فإن الغطاء السياسي المعلن لدق طبول الحرب ضد إيران هو مواجهة ترسانة الأسلحة النووية الإيرانية، ومواجهة نظام حكم الملالي الشيعي الإيراني، وأذرعه الإرهابية التي تعمل في كل من لبنان وسوريا والعراق واليمن.
فهل هذه هي الأهداف الأمريكية الحقيقية لتسارع دقات طبول الحرب وهستيريا حركة المعدات الحربية بين المحيطات والبحار والخلجان في منطقتنا العربية؟
بداية لسنا الآن في موقع تقييم نظام الحكم الديني في إيران، ولا في موقع تقييم الأدوار الإيرانية المختلفة في كل من سوريا والعراق واليمن، بل نحن بصدد تحليل حقيقة التحركات الأمريكية الراهنة التي تضع منطقتنا العربية والعالم كله على شفى حفرة من نار، بانتهاج سياسات التهديد والوعيد ودق طبول الحرب، وسياسات حافة الهاوية.
تقوم السلطة الأمريكية وعلى رأسها السيد ترامب بدق طبول الحرب العسكرية ضد إيران، والتجارية ضد الصين، والاقتصادية ضد روسيا، وتدير حركة الميليشيات الإرهابية ضد الجيش الوطني والدولة السورية وضد كل من روسيا وإيران على الأراضي السورية، وتشارك تركيا وقطر وبريطانيا في نقل الأسلحة والفلول الإرهابية والداعشية من سوريا والعراق والسودان إلى طرابلس في ليبيا، وتعلن القدس عاصمة للكيان الصهيوني، وتعلن هضبة الجولان السورية المحتلة أرضاً إسرائيلية، وتوافق على ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية للدولة الصهيونية، وتمهد الأجواء العربية والإقليمية والدولية لإعلانها تصفية القضية الفلسطينية لصالح إقامة دولة إسرائيل الكبرى المشهورة إعلامياً بصفقة القرن.
إن الإمبريالية الأمريكية في حقيقة الأمر، إذ تدق طبول الحرب، وإذ تنتهج سياسة حافة الهاوية، تعمل على تغطية فشلها العسكري والاقتصادي والسياسي في أماكن ومواقع متعددة بالبحث عن انتصارات زائفة، ولكنها وهي تفعل ذلك، في سبيل تحقيق مصالحها ومصالح المجمع العسكري الصناعي الأمريكي، ومصالح حلفائها من القوى الإمبريالية والاستعمارية والرجعية، تجر العالم كله وخاصة منطقتنا العربية نحو هاوية سحيقة من الصراعات الدينية والعرقية والمذهبية، نحو هاوية من الفوضى.

التعليقات متوقفه